Friday  24/12/2010 Issue 13966

الجمعة 18 محرم 1432  العدد  13966

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الميدان

           

تدوين أرسان الخيل تاريخياً ليس بالأمر السهل، لا لشيء إلا لأن لكل رسن قصة مدونة بطريقة مختلفة عن الأخرى في غالب الأحيان.. وذلك حسبما تتناقله الألسن بين القبائل ومع ذلك ليس هناك مصادر معروفة إلا ما ندر ومن الأرسان عند العرب مسيرة عباس باشا الخديوي والذي يحمل اسمه أحد الجياد البارزة في الميدان السعودي .

والمصدر حول هذه السيرة الفارعة ما كتبه المستشرق الألماني كارل رضوان الذي أمضى في بلاد الشام ومصر زهاء 20 عاماً بين عامي 1911 - 1932- والذي ضيفه أمير الدولة أنزاك فواز الشعلان.

عباس باشا تولى (الخديوية) ما بين عام 1848 و 1854 وهو حفيد محمد علي باشا الكبير.. أمضى الباشا عباس سنوات عديدة في الصحراء في صحبة والده الأمير طوسون الذي كان قائداً عسكرياً فأكتسب باحتكاكه بالبدو ورجال القبائل معرفة بالخيل العربية البدوية الأصيلة فأحبها وشغف بها وعزم على تربيتها في مصر وكان لصحبته مع الأمير فيصل بن تركي آل سعود أثراً كبير في هذا الاهتمام إذ ساهم الأمير فيصل في ما عزم عليه عباس باشا فأهداه عدداً من الأفراس.

ويقال والعهدة على الراوي أنه اشترى معظم الصقلاويات الجدرانيات من قبيلة عنزة حتى أنه دفع ذات مرة 3 آلاف جنيه ذهباً في صقلاوية جدرانية بنت سودان ونظرا لتقدمها في السن ولا نستطيع قطع المسافة من البادية السورية إلى مصر وليتم نقلها في عربة خصصت لها وليست بالطبع مثل عربات ها الأيام والتي أصبحت لكل من هب ودب ودون توفر شروط السلامة للجيادة السباقية!

لم يشأ عباس باشا أن يسند مهمة العناية بتلك الخيل والاهتمام بها إلى كل من هب ودب أيضاً بل أسندها إلى أهلها واختار 30 مشرفاً من عدة رجال من القبائل وكانت المياه تنقل إلى المزارع يومياً على ظهور الجمال والبغال من مسافة 60 ك من النيل إلى موقع المزرعة على بعد 12 ك من مدينة السويس غرباً، يعني مثل أحوال الجنادرية في زمننا هذا مع اختلاف وسيلة النقل من جمال وبغال إلى صهاريج أو (وايتات) بالعامية ويا محاسن الصدف يا باشا ما بين الجنادرية أكبر مزارع الانتاج السعودية ومدينة السويس في تلك الحقب العتية!

كان لدى عباس باشا 30 ناقة تحلب يومياً ويقدم حليبها غذاء طازجاً للأمهار والمهرات ذات النسب والجمال.. وعلى طاري هذه المعلومة المؤكدة فإن أحد المدربين المعروفين قد ذكر لي أن غذاء مهوره المفطومة وعلى أيام ميدان الملز الخوالي كانت بنفس الطريقة الخديوية يا محاسن الصدف أيضاً.

الخديوي عباس كان عارفاً بكل صغيرة وكبيرة وعالماً بنسب كل فرس أو جواد لديه أصلاً وفرعاً وكان يرسل إلى القبائل رجاله للاستعلام عن رسن كل جواد وقصته. والذين زاروا بلاد الشام والعراق والحجاز ونجد والبحرين حتى أن بعضهم وصل إلى الهند للتعرف على أصول الأرسان.

بعد وفاة عباس باشا قام ابنه الهامي باشا الذي كان يكره الخيل ولا يحب اقتناءها بتنظيم مزاد علني للخيول العربية عام 1862 حيث باعها جميعها وبدون أسعار تحفظ! وكان عددها 480 رأساً منها 90 فحل و 210 فرس ولادة و 180فلوا وفلوة!

المثير في أجواء هذا المزاد هو تهافت مندوبو إيطاليا والنمسا وفرنسا يالله العجب ومزاد الخديوي يذكرني ببعض مزاداتنا الحالية مع تفوق لمزاد الخديوي في ذلك الزمن البعيد وعبر الحضور الأوروبي المكثف من تلك الدول الأجنبية!

من التجارب والخبرات التي ذكرت عن إسطبل الخديوي عندما سألوا موفدو عباس باشا (المشرفين الإداريين على غفلة إلى أصحاب تلك المرابط عن عدم نشبية الفرس وهي في عمر الأربع سنوات فكان جوابهم موحداً أن المواليد من أفراس حتى تلك السن غير مباركة وهي أن المواليد من تلك الأفراس تكون نظرهم (جالبة للنحس) وهو رأي مخالف في عصرنا الحالي عبر رؤيته مالك مزارع دارلي عندما وصف عمر الأربع سنوات للأفراس بأنه الأنسب والأفضل لزواج تلك الجميلات (حيوية وعنفوان) ومن تجارب أرسان الباشا خديوي أيضاً في عالم الإنتاج وعلى لسان أهل تلك المزارع: إن الفرس حين تضع حملها يجب ألا يسمح لها بالنوم ولمدة ثلاثة أيام متتالية خشية أن يتغير موضع الرحم منها إذا هي نامت وفوق ذلك فإنهم لا يقدمون إلى الفرس الولادة أي طعام سواء حليب! وحتى ماء في يومها الأول مع اختلاف التوقيت في السماح لها بالماء إذا ما (أفلت في فصل الصيف) وما بين صيفية وشتوية سيناء مروراً بالطبع بالجنادرية ومزارعها العصامية أقول ما ني مضريها على الهيبات لا من كتبت ولاني مجبنها عن المشراف يا باشا والمخرج ملي.

المسار الأخير:

سلامتك يا بوي من كل عارض ومكروه

وخطاك السو يا تاج راسي وكل القبيلة



almedan8@gmail.com
 

ميادين
خلطة الخديوي السرية!!
عايض البقمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة