Monday  13/12/2010 Issue 13955

الأثنين 07 محرم 1432  العدد  13955

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

غازي القصيبي في التاريخ

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يقال للرجل إنه قد مات وطويت سيرته بين الناس ولم يعد يذكره أحد بعد ذلك.. ولا يبقى له إلا ما صنع، فإما أن يذكره الناس بخير، أو يقللون من أعماله، وكما اعتدنا أن نقول عن موتانا: (الله يغفر له لقد كان فلان...). ويعطينا إرثنا الإسلامي العظيم درساً في ذكر من تركونا ليقول لنا: إن الإنسان باقٍ بعد موته في ثلاثة أمور وهي: (ابن صالح يدعو له أو عمل صالح أو علم ينتفع به). وأقول أنا: إن المرحوم الدكتور غازي القصيبي الذي ملأ الدنيا بصيته وأعماله وأقواله وإنجازاته لوطنه وما صاحب ذلك من تحديات لم يمت.. بل إنه حي وسوف يبقى.. ولكن كيف؟ لقد رزقه الله برجال أوفياء استشعروا المسؤولية أمام السيد (التاريخ) والسيد (غازي القصيبي)، فقد بقي من المرحوم عمل صالح وعلم ينتفع به ورجال أوفياء عاصروه وصدقوا معه في حياته ومماته.. وما فعلوا ذلك لأمر في أنفسهم ولا تزلفا، وأصدق دليل على ذلك وقوفهم معه حياً وتخليداً لذكراه ميتاً... نعم أنا هنا أتحدث عن الأستاذ خالد المالك الذي كان رمزاً للوفاء ومعلماً له، وما ميز ذلك أنه كان قريباً من الدكتور القصيبي بحكم مهنته الإعلامية. فعند مرض المرحوم عكف أبو بشار (كما نحب أن نسميه) وبصمت على إنجاز ملحمة أدبية يذكرها التاريخ. ليظهر للعلن بكتاب أسماه: (الاستثناء) وما أجمله من عنوان يحمل الكثير من الدلالات. يتحدث فيه عن أدب الراحل. تخيلوا معي فرحة الدكتور القصيبي وهو جالس على السرير الأبيض متلحفاً بالألم مقاوماً له، ويضع أبو بشار أمامه الكتاب، إنني أجزم وقتها أن الراحل كان عاجزاً عن التعبير على الرغم من قدرته الأدبية لكي يثمن ويشكر من أنجز الكتاب، لقد أنساه آلامه وزاد من عزيمته وإيمانه.. لقد فرح بأن سيرته باقية بعد رحيله.. لم يكتف أبو بشار بهذا الوفاء بل أعقبه تأصيل له بعد وفاة القصيبي بأن أخرج كتاباً آخر بعنوان: (للتاريخ ولغازي القيصبي) ليؤرخ لحياته الإدارية وما حفلت به من أحداث ومواقف ومصاعب. إنني أغبط الراحل على هذا الرجل الوفي الذي أبى إلا أن يؤكد للعالم وليس للوطن فقط أن الله يقيض للرجل الصالح رجلاً صالحاً مثله يوفيه حقه أمام التاريخ والناس.

وأخيراً.. أدعو الجميع إلى قراءة هذين الكتابين ففيهما من النفع الكثير، وليس هذا فحسب، بل لنتعلم من أبي بشار الوفاء ونطلع على حياة رجل قد أوفى لوطنه.. إنها ملحمة وفاء أبطالها قلة.. اللهم اجعلنا منهم وسخر لنا مثلهم.

عبدالله الرفيدي

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة