Monday  27/12/2010 Issue 13969

الأثنين 21 محرم 1432  العدد  13969

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

يبدو أن بعض مجتمعاتنا العربية تصر على أن تبدأ من حيث ابتدأ به الآخرون لا من حيث انتهوا إليه، حيث تصل إليهم المصطلحات الثقافية الغربية متأخرة، بعد أن تكون لاكتها ولفظتها باقتناع ومرارة، مع أنها هي التي صنعتها وتوقعت أنها الأصلح لمجتمعاتها، التي بالتأكيد تختلف عن مجتمعاتنا روحا ورائحة.

ومن تلك المصطلحات التي تناقلها البعض دون تطبيق حيادي، مصطلح الليبرالية، ذلك المصطلح المثير للجدل غير المثمر، حيث إنها تعني بمفهومها الغربي (أن الحرية أيا كانت وأينما كانت مكفولة للجميع)، بيد أننا لاحظنا مدهوشين أن المنادين بها المبهورين ببريق منطقها المطلق، هم أول من يحاول سلبك حقك في الحرية، وبكل الطرق، فالغاية لديهم تبرر الوسيلة.

لذا كان لرأي الناقد ذي الفكر العميق الدكتور عبدالله الغذامي حول الليبرالية الموشومة، والذي ألقاه في منبر ثقافي كبير بجامعة من أكبر جامعاتنا الحضارية المتقدمة، وهي جامعة الملك سعود؛ صدى كبيراً وقبولاً في الأوساط الثقافية الوسطية، حيث أشار إلى نقاط مهمة تدور في أذهان الكثيرين من أبناء الوطن سواء أكانوا مثقفين أم بسطاء، وإن كان له سبق الشجاعة والجهارة ووضع النقاط على الحروف، حيث أوضح (بأن كثيراً من اللبراليين في مجتمعنا بلا منهج ولا مشروع، إلى جانب أنهم يريدون الاستئثار بكل شيء، ويرفضون حرية غيرهم).

ورأي خبير ومفكر كبير كالغذامي يجب أن يؤخذ في الحسبان، كي تُردم الهوة الفكرية بين مثقفي مجتمعنا، فالملحوظ أن بعضا من مثقفينا وإعلاميينا رجالا ونساء على حد سواء، ينادون بالحرية والتعددية وهم أبعد ما يكونون عنها حيث إن واقع حالهم هو (ما أُريكم إلا ما أرى)، وهم بالفعل يناقضون أنفسهم في كثير من آرائهم وتصرفاتهم، فهاهم يحاربون إقصاء الآخر بينما هم أشد من يمارس الإقصاء، ويدعون لتحرر المرأة وعدم النظر إليها إلا كإنسان وليس مجرد نظرة حسية، ثم ينادي بعضهم النساء في اللقاءات الثقافية بأن لا يخفين عنهم حسنهن وجمالهن الشكلي!.

وأما هجومهم على مخالفيهم فهو في غاية القسوة، بل يفتقد أحيانا إلى الروية والتعقل، وهذا مما يوغر الصدور، علما بأن أصحاب المنهج الوسطي لا يرفضون الحرية إذا كانت حرية مسؤولة تبني ولا تهدم، ولا يصادرون الحداثة بمفهومها اللغوي وهو التحديث والتجديد ومسايرة التطوير المثمر، بيد أنهم يمقتون الحداثة كمفهوم غربي يرفض كل قديم بما فيها المسلمات العقدية والخلقية والثقافية، فإذا كانت الفطرة السوية لا تتقبل التشدد الديني، فكيف ستتقبل التطرف الدنيوي؟!

 

حولها ندندن
التعرية
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة