Monday  20/12/2010 Issue 13962

الأثنين 14 محرم 1432  العدد  13962

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

لقاءات

 

رئيس التحرير يتحدث عن الصحافة لصحيفة (سبق) الإلكترونية - الجزء الثاني

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أجرى اللقاء: عبدالعزيز العصيمي :

نشرنا في عدد أمس الجزء الأول من الحوار المطول الذي أجرته صحيفة (سبق) الإلكترونية مع رئيس التحرير الزميل الأستاذ خالد المالك، وهانحن ننشر الجزء الثاني والأخير، وفيه نستكمل هذا اللقاء الذي اتسم بالوضوح والصراحة في كل ما طرحه الزميل عبدالعزيز العصيمي على ضيف (سبق) من أسئلة حول الشأن الصحفي وهموم الصحفيين سواء في الجزيرة أو في هيئة الصحفيين أو في الوسط الصحفي بعامة.

كيف ترى وضعية الصحف الورقية في المملكة الآن، وهامش الحرية المتاح لها؟ وهل هناك متسع لمساحة أكبر وأوسع؟

- برأيي، أن الصحف السعودية - بعض الصحف السعودية - ينظر إليها الآن ضمن أكثر الصحف العربية نجاحاً، من حيث الانتشار وحجم الإعلان والأرباح السنوية، وكل هذا تحقق بفضل جودة هذه المطبوعات. وبالنسبة إلى الحرية التي تتمتع بها الآن فإنها - بشهادة المنصفين - تُعدُّ من بين الصحف العربية التي تؤدي دورها بشكل جيّد في ممارسة حقها في نقد ما يحتاج إلى نقد وإلى تعديل ما هو مائل وإلى تصحيح ما هو خطأ في حياتنا اليومية، وهي لسان حال المواطن في كشف العيوب ونقل الهموم، وهذا واضح في كثير من المقالات والتحقيقات التي تقدمها الصحف يومياً، وكل هذا تم بفضل الانفتاح الذي قاده الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مختلف الميادين والمجالات، وبينها المجال الإعلامي، وما زال الطريق مفتوحاً أمام الصحف لاستثمار هذه الفرصة التاريخية التي هيأها لها خادم الحرمين الشريفين، على أن يصاحبها ممارسة واعية وموضوعية وعدم فَهْم هذه السياسة الإعلامية فَهْماً خاطئاً بالانحراف عن أهدافها الجميلة؛ ما قد يضطر صانع القرار عندئذ إلى التعامل معها بشكل مختلف.

هناك من يرى أن بعض الصحف لديها هامش أكبر من الحرية مقارنة بالصحف الأخرى، هل يرجع هذا لرئيس التحرير أم هو توزيع أدوار؟

- كل صحيفة تأخذ سياستها من خلال توجيه رئيس تحريرها، وجميع الصحف تلتزم بالثوابت عن إيمان وقناعة، وفي التفاصيل عند ممارسة هذه الحرية تكون رؤية رئيس التحرير حاضرة، وهي تتفاوت بين رئيس تحرير وآخر، وبين كاتب وآخر، وكل هذا يخضع لاجتهادات قد يوفَّق فيها رئيس تحرير ولا يكون الأمر كذلك مع رئيس تحرير آخر، وفي هذا فإن للخبرة والقدرة التي يتمتع بها رئيس التحرير دوراً في ذلك، غير أن التعامل مع هموم الناس يبدو متقارباً بين جميع الصحف الرئيسية؛ لأنها تعتمد على كُتّاب الرأي، وكل صحيفة من هذه الصحف لديها مجموعة من الكُتّاب المميزين، بمعنى أنه ليس صحيحاً أن هذا يمكن فهمه كما لو أنه توزيع أدوار بين الصحف، خاصة إذا علمنا أن المنافسة جادة بين الصحف لكسب القارئ والمعلن؛ ما يعني عدم استعداد أي صحيفة للتخلي عن العنصر الأهم في نجاحها وهو هامش الحرية المسموح به لصالح صحيفة أخرى.

رئيس التحرير الرقيب، هل يمارس الرقابة على مضامين ما يُنشر في جريدته بعيون (الرقيب المسؤول) أم برؤية الصحفي رئيس التحرير؟

- رئيس التحرير هو المسؤول عن كل ما يُنشر في صحيفته، لا أحد غيره يُسأل عما يُنشر فيها؛ وبالتالي فعليه أن يراقب بوصفه (المسؤول) كل ما يُنشر فيها دون أن يتخلى عن كونه صحفياً، بمعنى أن رئيس التحرير يجمع بين المهنة والمسؤولية، ويحاول أن يوفق بينهما لتعزيز نجاح صحيفته، ومع هذا فإنه ليس صحيحاً أن رئيس التحرير يقرأ كل ما يُنشر في الصحيفة؛ فهو يوزع المسؤوليات والصلاحيات على مساعديه، وهم على دراية ومعرفة بما ينبغي أن يُؤخذ برأي رئيس التحرير قبل النشر في أي موضوع يكون هذا المسؤول متردداً في نشره.

استطاع خالد المالك أن يضع الجزيرة من جديد في المنافسة مع الصحف السعودية الكبرى بعد كبوة عانت منها، إلى أي مدى كنت تركِّز في إعادة الجزيرة إلى قوتها؟

- لقد أعادني إلى الجزيرة حبي وتاريخها معها إلى جانب أمور أخرى أشرت إليها في جوابي عن سؤال سابق، وعندما عدت رئيساً لتحريرها مرة أخرى كان اهتمامي الأول أن أتعرف على مواقع الضعف فيها وكيف لي أن أعالجها، وعلى مواقع القوة في الصحف الأخرى وكيف لي أن أنجز مثلها، وكنت أعي حجم المسؤولية وصعوبتها وأعرف أن الطريق للوصول إلى هذا الهدف شاق وطويل، غير أن تعاون المؤسسة ممثلة في مجلس إدارتها وحماس وتعاون الزملاء في التحرير بانتظار النقلة المنتظرة مَكَّنانا معاً من الوصول إلى ما يمكن أن يقال عنه بأن صحيفة الجزيرة أصبحت منافسة للصحف السعودية الكبرى، وهذا يعني ضمن ما يعنيه أن الصحف تعتمد في تطورها على قدرة رئاسة تحريرها مدعوماً ومسانَداً بإدارة واعية وجهاز تحرير متمكن، مع إمكانات مالية وتحريرية، وفنية وإدارية كبيرة وهكذا يمكن أن توصف به أجواء الجزيرة من الداخل.

كيف يتذكر الأستاذ المالك خروجه من الجزيرة على خلفية قصيدة الشاعر الكبير غازي القصيبي وعودته إليها من جديد لإنقاذها؟ وما الفرق بين المرحلتين؟

- غبت عن الجزيرة قرابة خمسة عشر عاماً، وكنت قد ودعتها بالدموع، وعدت إليها بالدموع أيضاً؛ فليس أصعب على المرء من أن يترك بيته ويعيش في غربة عنه، فكيف به إذا كان هو من قاد إصدار الجزيرة يومياً ومثلها المسائية؟ وكيف به إذا كان أكثر من أمضى سنوات في خدمتها مقارنة بغيره من رؤساء التحرير، وكيف به وقد أعطاها زهرة شبابه، وتركها وهي الصحيفة الأولى على مستوى المملكة، وحين عدت إليها فقد عدت إلى صحيفة متواضعة في كل شيء، ولم يبق لها ما يثير الاهتمام سوى اسمها الجميل وتاريخها المشرق وسنوات من الذكريات التي تجمعني بها وآمال معلقة عليّ لكي أعيد لها وهجها ونجاحاتها السابقة، وبين المرحلتين الأولى والثانية من رئاستي لتحريرها كانت المهمة واحدة، والمسؤولية بلا تباين كثير فيما بين الفترتين، في الأولى كانت صحيفة أسبوعية على مدى تسع سنوات، وحين تسلمي لرئاسة تحريرها كانت أول خطوات عملي إصدارها يومياً، وهذا تطلب جهداً وعملاً وأن عليّ أن أتحمل شخصياً هذا القرار التاريخي المهم بما قد يصاحبه من فشل أو نجاح، وفي الثانية كان المطلوب مني أن أعيد الحياة إلى صحيفة انفضَّ الناسُ عنها بعد أن تراجعت في مستواها وانتشارها ووضعها المالي بشكل مخيف، وهذه مسؤولية كبيرة ينبغي أن أتصدى لها بشجاعة، وأن أستخدم خبرتي وعلاقاتي ودعم مجلس الإدارة وثقة القراء في تحقيق ما هو منتظر مني. وأزعم أنني نجحت في الفترتين، وأن هناك جنوداً مجهولين في إدارة المؤسسة وتحرير الصحيفة وكل أقسام المؤسسة كان لهم لمسات إضافية ومساندة في كل ما تقرؤونه في صحيفة الجزيرة عن نجاحاتها في الفترتين.

الأستاذ المالك حاز لقب رئيس رؤساء التحرير عن جدارة، هل يطريك هذا اللقب؟ وماذا يمثل لك؟

- إذا كان هذا اللقب أُطلق عليّ بوصفي أقدم رؤساء التحرير الحاليين فهذا لقب في محله، أما إذا كان قد أُطلق لأُميَّز به عن بقية الزملاء فإني لا أرى نفسي إلا أحدهم ومثلهم سواء القدامى أو الجدد منهم، وهو لقب ساحر وجميل ومثير ويعبِّر عن محبة وثقة مَنْ أطلقه عليّ، ويلقي بظلال من المسؤولية الكبيرة على شخصي، ومثلما كنت وأكون سأظل وفياً لهذه المهنة التي يقترب عمري منذ بدأت العمل فيها إلى نصف قرن.

يرى البعض أن الجزيرة تألقت إعلانياً وتسويقياً، لكنها تحريرياً لم تكن بالمستوى نفسه، بماذا تردون؟

- كيف تتفوق بالإعلان والتوزيع ولا تكون كذلك تحريرياً؟! مَنْ هو المعلن الغبي الذي يعلن في صحيفة متواضعة تحريرياً؟! ومن هو القارئ الذي يسعى لشراء صحيفة لا يجد فيها مادة مقروءة؟! الإعلان لا يبحث إلا عن الصحيفة التي تسوق إعلانه بشكل صحيح، والقارئ لا يختار من بين الصحف إلا تلك الصحيفة التي تنشر ما يثير اهتمامه؛ بهذا فإن ظاهرة النمو الإعلاني وسعة الانتشار في صحيفة الجزيرة ليس لها من تفسير أو استنتاج إلا هذا الشكل الجميل وهذه المادة الصحفية المتميزة؛ حيث تزامن ازدياد حجم الإعلان وسعة الانتشار مع التطورات المتسارعة في مستوى الصحيفة، وإلا فأين اختفى هذا الحجم من الإعلانات وهذا النمو الكبير في التوزيع حين كانت الجزيرة تمرُّ بحالة ضعف في سنوات مضت؟

مرة أخرى، هل إعلانكم عن أرقام التوزيع يومياً على صدر صفحتكم الأولى - وهي سابقة لم تعهدها حتى الصحف العالمية - هو نوع من التحدي للآخرين في الصحف الأخرى؟

- لك أن تفهمه هكذا، لكن الحقيقة هو ليس كذلك؛ فقد كانت هناك محاولات كثيرة مني مع الصحف الزميلة لنعلن معاً أرقام توزيع صحفنا، وعندما فشلت كل المحاولات بما في ذلك مقال كتبته عن ذلك في صحيفة الجزيرة، واقتراح تبناه وزير الإعلام السابق في اجتماعه برؤساء التحرير ومديري عموم المؤسسات، اضطررنا في الجزيرة إلى إعلان أرقامنا منفردين؛ وذلك في محاولة للقضاء على ظاهرة ادعاء الصحف أرقاماً فلكية عن حجم توزيعها قد لا تكون صحيحة، وأعتقد أن الصحف لن تستطيع الاستمرار في حجب المعلومات عن توزيعها بعد أن أقدمت الجزيرة على هذه الخطوة.

عاش خالد المالك في عزلة تامة ولم تطأ قدمه الجزيرة بعد خروجه الأول منها، بل انزوى في مكان خفي بعيداً عن الصحافة، هل كنت تتوقع أنك ستعود يوماً إلى رئاسة تحرير الجزيرة أو رئاسة تحرير مطبوعة أخرى؟ وهل تلقيت عروضاً خلال هذه الفترة؟

- تعمدت أن أغيب عن الجزيرة فلا أقدم على زيارة مبناها ولا أجتمع بأحد من أسرة تحريرها؛ حتى لا يُفهم خطأ بأني أمارس دوراً خفياً في تراجع الجزيرة عن مستواها؛ وبالتالي عن موقعها بين الصحف الأخرى، غير أني لم أنزوِ عن المجتمع؛ فقد عملت مديراً عاماً للشركة الوطنية للتوزيع التي تملكها المؤسسات الصحفية، وأنا - كما تعرف - مَنْ تولى تأسيس هذه الشركة، وخدمتي فيها امتدت لأكثر من ست سنوات، كما عملت في مؤسساتي الخاصة، وبينها المؤسسة التي تعنى بالنشر، وقد أصدرت قرابة عشرة كتب إعلامية لصالح وزارة الثقافة والإعلام وغيرها، وحول عودتي للجزيرة فإنه لم يخطر في بالي ولم أفكر يوماً هل سأعود إلى الجزيرة أو إلى غيرها من الصحف، ولم يكن هذا ضمن اهتماماتي؛ فقد شغلتني مسؤولياتي الخاصة عن أي اهتمام بالعمل من جديد في الصحافة، غير أن العمل في الجزيرة وفق الترتيبات التي تمت والارتباط التاريخي السابق معها والثقة التي أحاطني بها أعضاء المؤسسة لم أكن لأقابله إلا بالموافقة والاستعداد لبذل أقصى جهدي لتكون الجزيرة خلال فترة زمنية ليست بالطويلة في الوضع الذي كنا نتمناه لها.

قلتم إن القسم النسائي في صحيفة الجزيرة هو أول قسم في صحيفة سعودية، وردت عليكم صحف أخرى بأنها سبقتكم في هذا الأمر بسنوات طويلة، ألم تقعوا في حرج بسبب هذا الإعلان المتسرع؟

- الذين ردوا علينا لم يقرؤوا إعلاننا بشكل صحيح، وأوضحنا في تعقيب عليهم بشكل غير مباشر المقصود بهذا الإعلان، وتأكيداً لذلك فنحن أعلنا بأننا أول قسم نسائي متكامل، بمعنى أن القسم النسائي بالجزيرة، الذي يضم خمسين زميلة تعملن به، نصف هذا العدد متفرغات، والنصف الآخر غير متفرغات، يقمن بكل مراحل العمل الصحفي من صف وتصحيح وإخراج وتنفيذ وتسويق وتحقيقات وأخبار، وهو ما لا يوجد في الصحف الأخرى التي لا تواكب أقسامها النسائية دورة العمل؛ إذ إن نشاطها يقتصر فقط على جلب الأخبار والتحقيقات، وهكذا ترى أن الجزيرة بمفهوم القسم النسائي الشامل هي أول صحيفة يكون لديها هذا العدد من الصحفيات ويعملن بكل هذه التخصصات، وقد تم إعدادهن في دورات تدريبية امتدت لأكثر من ثمانية أشهر، وتم إيجاد مكاتب لهن بتجهيزات فنية وإدارية عالية لا يوجد ما يماثلها في أي صحيفة أخرى.

* تحاول استقطاب كفاءات صحفية للمناصب التحريرية في الجريدة، ولكن أيضاً هناك هجرة من (الجزيرة)، بماذا تفسر ذلك؟

- ما تسأل عنه لا تنفرد به الجزيرة، ومع هذا فهي تتخذ قراراتها بما يستجيب لحاجتها ومصلحتها، والمهم أن يعكس أي إجراء أو خطوة تقدم عليها الصحيفة نتائج إيجابية سواء باستقطابها لعناصر جديدة أو بقبولها خيار مَنْ يرغب أن ينتقل منها إلى صحيفة أخرى.

* هناك من يوجِّه اتهاماً صريحاً ومباشراً إلى الجزيرة بأنها لم تصنع كفاءات، ولم تساهم في استقطاب جيل الشباب من الصحفيين السعوديين، كيف ترد على ذلك؟

- على امتداد تاريخ الجزيرة كانت - ولا تزال - هي الممول الأشهر والأبرز بين المؤسسات الصحفية بمن يعمل فيها من الصحفيين، ولو سألت أكثر الزملاء في أغلب الصحف عن بداياته في العمل الصحفي لقال لك إنها كانت من صحيفة الجزيرة، وحالياً كيف يستقيم هذا الاتهام مع تزايد الأعداد من الصحفيين الذين يعملون في الجزيرة سنة بعد أخرى، حتى أصبحت واحدة من أكبر المؤسسات الصحفية في عدد ونوعية العاملين فيها.

متى يستقيل الأستاذ المالك من هيئة الصحفيين؟

- يفترض بمن انتُخب عضواً في مجلس الإدارة أن يكمل دورته، والاستقالات لا تكون إلا بظهور مبررات وأسباب جوهرية مقنعة، وهذه لم تظهر بعد؛ لهذا سوف أكمل هذه الدورة التي بقي عليها سنة واحدة ولن أرشح نفسي لعضوية مجلس الإدارة بالدورة القادمة، انطلاقاً من اقتناعي بأن الفرصة يجب أن تُتاح لزملاء آخرين ممن ينوون الترشح لعضوية المجلس.

هل ترى أن الصحافة الإلكترونية منافس قوي للصحف الورقية؟

- هي مكملة بوضعها الحالي، وعندما تكتمل شخصيتها وتأثيرها وقناعة الناس بما يُنشر فيها فلِمَ لا تكون منافسة؟ أعتقد أن المنافسة تحتاج إلى مزيد من الوقت والخبرة والتنظيم واستقطابها لعناصر صحفية متميزة.

أطلقتم صحيفة (صحف) الإلكترونية في الوقت الذي يستمر فيه موقع (الجزيرة)، فما الفرق بين الاثنين؟

- صحيفة (صحف) مختلفة تماماً في موادها الصحفية عن مواد صحيفة الجزيرة، ولها جهاز تحرير مهمته إعداد موادها، بينما موقع صحيفة الجزيرة هو نسخة من صحيفة الجزيرة الورقية مع مداخلات القُرّاء وتعليقاتهم على ما يُنشر فيها، وهذا هو الفرق.

هل أنت مع الرأي القائل إن الصحف الورقية ستنتهي حتماً في ظل هذا التسارع التقني في وسائل الإعلام؟

- ما زال هذا الموضوع يشغل أذهان الباحثين دون أن يتفقوا على موعد الانتقال من الصحافة الورقية إلى الصحافة الإلكترونية. هناك تطور تقني هائل في وسائل الاتصالات، وهناك إعلام جديد يحاول أن يستثمر ذلك بإثبات وجوده على حساب الإعلام التقليدي القائم، غير أن المنافسة لم تصل بعد إلى ما يمكن أن يقال عنه إنه يشكّل خطورة أو اختراقاً للصحافة الورقية. وبنظري فإننا نحتاج إلى مزيد من السنوات وإلى كثير من الوقت لنكتشف موقع الصحافة الإلكترونية في خريطة الإعلام، فهذا الجيل اعتاد على الصحافة الورقية وتعامل معها بوصفها صديقاً، ومن المستبعد أن يتخلى عنها، لكن مَنْ يدري؟.. فقد تكون الأجيال القادمة على علاقة أحادية مع الصحافة الإلكترونية؛ وبالتالي لا تتعامل مع غيرها، وعندئذ يمكن القول إن الصحافة الإلكترونية تسيدت اللغة الصحفية والأسلوب الإعلامي الجديد وتفوقت على الصحافة الورقية، لكن كل ما يُقال إنما هو اجتهاد لا تُمكِّن النتائج حتى الآن من الجزم به، سواء مع أو ضد الرأي القائل بأن الصحافة الإلكترونية قادمة وبقوة لتكون منافسة أو البديل للصحافة الورقية.

هناك مَنْ يتهم مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين بأنه مجلس رؤساء التحرير فهم الذين يهيمنون عليه، ما مدى صحة ذلك؟

- أغلبية أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحفيين هم من بين رؤساء التحرير وهذا صحيح، وإذا لم تكن الأغلبية تمثل رؤساء التحرير فمن تكون؟ فرؤساء التحرير يقودون الصحف والمجلات السعودية، فأي قيمة لهيئة الصحفيين إذا تخلى رؤساء التحرير عن مجلس إدارتها؟ ومع هذا فلا بد أن يضم تشكيل المجلس مجموعة من الصحفيين والإعلاميين، ومن المهم أن تمثَّل المؤسسات الصحفية الكبرى بعضو في المجلس، ولا أرى - وهذه وجهة نظر شخصية - أن يستمر ترشيح العضو حتى ولو كان رئيساً للتحرير لأكثر من دورتين، ومن الخطأ أن يُنظر إلى مجلس الإدارة الذي يمثل فيه رؤساء التحرير الأغلبية على أنه يهيمن على قرارات المجلس، وإذا ما تبين صحة ذلك - وأنا أنفيه بشدة - فعلى الجمعية العمومية أن تعبِّر عن وجهات نظرها بقوة وتختار أعضاء لا يهيمنون على قرارات المجلس، غير أن تداول هذه الاتهامات والشائعات - وهي غير صحيحة - أمرٌ معيبٌ.

هل ترى في القريب العاجل خطوات ملموسة للارتقاء بمستوى أداء هيئة الصحفيين؟

- أتمنى ذلك.

أحدثتم غربلة إدارية مؤخراً في عدد من مكاتب المؤسسة، ولكن السؤال: لماذا لم تستقطبوا كفاءات من خارج المؤسسة لتطوير العمل؟

- ومَنْ قال لك إننا لم نستقطب كفاءات من خارج المؤسسة متى كانت هناك حاجة لهم ولم يتوافر البديل لهم من داخل المؤسسة؟.. لقد اعتمدنا أولاً على من هو على رأس العمل بالمؤسسة، وسعينا إلى البحث عن عناصر متمكنة من خارج المؤسسة ضمن سياسة تعتمد على تفعيل العمل وإشراك الجميع في تحسين الأداء وتطوير الأسلوب الإداري بالمؤسسة؛ ليكون ذلك في خدمة تطوير الصحيفة تحريرياً وتسويقياً وإدارياً ضمن رؤية يقودها المدير العام ورئيس التحرير مدعومة من مجلس الإدارة.

محررو الصفحة الفنية بالجزيرة يشتكون دائماً من تدخلاتك، ودائماً ما تؤجل الصفحة الفنية بناء على ضغوط من التيار الديني، هل هذا صحيح؟

- الصفحة الفنية تظهر بشكل يومي دون أن يتدخل أحد في قرار صدورها أو عدم صدورها، وما قيل لك هو ضمن الشائعات الكثيرة، وإلا فإن الصفحة الفنية هي الأبرز بين الصفحات الفنية بالصحف الأخرى، ليس هذا فقط، وإنما هي تتمتع بهامش من الحرية ومساحة كبيرة في إبداء وجهات النظر بما لا يتوافر لغيرها في صحف أخرى، فكيف أتدخل في تأجيلها دون أن يكون هناك ما يبرر لذلك.



 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة