Tuesday  14/12/2010 Issue 13956

الثلاثاء 08 محرم 1432  العدد  13956

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

قلت لكم في المقالة السابقة إن الشعب الكويتي فقد صوت ياسر (الآسر) ولم يسمع صدى لهذا (الفقد) إلاحينما عاد صادراً من الإذاعة السعودية عبر برنامج رائع اسمه (أريج الخزامى) الذي عطر سماءات الخليج بعذوبة الصوت والنغم، ثم أعقب هذا البرنامج الرائع ببرامج آخر اسمه (الليل والكلمة) مع المذيعة المبهجة مريم الغامدي، بعد ذلك أخذت الأمور السياسية تحتدم في المنطقة العربية بمآس كبرى لا علاج لها، ولعل أولى هذه المآسي هي غزو النظام الصدامي للكويت الذي كان صدمة (للعقل العربي النيرّ) على كل مساحات الوطن العربي وهنالك بالضبط كٌلّف.

أقول كلف الصديق ياسر الروقي أن يدير محطة تخاطب الشعب العراقي لا حكومته الغاشمة الممثلة بصدام حسين، ولأن ياسر الروقي - وعبر علاقاته الممتدة بين المثقفين العرب على اختلاف آرائهم ولهجاتهم ويعرف تمامًا (خطاباتهم) فقد ترك تأثيراً هائلا لدى المثقفين العرب ولاسيما الذين كانوا مخدوعين بذلك النظام الغاشم كالقوميين والشيوعيين والإخوان المسلمين الذين كانوا يدافعون عن هذه (الكارثة القومية) عبر أغلب الإذاعات العربية التي أيدت الغزو بكل جهل وحقد وحسد ورياء.

أقول: إنه من المهم وبعد عاصفة الصحراء وتحرير الكويت لم أعد أسمع صوت ياسر الروقي بل كدت أنساه تماماً، وفي ذات يوم وفي مكتب سكرتير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان- حفظه الله- كنت أنتظر مثل غيري السلام على سموه كان ثمة رجل يقابلني في كراسي المكتب، وكان ينظر لي مثلما أنظر له، وحينها ظننت أن الرجل المقابل هو أحد شيوخ قبائل الشمال، وذلك من خلال ميلان العقال والهيئة المميزة، بالطبع سلمنا على الأمير سلمان وخرجنا، وقبل أن أغادر المكان أوقفني الصديق الشاعر محمد مخلد الذيابي وهو من (أخويا الأمير) فقال لي بكل استغراب (ما الذي بينك وبين ياسر) فقلت ياسر من قال لي الروقي، قلت أين هو قال هو ذلك الرجل الذي خرج! قلت: ياللهول، ياللعنة لماذا لم تقل لي ذلك أولاً.

كل ذلك لا يهم مضى كل منا في طريقه ولم نلتق ثانية إلا في بهو فندق في الكويت كان هوكما كان هادئاً عميقاً أنيقاً كعقاب أتى من مجاهل الصحراء ليحط فوق برج هذا الفندق الطويل صرخت: ياسر قال لي: كلّه تعانقنا ورحنا نذرع حواري الكويت التي عشنا بها في غمرة الصبا، ونتذكر ما تغير وما كان يبقى القول أخيراً. لماذا لم تكرم ياسر الروقي وزارة الإعلام لماذا لا تهتم به وزارة الثقافة، ولماذا هو يلهث فيما تبقى له من العمر خلف برامج القنوات الفضائية، لماذا لم (تسألوه) ولماذا لم تجيبوا على مثل هكذا سؤال؟!

 

هذرلوجيا
ياسر الروقي (2)
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة