Saturday  18/12/2010 Issue 13960

السبت 12 محرم 1432  العدد  13960

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

لمَّا كان العلم يتقدم، والمعرفة تتكاثر، وطرق التدريس تتغير، وأهداف المجتمع من التعليم واحتياجاته منه أصبحت مهمة وضرورية، ومتغيرة، وأن مقترحات تطوير المناهج وتعديلها ونقدها كثيرة وعديدة، تختلف باختلاف وقت النظر، أي متى ننظر في ذلك ونقوم به، كما تختلف بتراث .....

..... المفكر الفكري واتجاهاته، وأخيراً وأساساً يجب أن تختلف باختلاف حاجة المجتمع وما يريده من التعليم، ومن أبنائه الذين يعدهم لمواجهة المستقبل، ولمتابعة خططه التنموية والتوغل في آفاق نموه وتقدمه.

ويبدو من الواضح بالطبع أن معظم نقاد المناهج الدراسية لم يوضحوا بشكل محدد كيفية إحداث هذا التغيير ونظامه. ولكننا يجب أن ندرك أن من الخطأ تصور أن هناك «كلمة أخيرة» في إعادة النظر في المناهج. فهذه عملية تربوية اجتماعية اقتصادية مرتبطة ارتباطاً لا انفصال عنه مع تطور العلم وتطور المجتمع وإمكاناته ونظرته للمستقبل ولاحتياجاته التنموية.

وهذا كله أمر متغير متطور مع الوقت. وكلما تأخرنا في إعادة النظر زاد تعقيد الأمر، لأنَّ المطلوب في الحقيقة هو عمل سريع ولكنه متدرج ومفتوح للتجريب وللتغيير وللتعلم من المفكر والمربي والمدرس وصاحب القرار السياسي.

ولكن ما هي الآليات المناسبة للتطوير. هذه الآليات هي في الحقيقة القضية الأساسية ومحور الموضوع وصلبه وأصعب نقاطه. فعندما نستخدم كلمة آليات فإنَّما نعني ابتكاراً فكرياً لصورة أو عمل أو تنظيم يحدث بالضرورة التغيير المنشود أو قدراً منه أو على الأقل يدفعنا جميعاً، نحن المشتغلين بالمنهج الدراسي، نحو إحداث التغيير المطلوب وتحديد نطاقاته ولو على نحو تدريجي، ولكنه بالضرورة يجب أن يكون واقعياً وجميعاً. ونعني بهذا الشرط أن يكون التغيير نتيجة لتبصر بالواقع والمستقبل ووضع العلم، وأن يشارك في صياغته وتطبيقه المدرس وواضع الكتاب المدرسي والكتب المساندة، وأخيراً صاحب القرار السياسي والإداري بمستوياته المختلفة. فالتغيير في آخر الأمر سيتطلب قراراً، والقرار يتطلب إرادة سياسية وإمكانات مالية وفنية ومادية.

فهل يمكن فعلاً أن نفكر في الآليات، أو أن ننصح ببعض صورها؟

إن الطريق يبدأ أولاً باكتشاف عيوب التعليم وأدوائه ووضع أيدينا على تشخيص علمي لها. فنحن بتعليمنا وبتاريخنا التعليمي نميل إلى نقل المعلومة وليس إلى تعليم الطريق لاكتشافها، ونتجه إلى تكليف الطالب بحفظها في خزائن عقله حتى وإن لم يستخدمها ودون أن نعلمه كيف ترتبط هذه المعلومة بحياته اليومية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف يمكن أن يستغلها وأن يستفيد منها في تحصيل معرفة جديدة وتحقيق إبداع واكتشاف جديد لنفسه أولاً ليستعد بعد ذلك للمشاركة في تطوير التعلم والمساهمة في تقدمه.

كما يجب أن نقتنع أن هناك حشواً في مناهجنا، وأن هذا الحشو لا يطور معرفة، ولا ذوقاً، ولا يغير سلوكاً. وكل تعديل في المنهج يجب أن يستهدف العناصر الثلاثة: متابعة تطور وتقدم العلم، تكوين ذوق لمحبة الحقيقة والصدق في تناولها وشحذ التطلع للتطلع وحب التعرف، وأخيراً يجب أن يكون المنهج وسيلة للطالب وللمدرس في تغيير السلوك، سلوك الطالب بل وسلوك المدرس أيضاً.

كما يجب علينا أن نتواضع، ومن تواضع لله رفعه، وأن ندرس مناهج الدول التي تصنع أجيالاً جديدة تشارك مباشرة في العمل وفي تطوير المجتمع والمساهمة في تطوير الاكتشافات العلمية.

فالواجب أن ندرس المناهج الدراسية للعالم دراسة تفصيلية، وأن نميز فيها عناصر التغيير الذي طرأ في السنوات الأخيرة، وأن نضع أيدينا على قدرتها على إحداث التغيير في ذهن الطالب وفكر المدرس وفي خدمة المجتمع.

إن تحديد الآليات هو دائماً في آخر الأمر قرار سياسي وإداري يجب أن نوفر له كل المعلومات وكل مقومات السلامة.

 

المناهج الدراسية تقع في قلب مهام المفكر التربوي والمعلم وأولاً في قلب مسؤوليات الدولة
د. علي بن محمد التويجري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة