Saturday  18/12/2010 Issue 13960

السبت 12 محرم 1432  العدد  13960

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

           

أظهر محافظ البصرة والعديد من عشائر الجنوب صلابةً قويةً فيما يَخْتَصُّ بتثبيت حدود العراق مع إيران، وبالذات في منطقة شط العرب، حيث يشتكي المحافظ والعشائر البصراوية والجنوبية من محاولة إيران السيطرة على شط العرب، ويرفض العراقيون الاعتماد على اتفاقيات وقعت تحت ضغوط سياسية، ويَعُدُّون محاولات إيران اقتطاع أجزاء من الأراضي والمياه العراقية استكمالاً لدورها بالهيمنة على الجنوب العراقي، سواء من خلال زرع محافظات الجنوب بمخابراتها وأعوانها أو تقديم مشروعات طائفية تسعى لإنشاء إقليمٍ لجنوب العراق خاضعٍ للهيمنة الإيرانية.

العراقيون وبالذات مجلس عشائر الجنوب والمثقفون والمؤرخون العراقيون يُذكّرون من يعمل على هذا المشروع الطائفي، أن العشائر العربية في جنوب العراق هم أول من عمل على إقامة كيان عربي في العراق، ففي آخر مراحل السلطنة العثمانية، قاد الشيخ سعدون المنصور السعدون الذي كان يحظى باحترام وتقدير كافة القبائل العربية في شمال ووسط وجنوب العراق، لشجاعته وحكمته وحرصه على عروبة العراق. وفي موازاة نجاح كتلة الاتحاد والترقي في السيطرة على مقاليد السلطة العثمانية، حاول أحرار العرب ومنهم سعدون المنصور السعدون في التصدي لمحاولات التتريك ومحاربة لغة القرآن، فاتصل بكافة رؤساء العشائر العراقية وبعث سفراءه منهم زامل المناع شيخ بني أجود ومحمد الطيار كاتبه الخاص وطلبَ عقد اجتماع حُدِّد له شمال السماوة «المثنى» وحضره العديد من رؤساء القبائل العربية منهم «اتحاد المنتفق- بني أسد - مياح- ربيعة- زبيد- خزاعة- العبيد- شمر، ودُعِيَ لهذا الاجتماع طالب النقيب، أحد وجهاء البصرة.

ناقش المجتمعون إعلانَ دولةِ العراق العربية من خلال السيطرة على جنوب ووسط العراق، إلا أنَّ طالب النقيب -وكان له طموحات سياسية- وجدَ في انتخاب سعدون المنصور السعدون لقيادة هذه الدولة العربية المقترحة عدمَ اهتمام به كون كل الحاضرين شيوخ قبائل عربية كبيرة، ولهذا قام بالإبلاغ عن هذا الاجتماع وأوشى بالشيخ السعدون، فاتفق النقيب مع والي البصرة آنذاك حمدي باشا بدعوة الشيخ سعدون المنصور السعدون، حيث قُبِضَ عليه في منزل النقيب بالبصرة وأُرْسِلَ فوراً إلى حلب، وهناك دُسَّ له السم ومات في حلب ودُفِنَ في مقبرة الشهداء من قِبَلِ رجال الحركة القومية العربية السورية، وكُتِبَ على قبره «الشهيد سعدون البغدادي».

وذكَّرتْ المسزز بيلُ طالبَ النقيب بتلك الحادثة حينما رُشِحَ ملكاً للعراق مُنافساً للملك فيصل الأول، إذ قالتْ «إن بريطانيا لا تثق بك يا طالب لأنك تسببتَ باغتيال سعدون المنصور السعدون الرجل الذي أراد تأسيس دولة عراقية عربية ومن ثم خُنْْتَ أصدقاءك العثمانيين والتحقتَ بنا، إنك لا تصلح أن تكون زعيماً».

والآن، من يبدلون ولاءاتهم ويتنقلون بين أحضان المحتلين، هل يستحقون أن يكونوا زعماءً لأقاليم في بلدٍ عظيم يسعون إلى تفتيته؟!

الشيخ سعدون المنصور السعدون -كما تذكر المراجع التاريخية- أراد أن يكون جنوبُ ووسطُ العراق منطلقاً لإقامة دولة العراق العربية بضم شماله، وكانت حركته المؤزرة بتأييد كل العشائر العربية، إلا أنَّ الوشاةَ وخَدَمَ المحتلين أحبطوا تحركَ السعدون الذي يؤكد متانة وقوة الحضور العربي في جنوب ووسط العراق.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
دولة السعدون العربية في جنوب العراق
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة