Wednesday  15/12/2010 Issue 13957

الاربعاء 09 محرم 1432  العدد  13957

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

الشعراء واحترام المتلقي

رجوع

 

الشعر سمِّي شعراً لأنه شعور داخل الشاعر، فلا يمكن أن يكون هناك شعر دون شعور، فالقصيدة التي ينظمها الشاعر دون شعور داخلي لن تصل إلى المتلقي بالقوة المطلوبة، لأنها مجرد أفكار خارجية يتم تجميعها وتصفيفها بوزن وقافية فقط.

لهذا نجد الكثير من الشعراء اليوم يفتقدون إلى الشعر الحقيقي النابع من مشاعر الشاعر، فتجد قصائد هؤلاء مجرّد تصفيف لكلام ليس فيه طعم ولا رائحة .. بينما لو نستمع إلى قصائد الشعراء القدامى وبعض الشعراء الحاليين، نجد أن قصائدهم تعبّر عن ما بداخلهم وعما يواجهونه في حياتهم، ونجد أن قصائدهم تدخل إلى قلبك دون استئذان لأنه شعور صادق يعبّر بالفعل عما يكنه هذا الشاعر من مشاعر حقيقية غير مركبة.

شعراء اليوم - وللأسف - أصبحوا يتسابقون على كتابة القصائد دون هدف، فقصائد هؤلاء أصبحت مثل المسلسلات التي ملأت القنوات الفضائية والتي تعرض جميع أنواع الغث .. لهذا تجد أن الكثير من الشعراء اليوم يتسابقون على كتابة أكبر قدر ممكن من القصائد دون مراعاة شعور المتلقي الذي لن يرضى سوى بالقصيدة الهادفة التي تلامس مشاعره.

أيضاً هناك بعض الشعراء الذين لا يراعون في قصائدهم مناسبة القصيدة ومن تلقى أمامه، فالقصيدة التي تلقى في مجلس أغلبه من الشباب المراهق، لا تلقى في مجلس أغلبه من كبار السن، والقصيدة التي تلقى في المناسبات العادية أو العائلية .. لا تلقى في المناسبات الرسمية التي يحضرها جمع من الشيوخ والأدباء والكتّاب والمفكرين، لأنه لكل مقام مقال .. لذلك يجب أن يتثقف الشاعر، فليس كل ما يكتبه الشاعر من حقه أن يلقيه على الحاضرين، وهذا للأسف ما حصل في إحدى المناسبات التي أقيمت مؤخراً بمناسبة عيد الفطر المبارك في إحدى محافظات المملكة، عندما قام أحد الشعراء وأمام حفل كبير أعد بمناسبة عيد الفطر المبارك وحضره محافظ تلك المنطقة ومسؤولون من بعض الجهات الحكومية وشيوخ كبار سن، ونقل على إحدى القنوات الفضائية الشعبية، قام خلالها هذا الشاعر بإلقاء قصيدة غزلية بها من الفحش ما بها، دون مراعاة من يخاطب ومن يستمع إليه، ودون أن يخجل على نفسه من إلقاء هذه القصيدة، ودون أن يراعي ما يقال في تلك المناسبة، ومع ما يناسب الحدث وما يناسب الحضور.

ما يجب على شعراء اليوم من وجهة نظري الشخصية، خصوصاً الشعراء المندفعين والذين قام بتلميعهم الإعلام وأعطاهم فرصة الظهور المتكرر، مراعاة ما يكتبون وأن يحترموا المتلقي أياً كان جنسه وسنّه، لأن التاريخ لن يرحم أحداً، فمثلما دوّن شعراؤنا القدامى أسماءهم على صفحات من نجاح، سيدوّن لهم التاريخ صفحات من فشل، إن لم يعيدوا حساباتهم من جديد.

ناصر بن شباب العتيبي

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة