Friday  24/12/2010 Issue 13966

الجمعة 18 محرم 1432  العدد  13966

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

متطلعًا إلى كتابة المصحف الشريف كاملاً.. أستاذ الطب الخطاط د .إبراهيم الجوريشي لـ»الجزيرة»:
الإعلام ظلم خطاطي كتاب الله.. فلا أحدٌ يعرف عنهم شيئًا !!

رجوع

 

كوالالمبور - خاص بـ»الجزيرة»

قال أستاذ الطب الخطاط الدكتور إبراهيم عبد العزيز مصطفى الجوريشي: إن الإعلام مقصرٌ جدًا في التعريف بخطاطي المصحف الشريف، فلا أحد يكاد يذكرهم أو يعرف بهم، وإبراز جهودهم في خط كتاب الله ونسخه.

وأضاف أن رحلته مع الخط العربي بدأت منذ صغره، مؤكدًا أن الخط موهبة من عند الله تعالى وهبها الله للإنسان، وقال: إن أول لوحة كتبها كانت حديثًا نبويًا للمسجد الذي يصلي به وكان في الثالث المتوسط.. جاء ذلك في حوار «الجوريشي»، وفيما يلي نصه:

بداية نود أن تكشفوا عن سيرتكم الذاتية؟

- سيرتي الذاتية: اسمي إبراهيم بن عبد العزيز بن إبراهيم المعروف بإبراهيم الجُورِيشِي. متزوج وعندي ثلاثة أطفال (جنان وأسحار ورزان). ولدت بمدينة نابلس في يوم الجمعة الثاني من شهر محرم عام 1394هـ الموافق للخامس والعشرين من شهر يناير عام 1974م. نشأت في محيط عائلة محافظة، فبعد مولدي ارْتُحِلَ بي مع والدتي إلى الكويت وأقمت بها وعشت طفولتي ودرست في مدارسها المرحلة الابتدائية والمتوسطة وجزءًا من الثانوية إلى الصف الثاني الثانوي (العاشر) حتى عام 1990م، ثم شاء الله تعالى أن أرجع إلى بلادي الحبيبة الأردن، وأكمل دراستي الثانوية في مدارسها، فحصلت على شهادة الثانوية العامة القسم العلمي من مدرسة كلية الحسين الثانوية، بعَمَّان في عام 1993م. ثم حصلت على شهادة البكالوريوس في المختبرات الطبية من كلية الصيدلة والعلوم الطبية، بجامعة عمان الأهلية - الأردن في عام 1998م.

بعد ذلك حصلت على شهادة الماجستير في علوم الصيدلة، تخصص الكيمياء الحياتية السريرية من كلية الصيدلة، بجامعة بغداد - العراق في عام 2001م. ثم أكرمني الله بالحصول على شهادة الدكتوراة في العلوم الطبية تخصص علم الأدوية من كلية الطب بالجامعة الوطنية الماليزية - ماليزيا عام 2010م.

أما عن حياتي العملية والوظيفية فعملت في مجال تخصصي في المختبرات الطبية في المستشفى الإسلامي من عام 2002 - 2004م م والآن أعمل محاضرًا في كلية الطب جامعة سايبر جايا بماليزيا والحمد لله أولاً وآخرًا.

كيف بدأت مسيرتكم مع الخط، وهل تذكرون قصة البداية تحديدًا من الناحية الزمانية والمكانية؟

- رحلتي مع الخط العربي كانت بدايتي منذ الصغر وعمري 12 سنة وبعناية وتشجيع والدي -حفظه الله- وجزاه الله عني كل خير وجهني إلى تعلم فن الخط العربي ويسر لي أدواته وابتاع لي كراسة قواعد الخط العربي عميد الخط العربي (هاشم محمد البغدادي) -رحمه الله- . ومن هنا بدأت في تعلم الخط العربي مجتهدًا على نفسي عن طريق كراسة قواعد الخط العربي للخطاط (هاشم البغدادي)، كما أنني تأثرت بوالدي، فهو صاحب خط جميل وله قدرة واضحة على الرسم وخط الحروف لكنه لم يتفرغ له، وأذكر أنه كان يعمل لي ولإخواني الوسائل التعليمية للمدرسة؛ كرسم الخرائط وكتابة الأحاديث والآيات القرآنية والقصائد الشعرية، منها تشجعت على مزاولة وتعلم الخط والتعرف على أسراره وخفاياه وصرت في تلك الفترة اقتني المصادر والكتب فاذكر أن أول كتاب اقتنيته هو مصور الخط العربي (لناجي زين الدين المصرف) وزادت عنايتي بالخط العربي في ذلك الوقت.

وكنت خلال زيارتنا للأردن أحرص على زيارة الخطاطين في أماكنهم محاولاً الاستفادة من خبرتهم، فمنهم من كان يرحب ومنهم من يزجر ولا يرغب وأذكر هنا الأستاذ الخطاط (محمود الحايك) في مدينة الزرقاء، فأذكر أنني لما زرته رحب بي على صغر سني وكانت أول مرة لي أتعرف على القصب واستخدامه في الخط وأذكر أيضًا من الأساتذة الخطاطين الذين أفدت منهم الاستاذ (محمد ياسين الجوخي) والاستاذ المبدع (جمال عبد الكريم الترك) وغيرهم الكثير لا يتسع المقام لذكرهم، فجزاهم الله عنَّا كل خير. كما أنني راسلت عددًا كبيرًا من الخطاطين، منهم الأستاذ (يوسف ذنون) والأستاذ (محمد شريفي) والأستاذ (صلاح شيرزاد) وغيرهم. كما تلقيت دروسًا في الخط العربي خط النسخ على يد الخطاط الأستاذ (محمد أوزجاي) من استانبول عن طريق المراسلة، وفي فترة الماجستير لازمت الخطاط الكبير (عباس البغدادي) من العراق وتعلمت منه الكثير، فهو من صناديد الخط العربي ومحترفيه على المستوى العالمي وأجزت منه بالخط العربي عام 1425هـ، كما التقيت بعدد كبير من كبار الخطاطين في العالم الإسلامي.

وشاركت في مهرجان بغداد العالمي للخط العربي والزخرفة الإسلامية في عامي 1993م و1998م. وحصلت على جائزة (خط الإجازة) في المسابقة الدولية الرابعة لفن الخط التي تنظمها اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الإسلامي التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2001م، 1422هـ.

وحصلت أيضًا على المركز الأول في خطي الثلث والنسخ في مسابقة الخط العربي التي نظمتها جامعة آل البيت على مستوى الجامعات الأردنية في عام 1997م وغير ذلك من الجوائز.

الخط موهبة ومهارة وفن، منّ الله به على الإنسان، ولكنه علم أيضًا، فكيف جمعتم بين الموهبة والمهارة والعلم؟

- كما هو معلوم أن الله تعالى وهب الإنسان الكثير الكثير من النعم والهبات وموهبة الخط اُعطيتها ووهبني الله إياها فلو تركتها على حالها دون علم وصقل لبقيت على حالها لذلك كثير من الناس أعطاهم الله مهارات وهبات لا يستفيدون منها؛ لأنهم يبقونها على حالها ولا يحسنون تطويرها وصقلها، لذلك الموهبة وحدها لا تكفي فيجب أن تكلل بالعلم والتطوير والمتابعة والتحسين.

من الذي اكتشف موهبتكم في الخط؟ وكيف تم تنميتها؟

- الذي اكتشف موهبتي في الخط والدي -حفظه الله- وكان له الفضل في تنمية هذه الهواية، ثم تبعتها عوامل أخرى منها المدرسة والمسجد والكتب والمصادر الخطية وزيارة الخطاطين ومراسلتهم.

هل تذكرون أول لوحة قمتم بكتابتها؟

- نعم أذكر بالضبط أني كتبت حديثًا نبويًا للمسجد وكنت وقتها في الصف الثالث المتوسط كانت بدايات متواضعة.

هل قمتم بكتابة القرآن الكريم؟ وهل تحلمون بكتابته؟

- لم أتشرف بذلك وأسأل الله أن يمنَّ عليَّ بخط كتاب الله الشريف، ومن لا يحلم بهذا الشرف، فكتابة وخط المصحف الشريف توفيق من الله لعبده، أسأل الله أن أكون من خدام كتابه الكريم.

هل هناك خطاطون تتلمذت على أيديهم، ومن هم؟

- نعم وفقني الله بالتلمذة على أهل هذا الفن، حيث تعلمت الكثير من أستاذي الخطاط (محمد أوزجاي) بالمراسلة وكان يسقط لي ويشرح لي الكثير -جزاه الله عنَّا كل خير-. كما أنني التقيت حين دراستي الماجستير في بغداد بالأستاذ الخطاط (عباس البغدادي) وأفدت منه كثيرًا ولازمته أيضًا وقت إقامته في الأردن حتى كتب لي الإجازة والشهادة في الخط العربي وأوصاني بالمحافظة على التمرين، فالخط يحتاج إلى الاستمرارية في التمرين والمشق.

ما العناصر التي يجب توافرها لخطاط المصحف حتى يؤدي عمله كاملاً؟

- حسب رأيي أن أهم العناصر هي إتقان الخط وخصوصًا خط النسخ؛ لأنه خط المصحف فليس كل من خط المصحف خطاطًا، كما أنه يجب أن يتحلى الخطاط بالصبر والأناة وأن يكون عنده دراية بالعربية ورسم المصحف، لأنها عوامل مهمة جدًا، طبعًا مع حسن اختيار نوع الورق والأحبار والأقلام وغير ذلك.

ما نظرتكم للدور الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تجاه خدمة كتاب الله، والسنَّة النبوية المطهرة؟

- صدقًا ودون أي مجاملة أن المجمع يقوم بخدمات جليلة وإنجازات رائعة، فعنايته بالمصحف الشريف وطباعته، واستقطاب كبار علماء القراءات والتجويد والرسم من كل الأقطار، وتوفير كل السبل والوسائل والدراسات والأبحاث وحتى التسجيلات كلّها جهودٌ كبيرةٌ واضحةٌ تصب في خدمة القرآن الكريم.

اعتاد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ عدة سنوات على تنظيم ندوات علمية متخصصة يشارك فيها علماء ومفكرون متخصصون في القرآن الكريم وعلومه، وكذا السنَّة النبوية المطهرة، ما تقويمكم لهذا الدور؟

- لم يتسنَّ لي حضورها لكني أتابع أخبارها من خلال الإنترنت والمواقع الذي أظنه أن مثل هذه الندوات واللقاءات العلمية مثمرة وستؤتي أكلها بعون الله وتوفيقه.

كيف يمكن أن يسهم ملتقى أشهر خطاطي المصحف المزمع إقامته في المدينة المنورة في اكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، وتشجيع التواصل بين خطاطي المصحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي؟

- مثل هذه الملتقيات العلمية والخطية تسهم بشكل كبير في اكتشاف الطاقات الكامنة المحتاجة إلى الإرشاد والتنوير فلقاء خطاط مبتدئ موهوب بأحد المبدعين والأساتذة المتقنين يسهم كثيرًا في إثراء معلوماته الفنية وازدياد خبرته الخطية ويكون بعد الملتقى التراسل والتواصل والسؤال والاستنفار وغير ذلك.

وإسهام الملتقى يكون باحتضان هذه المواهب وصقلها وتشجيعها وتسهيل الطريق لها بكل الوسائل المتاحة.

كتابة وخط المصحف الشريف بدأت منذ عهد الخلفاء الراشدين، وتوصلت في العهود المتتابعة حتى عصرنا الحاضر.. هل هناك مشكلات تعترض كتابة المصاحف، وضبطها، وكيف يمكن معالجتها؟

- من أهم المشكلات التي تعترض كتابة المصاحف هي الجهل بعلم الرسم والضبط والمتتبع لكثير من جهود الخطاطين أنهم كتبوا مصاحفهم بالرسم الإملائي المتبع وهذه المشكلة الكبرى هنا أنهم كتبوها دون علم أو دراية وهذا أدى إلى خلل الضبط وعلاج هذا الأمر يتم كالتالي حسب رأيي ألا يكتب الخطاط المصحف دون وجود لجنة علمية خاصة متميزة بعلماء القراءات والرسم والضبط ولجنة أيضًا من الخطاطين البارزين الذين يشرفون على الخط ككتابة وفن.

وهذا الأمر يساعد في إخراج نسخة من المصحف الشريف متميزة خطيًا ورسمًا وضبطًا والله تعالى أعلم.

يؤدي خطاطو المصحف الشريف عملاً إسلاميًا جليلاً، كيف يمكن إبراز الرسالة التي يحملها خطاطو المصحف؟

- حقيقة أن الخطاطين غالبهم مغمور غير معروف، لذا أظن أن وسائل الإعلام مقصرة جدًا في إبراز جهودهم وفنهم وإلقاء الضوء عليهم وهذه الظاهرة قديمة جديدة. وممكن إبراز هذا الجانب بعمل برامج تلفازية تشرح أهمية كتابة المصحف والمراحل التي يمر بها كما يتم إجراء لقاءات وحوارات مع أبرز خطاطي المصاحف وبيان جهودهم في ذلك، مع إمكانية إيجاد مطبوعات مجلة كتب تعتني بذلك المجال وغير ذلك كثير.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة