Friday  24/12/2010 Issue 13966

الجمعة 18 محرم 1432  العدد  13966

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

القصة الفائزة بالمركز الثاني
كيف تنجح في التقاط صورة جميلة؟
عبدالله الزماي

رجوع

 

النجاح في التقاط صورة يعني النجاح في القبض على الزمن الهارب منا عنوة.. فأي لحظاته أجدر بالقبض عليها وتخليدها...؟ ،هذا سؤال تأملي بعيد الغور.. ربما لست مستعداً لخوض متاهته الآن...

الآن أمامك مشهد حي... وبيدك آلتك/ سلاحك... ولكنك تريد صيدا ثمينا.. لحظة نادرة.. تريد اختطاف أجمل لحظات هذا المشهد على الإطلاق...

يراودك سؤال آخر... أشد إلحاحاً من سابقه... ولكنك تتجاهله.. وتبدو أكثر حزماً وتركيزاً... تقبض على الآلة بيديك.. تتظاهر بالاحترافية.. وتصوب فوهتها نحو المشهد..

الشمس تتكسر أشعتها خلف البيت الطيني المواجه.. ويملأ ضياؤها الأفق.. وينعكس على طائرين يقفان بشكل متجاور على أسلاك الكهرباء المقابلة لك تماما.. فيشكل النخيل اليابس الطويل المقابل للبيت الطيني شمالا.. خلفية جميلة للصورة التي تنوي التقاطها...

تنتظر.. ربما تكون اللحظة القادمة أبلغ جمالا!.. يطير الطائر الأيمن بأفق مواز لسطح البيت الطيني... تاركا الآخر خلفه..

تتردد أكثر.. وتزداد حيرتك.. تدني العدسة من عينك وتنظر من خلالها... ثم تنزلها وأنت تنظر بنظرة متأملة.. وتزفر..، كان عليك أن تتخذ قرارا في اللقطة الماضية.. ولكنك تصر على الانتظار بحثا عن مشهد أجمل!،الانتظار ليس قرارا على كل حال..

يطير الطائر الأيسر وأنت تراقبه.. كانت لحظة وثوبه مواتية... ولكنك تمعن في التأجيل... يحلق الطائر على مقربة من الطائر الأول.. يقتربان من بعضهما.. وينعطفان سويا بحركة انسيابية.. وعلى ارتفاع مناسب عن البيت الطيني المقابل.. وأنت ما تزال مشدوها.. تفكر أن المشهد لم يكتمل بالنسبة لك.. تظل تتابعهما كما لو كنت تتابع مشهدا دراميا... ،تردد مع نفسك... أنك لم تكن تبحث عن أكثر من صورة... وأن لكل فن منطقه الخاص ومنطلقه الخاص.. يجب أن تكون أكثر إيمانا بهذه العبارة في المرة القادمة.. وتتعرف على اللحظة الأجمل في وقتها... تماما!.

يحلق الطائران على مستوى أعلى... يفترقان... ويغيبان في الشفق!.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة