Monday  27/12/2010 Issue 13969

الأثنين 21 محرم 1432  العدد  13969

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

الدموع الناطقة

رجوع

 

مشكلتي يا د. خالد أنني حسّاسة جداً، ولا أعبر عما في داخلي في المواقف إلا بالدمع لذا أنا أفضل الجلوس وحيدة ولا أحب الخروج من المنزل إضافة إلى أني كثيرة التفكير في الموت وفي يوم القيامة فما هي نصيحتك لي؟

ولك سائلتي الفاضلة الرد:

من المعروف أن الإنسان الذي يدرك حقيقة نفسه ويعرف نقاط ضعفها يسهل عليه التغلب على مشاكله وتعزيز نقاط الضعف في شخصيته وبالنسبة لك فقد اشتكيتِ من الحساسية وهي مشكلة الكثير من الرجال والنساء، وللحساسية أسباب عدة منها الرقة الزائدة وضعف المقاومة ولربما كانت خللاً في طريقة التفكير حيث الجنوح للتأويل السلبيّ لكلمات وتصرفات الآخرين... وأحيانا بسبب شعورٍ طاغٍ بالتفوق على الآخرين مما يجعلنا نأنف من أي انتقاد أومخالفة وبالتالي عدم امتلاك القدرة على تحمل أي انتقاد يوجَّه لنا.

وعلاج الحساسية إنما يكون بتغيير طريقة التفكير ونوعية الأساليب التي نتعامل بها مع الآخرين، وهذا الأمر يحتاج منكِ إلى وقفة جادة مع النفس وذلك بإثارة مجموعة من الأسئلة حال واجهك موقف من أحدهم أزعجك وكدر مزاجك من قبيل:

هل ما تحدث به الآخرون صحيح؟

هل حجم الألم يتوازى والتصرف الحادث؟

وما هوحجم المشكلة بالضبط بغير زيادة أونقصان؟

هل الضيق وتعكر الشعور هوالحل والمخرج؟

وما هوالتصرف الأمثل في مثل هذه المواقف؟

وما هي الطرق التي تمنعني من التعرض لمواقف شبيهة في المستقبل؟

كما أنصحك بالحرص على انتقاء جلسائك فلست مطالبة بمخالطة من يؤذيك ويجرح مشاعرك، وهذا لاشكّ من شأنه التقليل من احتمالات تعرضك لتلك المواقف، وعليك أيضاً أن تعرفي حقيقة البشر وأنهم قد جبلوا على عدم الكمال والخطأ، ونحن كالآخرين نخطئ ونصيب نقبل وندبر، وكما نطالب الآخرين بتحملنا وغضّ الطرف عن سقطاتنا يكون لزاما ًعلينا أن نتحلى بخلق التغاضي وحسن الظن معهم.

وبين العزلة والحساسية علاقة جدلية وكل منهما سبب للآخر فعدم مخالطة الآخرين تفقدك سمة الصبر والتجلد والحساسية الزائدة تزهدك في الاختلاط بالناس خوفاً من أن يجرحوك بكلمة أوتصرف، فاحذري الوحدة والانعزال فأمرها جداً خطير حيث حضور الخيالات والأوهام والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، فالوحدة تسهل عمل الشيطان لذا أنصحك بالالتحاق بصحبة طيبة واحرصي على مرافقة والدتك وأخواتك في المناسبات إضافة إلى تخصيص وقت للاطلاع والقراءة وسماع الجيد من الأشرطة النافعة.

وبالنسبة للتفكير بأمر الآخرة ويوم القيامة فهوأمر قد ندب إليه الشرع قال المولى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد).والحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم- يقول (أكثروا من ذكر هادم اللذات).. فتذكر الآخرة لاشك أنه محرك عظيم نحو الاستزادة من العمل الصالح والتقرب إلى المولى بالعبادات، وما أراه في حالك أنكِ استغرقتِ في التفكير بهذا الأمر وقد عطلك وكبلك عن العطاء وهومن عمل الشيطان ليقطع عليك التزود بالصالحات ويشغلك عن الطاعات، وعاقبة هذا الأمر عجز وكسل وأفكار سيئة لا تقدم لك شيئا في دنياك ولا آخرتك والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: (احرص على ما ينفعك ولا تعجز) ويقول (المؤمن القويّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)....

دعينا نتجاوز مربع الوعظ إلى مربع الفعل ومن سفح القعود والاستسلام والكسل إلى قمم العطاء والاجتهاد والعمل فاعقدي العزم على المضيّ في درب الأعمال الصالحة من صلاة، وصدقة، وصوم، وخدمة الناس وغيرها من أعمال البر.

وأسأل الله أن يشرح صدرك ويرزقك حلاوة الإيمان، وأن يثبتك على دينه، ويسعدك في الدارين.

شعاع

من الممكن أن تصاب بخيبة أمل إذا فشلت، ولكن من العار عليك ألا تحاول.







 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة