Wednesday  15/12/2010 Issue 13957

الاربعاء 09 محرم 1432  العدد  13957

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

كيف تحفظ أدويتك بطريقة خاطئة؟!
د. شافي المطلق

رجوع

 

يلجأ الإنسان إلى تناول الأدوية في حال اعتلال صحته، حيث يقوم بزيارة للطبيب، فيصف له الدواء المناسب. ثم يقدم له الصيدلي المعلومات اللازمة عن الدواء ويرشده إلى الطريقة المثلى لتناول الدواء بعدد الجرعات المطلوبة وكمية كل جرعة وأوقات تناولها، كما يوضح له الصيدلي كيفية حفظ الأدوية.

إن طرق حفظ الأدوية تتم حسب دساتير الأدوية وتعليمات الشركات المصنعة لتلك الأدوية، حيث يتم وضع تعليمات عن الأدوية في مطوية مع كل دواء، وقد رأيت ما يثلج الصدر عند قيام بعض المراجعين بقراءة تلك الإرشادات مما يدل على وعي دوائي عندهم، وأنا أهيب بكل القراء أن يقرأوا تلك الإرشادات ولا يهملوها ففيها معلومات مهمة عن الأدوية التي هم بحاجة إليها.

يبدأ مسلسل حفظ الأدوية بطريقة خاطئة حين يستلمها المريض... فهناك قصص كثيرة تحكي إهمال بعض المراجعين وتهاونهم في عدم الحرص على حفظ أدويتهم في أماكنها الصحيحة. سأذكر لكم قصصا وقفت عليها بنفسي وأنا أعلم أن الكثير منكم لديه العديد من الحكايات المشابهة. وهذا الخطأ يتسبب في إتلاف أدويتهم فتفقد خصائصها العلاجية وتصبح تلك الأدوية ضعيفة المفعول أو قد تكون عديمة المفعول، والأخطر حين تتحول تلك الأدوية المفيدة إلى سموم ضارة بالجسم وقد تكون قاتلة.

ركبت سيارة أجرة في الصيف الماضي، وكان يقودها أحد المواطنين، فتجاذبنا أطراف الحديث عن الأمراض وكثرتها، وعن أهمية الالتزام بتناول الأدوية التي يتم صرفها للمريض، وكان صاحبنا مريضا بضغط الدم والسكري، ومن تفاعله وحرصه أخرج كيس أدويته من تحت مرتبته في السيارة ليبين لي حرصه على تناول أدويته حسب التعليمات. استجمعت كل ما لدي من حلم وشفقة وعطف فشكرته على حرصه، وأثنيت على تفاعله، ثم أسديت له النصح بأن يتوقف عن تناول ما في هذا الكيس وأن يبدل تلك الأدوية بأخرى جديدة وبينت له الطريقة المثلى لحفظ الأدوية، وخطورة (ذلك الكيس) على صحته.

أحد الجيران موظف في إحدى الشركات وكان مريضا بالسكري يستشيرني في أدويته التي يحفظها في شنطة (سمسونايت) وضعها في (شنطة) سيارته، لأنه لا يفطر في بيته وإنما يفطر في عمله، ويحرص أن يتناول أدويته هناك... شكرت له حرصه على أدويته، وأثنيت على (شنطة السمسونايت) وارشدته إلى أن يبدل تلك الأدوية بأخرى جديدة وأن يحفظ أدويته في مكان بارد.

كنت أتناول الطعام مع إحدى قريباتي، كانت في الستين من عمرها تعاني من ارتفاع ضغط الدم والروماتيزم في ركبتيها، وطلبت من ابنها إحضار أدويتها من أحد أدراج المطبخ. وحين سألتها لماذا تحفظين أدويتك في المطبخ، كانت إجابتها : لكي تكون قريبة مني ولا أنساها. فأوضحت لها الطريقة الصحيحة لحفظ الأدوية بعيدا عن حرارة النار والطبيخ، وأشرت إلى ابنها بضرورة استبدال تلك الأدوية بأخرى جديدة.

زرت قريبا لي في مزرعته، وبعد الغداء أنزل كيس أدويته من جذع (كرب) نخلة بجانب مكان الجلوس (العريش) ليتناول أدويته (الربو والسكري)، وحين سألته منذ متى وأدويتك في الهواء الطلق، كانت إجابته منذ ثلاثة أسابيع، طلبت منه إتلاف هذه الأدوية وإبدالها بأخرى جديدة، وذلك بعد أن أوضحت له خطورة بقاء الأدوية تحت أشعة الشمس وضررها على صحة الإنسان.

سألت ذات مرة أحد المراجعين للصيدلية، وكان رجلا مسنا يستعمل أدوية تخثر الدم عن كيفية حفظ أدويته، فكانت إجابته عجيبة حيث قال إنه يحفظها في (فريزر الثلاجة)، فأوضحت له ضرر برودة التجميد على الدواء وفاعليته، وأن الدواء يفقد كل خصائصه عند تجميده، وأرشدته إلى حفظ أدويته في الباب السفلي للثلاجة حيث البرودة تكون معتدلة.

أحضر أحد أقربائي قطرة عين (مضاد حيوي) لوالدته قد استخدمته والدته قبل ستة أشهر وشفيت عينيها، والآن اشتكت عينيها مرة أخرى، وأخبرني أن الدواء كان محفوظا في الثلاجة منذ ذلك الوقت. نصحته بأن لا يستخدم تلك القطرة حيث إنها بقيت مفتوحة لأكثر من شهر. وأشرت عليه بأن يراجع بوالدته طبيبتها المعالجة كي تكشف عليها وتصف لها الدواء المناسب فقد تكون الإصابة الحالية تختلف عن الإصابة السابقة.

هذه لمحات أخيرة قبل الختام :

- احفظ أدويتك في مكان بارد (من 8 درجات إلى 25 درجة)... مثل باب الثلاجة السفلي أو تحت برودة المكيف في البيت.

- السيارة، المطبخ، البستان، الفريزر ليست أماكن مناسبة لحفظ الأدوية.

- قطرات العين، الأنف والأذن لا تستعمل بعد شهر من فتحها وكذلك الأشربة.

- شروبات المضادات الحيوية التي يتم حلها بإضافة الماء إليها لا تستعمل لأكثر من سبعة أيام.

- بعد الشفاء والعافية، الأدوية المتبقية يتم إعادتها لصيدلية المستشفى ليتم التخلص منها بالطرق النظامية.

- تمنياتي للجميع بالصحة والعافية ... والسلام عليكم.

الشؤون الصحية بالحرس الوطني

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة