Saturday  25/12/2010 Issue 13967

السبت 19 محرم 1432  العدد  13967

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

أُكتبُ لكم فمن أين أبدأ؟
محمد بن متعب عبدالله الشعلان

 

رجوع

 

الحمد لله القائل - عزَّ وجلَّ - {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..} والصلاة والسلام على نبي الرحمة والناصح والمرشد القائل: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم (2586) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد:

لا أعرف كيف أكتب أو أتحدث؟ ولا من أين أبدأ؟ فالأفكار مشتتة والكلمات مبعثرة والقلب محزون والدموع تسيل على مغادرتك يا أبا عبد الله، ولكن سأكتب وسأعبِّر فأرجو أن تعذرني يا أبا عبد الله وأرجو أن يعذرني والداك على قلة التعبير وسأبخس حقك وستجف الأقلام وأنا ما أوفيت حقك، وحقيقةً ترددت كثيراً في اختيار الوقت المناسب لكتابة هذا المقال، ولكن عزمت النية واستعنت بالله وتوكلت عليه فأسرعت وأحضرت مذكرتي وأطلقت العنان لأناملي لتكتب وسمحت لقلبي ليعبّر عن مغادرة أعز أصدقائي، ففي يوم الخميس الموافق 24-8-1431هـ غادر أخي الأستاذ سهيل بن عبد الله الصقر الأستاذ في كلية عقلة صقور المملكة العربية السعودية متوجهاً إلى إحدى الدول الخارجية ليحضّر رسالتي الماجستير والدكتوراه، فذلك اليوم سيبقى ذكرى لنا وله على مرّ الزمان وسيبقى خالداً في ذهن والدي سهيل وجميع أفراد العائلة وخالداً في ذهني لعمق محبته في قلبي، أتعلمون لماذا؟ لأنه أخي الذي لم تلده أمي والناصح والمرشد لي وصديقي الخاص إن رأى مني خطأ أرشدني للصواب وإذا عزمت على أمر ما شجعني وساعدني، لقد وقف معي في أكثر من مرة وقفة رجل لرجل وأخ لأخيه، فعندما أخبرني بنية مواصلته للدراسة فرحت فرحاً شديداً ولكن سرعان ما اختفت الفرحة وخيّم الحزن بوجهي عندما أخبرني بأنه سيواصلها خارج المملكة وحزنت حزناً شديداً على مغادرته وأنني سأفقده عدة سنوات، أسأل الله أن يعيده لنا بأسرع وقت حاملاً بيده شهادة الدكتوراه بتفوّق ولكن هكذا الدنيا فرح وحزن وما لنا إلا الصبر والدعاء.

اصبر وقلبي فيه مثل اللهيبي

والصبر زاد القلب عزم وصلابه

وكيف لا أحزن وقد زرع حبه بقلبي وله مكانة كبيرة ومعزة خاصة، فهو يتصف بأحسن الأخلاق وسمو النفس ودماثة الخلق ويحب الخير، عقله راجح وكلامه موزون، ودائماً متواصل مع أصدقائه وزملائه، قلبه أبيض نقي لا يعرف حقداً ولا كراهية ولا يهجر أخاه ولا ساعة ويقبل الاعتذار من الآخرين ويعقد الصلح بين المتخاصمين وإن احتجت أي شيء منه قام بتلبيته لي بأسرع وقت وبأكمل وجه. وفي لحظة مغادرته انسكبت العبرات وذرفت الدموع وحزن القلب حزناً شديداً، وأعلم يا أبا عليان ويا أم عليان ويا إخوة وأخوات سهيل أنكم أشد مني حزناً على فراقه وأعينكم تذرف بالدموع أكثر مني على مغادرته الكل أحبه ولا غرابة في ذلك فهو شعلة البيت ونبراسه المضيء، فمهما كتبت فلن أوفي ولا ربع حق أخي سهيل لعمق محبته بقلبي، فقد كنا نتواصل أنا وهو يومياً بالجوال ونلتقي شبه يومي فمهما بعدت بيننا المسافات يا أبا عبد الله فقلوبنا قريبة وسيزيد شوقي لك، لا أعرف كيف تكون الرس بدونك يا أبا عبد الله؟ ولا أعرف كيف ستمر الأيام دون رؤيتك؟ وكيف سأتحمّل فراقك؟ بل كيف سيتحمّل أهلك فراقك؟ ولكن سنصبر وندعو الله أن يعيننا على ذلك ويعيدك إلينا بأسرع وقت؟ وأحث نفسي وأحثكم يا أبا عليان ويا أم عليان ويا إخوة سهيل وأخواته على الصبر والاحتساب ولنشمّر عن سواعدنا ونرفع أكف الضراعة للمولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ سهيل من كل سوء وأن يوفّقه وأن يحقّق مبتغاه بأسرع وقت ويرجعه إلينا وأن يعيننا على الصبر وأن يربط على قلوبنا على مغادرته فهو سبحانه المعين والحافظ والقادر على كل شيء.. وأخيراً هذا ما نطق به قلبي وفي جعبتي الشيء الكثير وهذا ما سطرته أناملي وأرجو أن تعذروني على التقصير، فمهما كتبت أو قلت فلن تكفيك يا سهيل مئات الأوراق ولا الألوف وستجف الأقلام وأنا ما أوفيت حقك.

اللهم احفظ أخي سهيل الصقر في بلد الغربة واحمه من كل سوء، اللهم متّعه بالصحة والعافية وارجعه إلينا بأسرع وقت ووفّقه واجعل النجاح حليفه واكفه شر الأشرار وكيد الحاسدين يا رب العالمين، اللهم إنك تعلم بعمق حبه في قلوبنا ومرارة رحيله من بيننا فأعنا على الصبر واربط على قلوبنا يا رب العالمين.

_ الرس

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة