Monday  27/12/2010 Issue 13969

الأثنين 21 محرم 1432  العدد  13969

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

عاصمة الوحدة والتوحيد تطور شامل وتألق وإلى المزيد
صالح بن إبراهيم المنيف

 

رجوع

 

الحديث عن العاصمة الرياض حديث أثير على النفس، محبب إلى القلب، يتميز بمشاعر غامرة وأحاسيس خاصة ذات مساس مباشر بماض وتاريخ وحاضر هذا الوطن المجيد، إنها رمز شامخ في نفس كل مواطن، إذ إنها عاصمة وطنه ورمز وحدته العظيمة التي ألفت القلوب بعد تناحر، وجمعت الأمة بعد فرقة وأمنتهم بعد خوف، فضربت جذورها في أعماق التاريخ كدوحة عظيمة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها دائماً بإذن ربها فرحم الله الموحد.

أقول إن الحديث عن هذه المدينة الفتية الناهضة حديث لا يمل ولا يفتر ولا تتوقف مجالاته وأبعاده، إنه دائم التجدد مهما تكرر تقديراً وإشادة لخطواتها الوثابة وتقدمها المتسارع وتطورها الشامل، حتى أصبحت من عواصم العالم الأولى تألقاً وحضارة وتطوراً وجمالاً، وما ذاك إلا لأنها حظيت بحاكم إداري من طراز فريد سخر نفسه وجهوده لخدمة وطنه وأمته وعاصمته بل وتعدى ذلك لعطاءات أرحب وتطلعات أوسع، إنه سلمان بن عبد العزيز وكفى، كما حظيت بأمانة متميزة نشطة وأمين ناجح، امتطى قطار النجاح بكل همة واقتدار وعزيمة لا تعرف التواني ولا تركن إلى الدعة، يعشق العمل ويرنو للإنجاز ويتفانى في العطاء، ويتحدى الصعاب ويذلل العقبات، حقق الكثير لمدينته ولا يزال بهمة الرجال الكبار وعزيمة الناجحين، وقدرة المتميزين.

إن تطور الرياض وتألقها أسعد المواطن وأرضاه ونال ثناءه وتقديره، وحاز إعجاب الزائر والوافد، قل أن يمر يوم دون أن نرى في هذه المدينة الرائعة إنجازاً حضارياً جديداً أو مشروعاً تطويرياً طموحاً أو نشاطاً خدمياً متكاملاً، ومع هذا كله فنحن لا نزال نقول إن الرياض تستشرف لمستقبل واعد وترنو إلى المزيد والمزيد من العطاء والنماء والمشروعات الحيوية فالمدن الحية لا تتوقف عجلة تطورها، إنها مدينة تنمو بسرعة مذهلة جغرافياً وسكانياً وعمرانياً، ولعلي أشير هنا إلى أن أهم ما تحتاج إليه الرياض الآن هو ضرورة المسارعة في استكمال مشروعات تصريف السيول والصرف الصحي ومخططاته وخططه جاهزة كما نشر في مختلف وسائل الإعلام، ولا يزال ينتظر بفارغ الصبر والاعتمادات المالية من لدن وزارة المالية وما أخالها إلا فاعلة؛ لأهمية تلك المشروعات وضرورتها التي لا تقبل بأي حال التأجيل أو التسويف.

إن الرياض على الرغم مما وصلت إليه من مكانة عالية وحققته من تقدم لا تزال تطلب المزيد من المشروعات الحيوية، والأمانة أشد ما يكون حرصاً على ذلك، وها هي تواصل المسيرة وبكل همة لاكتمال منظومة المشروعات.

ولعل ما يحسن الإشارة إليه في هذا السياق ما ينتظر الرياض ومنطقتها من مشروعات تنموية طموحة تقدر تكلفتها بنحو مائة وعشرين مليار ريال، تشتمل على مجالات حضارية ومشروعات متعددة تعنى بالصحة والتعليم والإسكان والطرق والبيئة والمياه والصرف، والخدمات المتكاملة لمدينة الرياض ومنطقتها والأمانة تعمل جاهدة على السعي في إنجازها وتنفيذها وهي مشروعات سبق أن دشنها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهم الله - وهذا لا شك يترجم ويجسد اهتمام ولاة الأمر بالرياض رمز الوطن الشامخ ومجده الأثيل، بل وبكل أرجاء الوطن ومدنه.

سوف أتجاوز الحديث عن إنجازات الأمانة في المستقبل القريب - بإذن الله - وأعمالها ونشاطاتها ومشروعاتها وما حققته من نجاحات مطردة وما سوف يتحقق لها في المستقبل القريب - بإذن الله - وهو ما يمثل نقلة حضارية وتطويرية نوعية تضاف إلى ما تعيشه وإلى ما وصلت إليه من مكانة مرموقة وتقدم كبير وجمال وبهاء. فقد لا يتسع المجال لتبيانه له هنا إضافة إلى استفاضته وفق ما سبق أن نشر بوسائل الإعلام وفي موقع الأمانة على الشبكة العنكبوتية، هذا ولا نغفل جهود هيئة تطوير الرياض في خدمة العاصمة.

ما أريد الحديث عنه هو ما يلمس وبكل تقدير من اهتمام وعناية الأمانة بالجوانب الثقافية والحضارية والإبداعية، والترفيهية بجانب قيامها بكل كفاءة بمهامها الكبرى الأخرى، وهو ما سبقت فيه الآخرين بلا منازع وحققت فيه مكتسبات وإنجازات ملموسة حازت إعجاب المواطنين والمقيمين ونالت رضاهم وتقديرهم واستحقت إشادتهم، يأتي على رأس هذه القائمة الجديدة قيام الأمانة بالاحتفالات الرائعة وغير المسبوقة بأعيادنا الدينية ومناسباتنا الوطنية. ففي العيد الماضي أقيمت مثلاً تلك الفعاليات في أكثر من أربعين موقعاً في أنحاء العاصمة شملت قرابة مائتي فعالية متنوعة بما فيها النشاط الثقافي والمسرحي والتراثي، بما يتناسب وأذواق اهتمام مختلف شرائح المجتمع، وقد شهدت إقبالاً كبيراً ونجاحاً فاق التوقعات وهو أمر يحسب للأمانة، ولا سيما ونحن نفتقر كثيراً إلى ثقافة الفرح وتعميم أجواء الابتهاج في مناسباتنا وحياتنا.

ومناسبة اليوم الوطني الماضية حشدت لها الأمانة برامج احتفائية واحتفالية تليق بهذه المناسبة التاريخية المجيدة، فأذكت وهج هذا اليوم العظيم في النفوس وذكرت بمجده الذي لا يغيب، ومن تلك الأنشطة الحضارية قيام الأمانة بتنفيذ خمسة عشر مشروع واحة علوم بمختلف أرجاء العاصمة أطلق عليها اسم حاكم الرياض وحبيبها الأمير سلمان بن عبد العزيز، يشتمل هذا المشروع على مكتبة ومسرح مفتوح وأركان علمية وترفيهية متعددة الأغراض، ويهدف ضمن أهدافه إلى تحفيز المجتمع خصوصاً الشباب من الجنسين على الاهتمام بالعلوم وتطبيقات التقنية من خلال برامج ومعروضات تفاعلية وترفيهية ومن تلك الإنجازات الحضارية الهادفة، قيام الأمانة بإنشاء قرابة مائة ساحة تراثية أو ما يسمى (البرحات) بمختلف أحياء المدينة، وقد سبق أن دشن سمو الأمين إنجاز عدد منها في عدد من الأحياء.

وفكرة هذه (البرحات) تعتمد على إبراز أسلوب العيش وطبيعة الحياة التي عاشها الإنسان السعودي في الماضي وميزت نمط حياته، كما تعتمد على تسخير مكونات البيئة الرئيسية في حياة المواطن ودمج وتنسيق تلك المكونات لتعطي بيئة مماثلة للبيئة الطبيعية بصورة مبسطة وجميلة، ومن تلك المشروعات الحضارية، حدائق الملك عبد الله التي أهداها أهالي الرياض بمناسبة يوم البيعة، هذه الحدائق ذات المستوى العالمي الفريد التي أشرفت الأمانة على مخططاتها كما تشرف وتتابع تنفيذها وتنفيذها الأمانة، وقد حاز تصميمها على أجمل وأروع حدائق على مستوى الشرق الأوسط كما نشر. ومن تلك المظاهر الاهتمام والعناية بالميادين الرئيسية بالعاصمة وإخراجها بصورة مبتكرة تبعث على الإعجاب والتقدير أضفت على المدينة جمالاً على جمالها.

ما سبق ذكره يمثل نماذج لاهتمام الأمانة بالمشروعات الحضارية التي تهتم وتتسم بالإبداع والابتكار وتعنى بجانب الجمال والترفيه وهو أسلوب جديد لم يعهد في عمل الأمانات من قبل، ولا غرو فإن مما يؤكد ويجسد هذا التألق لمدينتنا أن الأمانة قد حازت وسمو أمينها عددا من جوائز التميز والتقدير، فقد سبق أن فاز سمو الأمين بجائزة أفضل أمين مدينة عربية من منظمة المدن العربية في الأسلوب القيادي والحضاري وإدارة الموارد والتطور الاجتماعي وما يتمتع به سموه من رؤية ثاقبة وبعيدة، كما نالت الأمانة جائزة استخدام وتطبيق الحاسب الآلي من نفس المنظمة وحصلت أيضاً على جائزة التشجير وإنشاء الحدائق المنظمة والجميلة، فقد بلغت المساحات الخضراء ملايين الأمتار ولا شك أن من الصعوبة وجودها في أجواء صحراوية قاسية مثل أجواء الرياض، ولكن بالإرادة يتحقق المستحيل، كما حصلت الأمانة على جائزة سمو الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني ودورها في تعزيز البعد الإنساني لمدينة الرياض، وسوى ذلك من الجوائز الأخرى.

إن الأمانة بمختلف كوادرها وفرق عملها المخلصة وعلى رأسها سمو الأمين الدكتور الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف الذي يعد بحق مدرسة قيادية فريدة وناجحة بكل المعايير، إنها دائماً أشبه بخلية نحل دائبة النشاط مستمرة العمل، متواصلة الحيوية دون توان أو خمول، نقول هذا وهو ما لمسناه بالأمس القريب من نشاط الأمانة وأعمالها المتواصلة في أرجاء المدينة في إجازة الصيف الماضية في الوقت الذي يخلد فيه الآخرون للراحة خير دليل.

إننا نقول ما أوردناه شحذاً للهمم وتحفيزاً لمضاعفة العطاء وتقديراً للمخلصين ولجهودهم المتفانية وهو أيضاً من باب قولوا للمحسن أحسنت، هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وإلى الأمام يا رياضنا الغالية.

وما أجمل قول شاعر العرب خليل مطران:

وإذا أردت الحياة كبيرة

بلغتها بكبيرة الأعمال

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة