Wednesday  15/12/2010 Issue 13957

الاربعاء 09 محرم 1432  العدد  13957

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

حين يحدث أن تواجه موقف خلل في العلاقة بينك وبين مسؤولي مرافق الخدمات، فإنك تلجأ إما إلى الاعتراض المكتوب، وإما إلى الحنق الداخلي الذي يمنحك الشعور بفقد الثقة في مصداقية الدعاية المنشورة والمسموعة والمرئية عما تفعله المرافق داخل مكاتبها أو خارجها، في الجانب التتبعي والخدمي والتخطيطي والإشرافي أو في الجانب العملي الفني في الميدان، وأغلب هذه المرافق عرضة لهذه المواقف ما يتعلق بالجانب الحيوي في معيشة الناس، منها شركات الكهرباء والمياه والاتصالات والخطوط الجوية، والبنوك، والمواطن يعاني كثيرا ليصل لأي مسؤول حين الحاجة الملحة، ذلك لأن نظام الانتظار مع سماعة الهاتف على الرقم الممنوح لك مجاناً من قبل تلك المرافق، لوقت قد يلتهم ساعات من يومك دون أن تصل أحدا يفيدك «فجميع الموظفون مشغولون في خدمة مواطن آخر»، يزيد في حنقك، ليس فقط بسبب عدم تقدير دقيق لوقتك، أو ضياع فرصة وصولك لحاجتك فينتهي يومك لتنتظر آخر، أو تعطل عملك في مقابل حاجتك، أو تلجأ لشخص آخر يقوم بمهمتك، ومن ثم عليك أن تكتب له توكيلا رسميا، أو أو..وإنما لأنك ستجد في النهاية أن الوسائل الحديثة والمتطورة لسرعة الخدمات هي ذاتها المعطلة لها، وخلفها أنظمة تتبدل وتتغير ليس في صالح أحد من كان، فشارعك يمتلىء بالماء وتتعذر عليك الحركة لأن جارا استمرأ غسل سياراته في وقت تعوَّد فيه، ألا يمر به مراقبون مختصون بهذا الشأن، وهاتفك تتعدد جهات التفاعل مع مشكلته لأنك لم تحسن التعبير عن مشكلتك بدقة، فيأتيك من يقول هذا ليس اختصاصي وعليك أن تعيد الكرة من جديد لطلب خدمة أخرى، وليس ذنبك أن الموظف خلف الهاتف قد سجل اعتراضك أو شكواك بغير دقة، والإيحاء بأهمية المصداقية بينك وبين تلك المرافق هي عبارة «جميع المكالمات يتم تسجيلها»... بما فيهم موظفون المطار الذين يعطلونك عن السفر وتفقد مواعيدك بل تتغير أحوال تذاكرك بسبب عدم تدريبهم قراءة رموز تخص برمجة معينة تدلهم عن تغيير الرحلات أو الحجوزات..

نخلص من كل ذلك معاناة المواطن للوصول لشخص مسؤول وبسرعة وتجده مع أمرك قيد الثانية، ولا تنهي محادثتك إلا بحل فوري ومعالجة جادة، وتحمل مباشر لمسؤولية التعامل مع حاجة المستخدم للخدمة التي يقدمها مرفقك في أريحية تامة، وخلق نبيل، يستشف حالتك فيتعامل معها برفق المسؤول الحيوي.. مثل هذا الموظف يندر وجوده حقيقة مع كل المواقف التي واجهها الجميع وكنت واحدة منهم..

بالفعل هناك رجال ونساء على قدر المسؤولية هؤلاء تشد له العزائم لمقابلتهم أو إيصال التقدير لهم لرؤسائهم أو الكتابة عنهم لجعلهم نماذج رائعة يؤخذ بها عند تقديمهم كنماذج تستحق التقدير وأنت تقول فيهم كلمة حق لقيادة جهات عملهم، من هؤلاء السيد الفاضل عبدالله الدوسري مدير المكتب الخلفي بالمربع في شركة المياه الوطنية..

هذا الرجل من النماذج المميزة إذ لا يسألك اسمك قبل حاجتك، ولا يتقاعس عن حل مشكلتك لأن من يهاتفه مسؤول أو مشهور، فهو خلف هاتفه لا يجيب غيره لأي صوت يقصد خدمة، بل يحركُ إحسَاسه بالمسؤولية دورُه في التفاعل مع حاجة المواطن كائنا من كان، حال الشكوى التي يتلقاها، بقدرة التنفيذ وصلاحية التوجيه الذي يملك..لأكثر من موقف، في أكثر من حالة، وعلى مدى عامين تتكرر المواقف ويتكرر التأكد من أنه لا يتقاعس ولا يتأخر عن التنفيذ، فهو لا يكتفي بالتجاوب بالاستماع ومراجعة الوثائق، بل يحرك موظفي الميدان لمواجهتها ساعة وصولها عنده، ليكون المواطن في اطمئنان لا تنقطع عن بيته قطرة ماء ولا يجف فيه رواء،...

له الشكر، وبه الفخر، ومن أجله تزجى التحية لشركة المياه الوطنية. إذ هو صورة مميزة لعملها، وأداء خدماتها..، إذ خدمات هذا المرفق تمس بقوة أهميتها ما يمكن أن يقع فيه بيت تنقطع عنه المياه، لأي من أسباب التمديدات الخارجية أو تعطل العداد، أو حفريات لا تزال تشوه بين حين وآخر وجوه الشوارع، وراحة الساكنين. كما أن الشكر لإدارة الشركة ذاتها من حيث تجاوب مسؤوليها المباشرين فور حاجة المواطن لهم وسرعة الإجابة عن هواتفها العامة والخاصة.

بارك الله فيك يا عبدالله الدوسري وأكثر من أمثالك في جميع مرافق الخدمات العامة..ومكاتبها الحيوية المنتشرة في خلايا المدينة الكبيرة، ومدن كل الوطن.

 

لما هو آت
هذا الرجل في شركة المياه..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة