Saturday  25/12/2010 Issue 13967

السبت 19 محرم 1432  العدد  13967

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

تجربة مدارس تعليم الأخلاق
عاصم السليمان

 

رجوع

 

تعتبر الأخلاق بمثابة الضابط الذي يحكم شرود العقل والمسيطر الذي يؤثر على تصور القلب، والدليل الواعي الذي يرشد الانسان في كل وقت ويحميه من الوقوع في المعصية والخطيئة والبصيرة اليقظة التي ترسم لنا الطريق وتقودنا نحو الخير الوفير والرأي السليم والنتيجة المدققة، النابعة من دراسة متانية تضع الدين وتقاليد المجتمع أمام أعينها والفضيلة وحسن المعاملة أمام نواظرها لتحسس الطريق السليم والوصول إلى المقصد الآمن والهدف السامي.

الأخلاق هي الوعاء الذي يغلف أعمالنا والغطاء الذي يحمي أمننا وسلامتنا، والقيمة الحسنة التي نحرص على غرسها في نفوس أبنائنا وبناتنا، والتعاليم السمحة التي نتماثلها في كل أمور حياتنا.

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

كذلك تغنى الشاعر بالأخلاق وجعل منها دليلاً ونبراساً للأمم الصالحة ودليلاً على البقاء والاستمرار، فإذا ما انتهت الأخلاق من المجتمع شاعت الرذيلة وانتشرت في أرجاء المجتمع وعصفت بكل غال ونفيس معها، ووضعت الأمة في مارق حضاري صعب ينال من كرامتها ويشوه صورتها وسمعتها ويخلق بها عدداً لانهائيا من الجرائم الجديدة التي يصعب السيطرة عليها وملاحقتها.

المملكة تسعى بشتى الطرق إلى غرس الاخلاق الحميدة في شعوبها والعمل على الالتزام بها من خلال المناهج التربوية المقررة في المراحل التعليمية المختلفة وتسعى الجهات الأمنية إلى غرس قيم التسامح والتعاون بين الناس، وتلجأ إلى أساليب التصالح والتعاون بدلاً من الاستعمال الجاف للقوانين واللوائح، فتتبع المناصحة والمصالحة والتوبة في نقاط عديدة بها التزاما بالأعراف الأخلاقية والاجتماعية.

يجب أن نعمل على تنمية الأخلاق بشكل أكثر فاعلية داخل المجتمع السعودي، وتحضرني هنا تجربة لأحد البلاد العربية الشقيقة، وهي إنشاء مدارس لتعليم الأخلاق في مصر، بدعم من منظمات أهلية غير حكومية تسعى إلى تعليم الأخلاق في الأطفال من سن 4 إلى 18 سنة والشباب من سن 20 سنة وحتى آخر العمر، وذلك من أجل غرس الاخلاق بداخل كل أفراد المجتمع منذ نعومة أظفارهم وحتى الوفاة.

التجربة تعتمد على تعليم الاخلاق في كافة المستويات؛ أخلاق الطعام والشراب، أخلاق التعامل مع الناس واحترام الآخرين، أخلاق اللعب وممارسة الرياضات المختلفة، أخلاقيات التعليم الفعال.. كل هذا من خلال تعاليم إسلامية سمحة تعتمد في جوهرها على صحيح الدين وتلتزم بأوامره ونواهيه تجربة جيدة وفعالة أتمنى لو تم تطبيقها في المملكة العربية السعودية بدعم من مؤسسات أهلية غير حكومية، حتى ننجوا بصغارنا من الرذائل التي ظهرت بفعل التطور التكنولوجي الهائل الذي أصاب المجتمع.. ومن وجهة نظر أمنية بحتة فإن مثل هذه التجربة ستساهم في التقليل من الحوادث والجرائم المجتمعية التي بتنا نسمع عنها ونقرؤها بشكل مستمر، والتي يكون معظمها متعلق بغياب الأخلاق وضعفها لدى بعض الفئات نتيجة لغياب القدوة الصالحة داخل الأسرة والتقليد الأعمى لبعض النماذج الغربية التي نشاهدها عبر ثورة الاتصالات والإعلام ممثلة في ما تبثه المواقع الإلكترونية وما يعرض من الأفلام والمسلسلات والبرامج الفضائية والبلاك بيري وما أدراك ما البلاك بيري دون وعي حقيقي أو رقابة، نحتاج إلى تنمية الأخلاق الحميدة داخل المجتمع السعودي، وتشجيع الشباب على الاقتداء الحسن، وقراءة القرآن والسيرة النبوية المشرقة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن، فعلينا أن نضع ذلك نصب أعيننا، ونلتزم به، نحن في حاجة إلى قراءة أخبار الصالحين والاعتبار بتاريخهم المشرف الذي أعطى البشرية كلها علما ونورا أضاء الدنيا بأكملها، إذا أردنا أن نحمي منظومة الأخلاق والقيم فعلينا تبني حلول وأفكار جيدة وجديدة حول استغلال أوقات الفراغ لدى الشباب، وتشجيع القراءة الواعية، والفهم الرشيد لما يحدث ويدور حولنا من تطورات ثقافية واجتماعية في مختلف دول العالم، والحفاظ على الهوية الثقافية والفكرية والأخلاقية للمجتمع السعودي المسلم وسط ذلك العالم المتسارع الذي لايسعى إلا لتحقيق مصالحه وأطماعه وتحقيق المكاسب الاقتصادية والتجارية والباطنه على حساب أخلاقنا وثقافتنا وديننا.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة