Wednesday  29/12/2010 Issue 13971

الاربعاء 23 محرم 1432  العدد  13971

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

           

في كتابهما «الثروة واقتصاد المعرفة» الذي ترجمته جامعة الملك سعود ضمن سلسلة إصدارات عالم المعرفة يقول ألفين وهايدي توفلر: «الوظيفة ما هي إلا طريقة واحدة لتحديد العمل ومع تقدم نظام الثروة القائم على المعرفة فإننا نتقدم نحو مستقبل يعمل فيه مزيد من الناس ولكن دون أن يكون لمعظمهم وظائف» وهما يؤكدان أن العمل الذي يُعدُّ أحد أهم أسس الاقتصاد العميقة ستتغير علاقاته وسوقه وأقسامه وتشريعاته بصورة جذرية.

ما يقوله الكاتبان توفلر أصبح واقعًا حتى في الدول النامية التي تطوّرت فيها الاتصالات وانتشرت فيها الإنترنت السريع مع أجهزة الكمبيوتر قريبًا، حيث بدأنا نلحظ الكثير من أصحاب المعارف والمهارات والخبرات يعملون دون وظائف، حيث يرتبطون بعدة مكاتب مزوّدة للخدمات التي بدورها توظف معارفهم ومهاراتهم وخبراتهم في عملياتها التسويقية والتنفيذية وتدفع لهم الكثير مقابل ذلك، وبالتالي فهم يعملون ويحققون إيرادات كبيرة دون وظيفة، حتى إن أحدهم قال لي مازحًا: إن ابني الصغير دائمًا ما يسألني: ما هي وظيفتكم وأين تعمل؟ ولا أجد إجابة مقنعة له ما يجعله يفقد أعصابه ويقول: صديقي فلان أبوه ضابط، وفلان أبوه مدرس والآخر أبوه مدير شركة، فما هي وظيفتكم؟ فأقول له: أقدم خدمات استشارية لكثير من المكاتب ولا يقتنع.

الأعمال الجديدة التي يطرحها عصر الثورة المعرفية لا ترتبط بمكان ولا زمان، حيث يمكن العمل من المكتب أو المنزل أو الحديقة أو الشاطئ، كما يمكن التسوق والاستثمار والتجارة أيضًا من هذه الأماكن، فالثورة المعرفية نقلت كل ذلك إلى العالم الافتراضي الذي من الممكن النفاذ له والتعامل معه بمجرد وجود شبكة إنترنت سريع وتوفر أجهزة كمبيوتر مزوّدة ببرمجيات حديثة.

أحد الأصدقاء يدير شركته الخاصة يقول: إن علاقتي بالمكان والزمان تغيَّرت بشكل كبير دون أن أشعر، فأصبحت لا التزم بأوقات عمل محددة، كما لا التزم بعدد معين من ساعات العمل وأحيانًا لا أذهب بتاتًا وتغيَّرت عاداتي اليومية من حيث أوقات النوم وأوقات الوجبات والتواصل الاجتماعي، وأصبحت أتواصل مع كافة الموظفين من خلال الإنترنت طوال الوقت وللأمانة فإن كفاءة الإنجاز لم تقل، بل ازدادت، ويضيف أنه يتوقع أن يعيد النظر في مساحة المكتب ويعيد دراسة تكاليف الإنتاج في ظل الفرص التي تتيحها التقنية المتسارعة التطور.

وإذا كان الأمر كما يقوله منظرو الغرب الذين مرّوا بالتجربة ويرون تداعياتها على الزمان والمكان والعمل والوظائف، وكما يقوله الكثير من العاملين في الدول النامية الذين انتشرت في بلدانهم الإنترنت فإني أعتقد أنه حان الوقت لإعادة النظر في تعاملنا مع البطالة بالنظر للعالمين المادي والافتراضي معًا أولاً، وبتوسيع فرص العمل بشقيه بوظيفة أو دون وظيفة ثانيًا، مع الأخذ في الاعتبار تطوير الثقافة المجتمعية والعمل على تغيير ثقافة الالتزام والرفع منها.

وأعتقد أن خططًا فاعلةً وعمليةً وواقعيةً باتت ضرورة ملحة ونأمل أن تقوم بها وزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع وزارة العمل للتصدي لظاهرة البطالة الحالية والقادمة.

alakil@hotmail.com
 

البطالة والعمل دون وظيفة..
د. عقيل محمد العقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة