Friday  24/12/2010 Issue 13966

الجمعة 18 محرم 1432  العدد  13966

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

نحن أمام حقيقة عارية بوضوح كالشمس لا يحجبها غربال، إنها تجارتنا الحرة التي ارتضينا بها والتي نتفق كلنا عليها مجتمعين على أنها (ربما) كانت بلا ضوابط أو شروط أو رقابة مجزية والتي ألقت بتبعاتها السلبية والقهرية علينا دون وجل ولا خجل ولا استئذان، إن السوق السعودية من أكثر الأسواق العالمية احتواء لكل أصناف ما استجد من نبت وزرع وملبس وزي ومركب ومأكل ومشرب دون ضوابط ودون شروط جدية وصارمة وبائنة وصريحة بطبيعة المادة المستوردة حتى منافذنا الحدودية أمست مفتوحة على مصراعيها للبضاعة الأجنبية المستوردة دون حتى بعض قيد أو بعض وازع، لهذا فإنك لا تستغرب إذا رأيت نوعًا من الأزياء يجمع بين الغرابة والشذوذ يملأ أسواقنا، حيث ليس هناك من يدقق أو يتفحص أو يحاول الاكتشاف، إن أسواقنا أصبحت ممتلئة بالبضائع الدخيلة السقيمة والفقيرة في المادة وفي الصنع وفي الهدف، دون أن تتمكن وزارة التجارة والجمارك وهيئة المواصفات وجمعية حماية المستهلك القيام بدورها ومسئولياتها وذلك بمعالجة الأمر بطرق وأساليب جادة وصارمة وسريعة وقانونية، إننا بتنا نخشى من المضاعفات المادية والمعنوية والروحية التي تسببها هذا البضائع الرديئة الصفراء علينا ككائنات بشرية حية، سأضرب مثالا (روحيا) واحدا على ذلك وهو (زي) الشباب المباع في الأسواق ذوقا وغرابة وشذوذا وخارجا عن المألوف وأثره المباشر على السلوك ونمط الحياة بمفرداتها اليومية حيث يعطي المظهر الوحي بالميوعة والأنوثة وينعكس مباشرة على شخصية الشاب وبالتالي مكانته في الوسط الاجتماعي، لقد صدمت كثيرا وأنا أرى بعض شبابنا يرتدي بشكل (فاضح) و(جريء) و(مقدام) ما لا يلائم البيئة والمحيط الاجتماعي وما هو بعيد عن الذوق العام والأعراف والتقاليد، إن فوضوية الاستيراد والبيع والتكسب والإعلان يجب أن تقنن وأن يعمل على تفعيل قوانين جديدة لها فرضية الالتزام وفهم الثوابت، إن التجارة كنشاط اقتصادي أسوة بباقي الأنشطة والفعاليات السياسية والرياضية والصناعية وغيرها جميعها مرتبطة بالحال العام في البلد وثبات الأمور، إن الأزياء الشبابية الشاذة والغريبة التي بدأت تطفو على السطح ويرتديها ثلة غير (هينة) من الشباب تقع المسئولية الأخلاقية العظمى والأولى على مستورديها وفاحصيها ومدققيها والمجيزين لها بالعبور والدخول، إن المظهر الشخصي جزء لا يتجزأ من الذوق العام ولا بد من مراعاته والحفاظ عليه بشكله السليم لكن دون عنف ودون مضايقة ودون شراسة توعوية تشبه (المدحلة) حتى لا تساء المهمة ويساء الهدف ويساء المغزى، إن ما أريد الوصول إليه في حديثي هو أن التزام الشاب الأخلاقي وتمسكه بالخلق والأصول في ملبسه ومظهره نابع من نشأته وتربيته البيتية وعليه أن يكون رقيبا على نفسه يدفعه حياؤه للابتعاد عن كل ما هو شاذ وغريب عن بلده ومجتمعه، بقي أن أؤكد على ضرورة قيام وزارة التجارة والجمارك وحماية المستهلك بأدوارهم الرسمية المؤثرة حماية لشخصيات شبابنا، إننا لا نريد أن ينصاع شبابنا وراء عنفوان الدعاية الاستهلاكية المطلق في الملبس وفي المظهر، ولا نريد لهم الانجرار وراء توافه الأمور ومساوئ الأزياء، بل نريد منهم الاعتدال والالتزام بما يرضي النفس والمحيط، إن مسئولية الحفاظ على ضوابط الأمور في المظهر اللائق للشباب والتزامهم الأخلاقي مرتبط بسلسلة حلقات متصلة بعضها ببعض تبدأ من الأسرة وولي الأمر وتمر بالمدرسة والتاجر المستورد ووزارة التجارة والرقابة الجمركية والدوائر ذات العلاقة ما يحفظ للشباب هويتهم الأخلاقية والاجتماعية المميزة وحتى لا نجعل التجارة الحرة تصيبنا بالاختناق و(الكتمة) كما تفعل عوادم السيارات والمركبات الكبيرة والبواخر العملاقة.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الحقيقة العارية!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة