Sunday  26/12/2010 Issue 13968

الأحد 20 محرم 1432  العدد  13968

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

تحفيز الموظفين والمؤسسات في القطاع العام
د. صالح العطوي

رجوع

 

النجاح في الاستمرار في تحفيز الموظفين، وجعلهم يثابرون ويستمرون في بذل قصارى جهدهم دون توقف أو ملل، لتحقيق أهداف المؤسسة والمحافظة على نجاحاتها المتحققة، يعد من أصعب التحديات التي تواجه قياديي المؤسسات، حيث إن نجاح المؤسسات في أداء رسالاتها، يعتمد على حجم الجهد المبذول ونوعيته واستمراره، لأن النجاح لفترة محدودة (وقتي) لا يؤهل المؤسسة، ولا يجعلها تصنف على أنها مؤسسة ناجحة، ومن المسلمات أن الأهم من الوصول للقمة هو المحافظة عليها، والمتتبع لموضوع تقييم وتحفيز موظفي القطاع العام، يجد أن هناك العديد من البرامج والخطط الخاصة بالتقييم والتحفيز إلا أنها ما تلبث أن تبدأ بالتطبيق إلا وتفشل، لأنها في النهاية تعتمد على تقييم بشري غير دقيق يتأثر بالمحسوبية والعلاقات والعواطف والفروقات بين المقيمين أنفسهم خصوصا في عالمنا العربي. وفي كثير من الأوقات يؤدي التحفيز المبني على تقييم غير عادل إلى نتائج محبطه للموظفين وذات تأثير عكسي على المؤسسات.

هذا يقودنا إلى إعادة التفكير في وسائل وطرق التقييم والتحفيز الحالية، خصوصا في المؤسسات الحكومية، وهنا سأشرح طريقة بسيطة للتقييم لا يتدخل بها العنصر البشري بل تستخدم برامج حاسوبية خاصة ومحايدة لتقييم الموظف والمؤسسة، وثبت أن القرارات التي تصدر من خلال برامج التقنية يصعب الاعتراض عليها لمعرفة الجميع بدقتها وحياديتها وعدم محاباتها، وتلك البرامج تعتمد على معلومات دقيقة مبنية على ما بذله الموظف من جهد وما اتخذه من قرارات، ويقوم البرنامج بتسجيلها ضمن الرصيد كنقاط توثر على مؤشر الموظف ومؤسسته، هذه الفكرة يدعمها ويسهل تطبيقها توجه الدولة حفظها الله نحو الحكومة الإلكترونية فمن المؤكد أنه قريبا سوف يتم ميكنة واعتماد جميع الإجراءات داخل المؤسسات الحكومية، فسيصبح لديها قواعد بيانات قوية تسهل حصر المهام، وحفظ جميع الأعمال المنتهية أو المتراكمة لحظة بلحظة، بهذا تحفظ جهود الموظفين وإنجازاتهم على شكل بيانات يتم ربطها بالسجل الوظيفي للموظف؛ فيعرف حجم الجهد المبذول، ونوعية الأداء، ومن منجزه، ومتى أنجز، ويحسب ذلك لمؤشر الموظف بالإيجاب أو السلب، وبدوره يوثر على مؤشر القسم، ثم مؤشر الإدارة، وهكذا إلى أن نصل أن لكل مؤسسة مؤشر عام للأداء بل لكل وزارة، ومن خلال هذا المؤشر يعرف من يعمل، ومن لا يعمل، وتتلاشى المحسوبية ؛ فيكافئ ويرقى من يستحق فقط، بل تعرف المنظمة المنجزة من غيرها، وتعطى أعلى جوائز الدولة في الإنجاز والجودة والإتقان.

ولكي تنجح مثل هذه الأفكار التطويرية في ظل الثقافات السائدة في منظومتنا العربية لابد من وضع خطة محكمة للتغيير طويلة المدى تبنى على التحفيز المادي والمعنوي مع التأكيد أن من يتحسن مؤشره أو مؤشر قسمه أو إدارته أو مؤسسته، يضيف له النظام بدون تدخل بشري علاوة أو زيادة متناسبة مع زيادة المؤشر في أقرب راتب ويعطى ما يستحق من ترقية في أقرب فرصة، بهذا يصبح التحفيز مبنيا على نظام تقييم دقيق وصارم وشامل ومستمر ويبتعد عن الأنانية والفردية، ويتأكد الجميع أن ذلك التقييم والتحفيز لا يتدخل العنصر البشري في قراراته ونتائجه الفورية، وهنا يجب التأكيد على أهمية عدم وجود استثناءات في النظام أو مداخل لتغيير النتائج من قبل كائن من كان لكي يثق الجميع بهذا النظام ويستمر لتغيير الثقافات والقناعات الحالية للرقي بمجتمعاتنا لمصاف العالمية.

satawi@gmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة