Wednesday  29/12/2010 Issue 13971

الاربعاء 23 محرم 1432  العدد  13971

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المرأة في شريعة الإسلام مقارنة مع عهود الجاهلية (3/3)
مطيع النونو

رجوع

 

{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ( الأنعام :115)

تتحدث كتب صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أهمية سورة النساء في المجتمع الإسلامي لأنها تصف المرأة منذ ولادتها وفي حياتها واختيار زوجها للعيش بكرامة للحفاظ على إنسانيتها في المجتمعات الإنسانية.

إن سورة النساء لم تنزل كلها دفعة واحدة وفي زمن واحد، بل كانت الآيات تنزل سوراً متعددة، ثم يأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بوضع كل منها في موضعه من سورة بذاتها. فمنها ما نزل في السنة السادسة وفي السنة الثامنة وقد امتد نزول آيات السورة في السنة الثالثة للهجرة النبوية، وبلغت آياتها ستاً وسبعين ومائة.

وتمثل سورة النساء الجهد الذي أنفقه الإسلام في بناء الجماعة المسلمة وإنشاء المجتمع الإسلامي وفي حماية وصيانة هذا المجتمع الذي نشأ ابتداء من المجتمع الرباني القرآن العظيم في المجتمع الجديد وتعامله مع الكائن الإنساني وتقرير الحقائق التي يقوم عليها التصور الإسلامي الذي اختاره الله تعالى لأمة الإسلام واختار القيم والموازين التي تنبثق مع التصور الجديد للمجتمع وإعداد الجماعة الفاعلة التي تقوم عليه في النهوض بهذه الأمانة في الأرض التي استخلفها رب العزة والجلال لعمارة الأرض.

لقد نزلت هذه السورة بهدف إلهي لمحو ملامح المجتمع الجاهلي ورواسبه، بهدف تكييف المجتمع المسلم وتطهيره من رواسب الجاهلية فيه وجلاء شخصيته الخاصة التي انبثقت منه هذه الكينونة المميزة في البشرية والتعريف بأعداء الشريعة السماوية المنزهة من الخالق العظيم وخاصة من المشركين وأهل الكتاب ومن المجتمع اليهودي ومن أعدائه المنبعثين منه من ضعاف الإيمان والمنافقين وبيان تصوراتهم وطرائقهم ومناهجهم التي ألحقت أكبر الضرر في المجتمعات، بهدف كبير لوضع الشرع المضبوط للحفاظ على وجود المرأة الصالحة التي تشارك الرجل في مشاريع البناء والأنظمة التي يحتاجها الإنسان في حياته والتي تخرج من نصوص القرآن الكريم الثابتة.

إن الإسلام هو منهج الحياة الوحيد للبشرية الذي يتحرر فيه البشر من عبودية البشر الفاسد. بينما البشر الصالح يتلقى المبادئ النظيفة والموازين والقيم والشرائع والقوانين والتقاليد الصالحة من يد رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- الصادق الأمين لأنها منزلة من رب العزة والجلال سبحانه وتعالى، حتى لا تؤكل فيه حقوق الأيتام وبخاصة اليتيمات في حجور الأهل والأولياء والأوصياء، لأن الضعاف من النساء، لا يسلم لهن فيه نصيبهن الحقيقي في الميراث، بينما يستأثر الرجال الأقوياء بمعظم التركة، وهم القادرون على حمل السلاح. وتعامل المرأة بالعنف والجور وهذا من ملامح الجاهلية عند العرب وغيرهم من الشعوب.

وتحرص المبادئ السماوية على تنظيم الأسرة وإقامتها على أسس ثابتة وتوفير الحماية لها من الملابسات العارضة في جو الحياة الزوجية والاجتماعية، فالشريعة الإسلامية نزلت خصيصاً لحماية المجتمع النسائي والرجالي من الفاحشة التي انتشرت في عهود الجاهلية في قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} (النساء: 28).

إن شرح سورة النساء يحتاج لمجلدات ومجلدات لأن الدين الإسلامي هو النظام الذي قرره الله للحياة البشرية، والنهج الذي يسير عليه نشاط حياة الإنسان برمتها، والله وحده هو صاحب الحق في وضع هذا الحق، لأن آيات نصوص سورة النساء التي تبين الحقيقة للمرأة والرجل على السواء تنص على أمور حاسمة وجازمة، لا سبيل فيها للاحتيال أو التمويه والتلبيس؛ لأنها قمة قوة إلهية لا تقبل الدجل في قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (الأنعام: 115، 116).

فالمجتمع المسلم يقوم على الأمانة والعدل، وعدم أكل الأموال بالباطل، وعدم النجوى والتآمر إلا في معروف، وعدم الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ومنع الفاحشة وعدم الاختيال والفخر، والبخل والحسد، كما يقوم على التكافل والتعاون المشترك بين الجنسين (الرجال والنساء) والتسامح والتناصح والنخوة الإسلامية، والقيادة الصالحة التي لها وحدها حق طاعة الإنسان لولي الأمر، الذي يأمر الأمة المسلمة بالأمانة المطلقة وبالعدل المطلق (بين الناس)، لأن قادة الحياة البشرية هي الأسرة بحد ذاتها وشاء الله تعالى أن يبدأ هذا المجتمع الإنساني في الأرض بأسرة واحدة وكانت آدم وحواء عليهما السلام. ولأن يتزوج كل رجل صالح للزواج امرأة من الصالحات، وهذا هو الواقع التاريخي الإسلامي والذي نشأ وفق أصول شريعة الإسلام وتصوراته التي صنعها رب الناس وحده لا شريك له.

لهذا فإن الدين من أهم المقومات التي تقوم عليها ثقافات الأمم والمجتمعات البشرية، لذلك تعد شريعة الإسلام القوام الأول في ثقافة أمة الإسلام وفي وجودها بين الأمم لأن العقيدة الإسلامية هي شريعة سماوية منزلة من عند الله تعالى، ويحض كل مؤمن عليها بكافة طاقاته.وقد عرف في الشريعة الإسلامية العديد من المفكرين في العالم الإسلامي ومنهم مالك بن نبي المفكر الجزائري -رحمه الله- في إشارته لمشكلة الأفكار في العالم الإسلامي بأنها من أمور العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أفراده الضمانات الاجتماعية اللازمة لتقدمه.

إن السنة هي الحكمة المقصودة باعتبارها صنو القرآن في قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (آل عمران: 164).

لذلك تعتبر أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء في تنزيل الآيات الكريمة وفي معاني كتاب الله (القرآن) كلها تنبع من السنة النبوية المطهرة، ولهذا كانت أقواله في حجة الوداع وطلبه من المسلمين بقوله: (استوصوا بالنساء خيراً) هو من باب السنة المطهرة والتي تلزم كل مؤمن في الالتزام بأوامر الرسول عليه الصلاة والتسليم.

وقال الإمام الشافعي -رضي الله عنه- في هذه الآية (سورة آل عمران): سمعت ممن أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله.. فلم يجز أن ينال الحكمة هنا إلا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك أنها مقرونة بالكتاب وأن الله افترض طاعة رسوله، وحتم على الناس أمره.

لقد أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على النساء العهد، كما أخذه على الرجال وعن استقلال إرادتهن في ذلك عن إرادة رجالهن وهذا ما يدل على استقلال شخصيتهن وكمال مسؤوليتهن لذلك ارتقت المرأة إلى أعلى قمة في الفكر الاجتماعي الحديث، وقلبت النظرة السابقة إلى المرأة قبل الإسلام رأساً على عقب بالنسبة لكامل إنسانيتها وكرامتها في الحياة مع كامل إنسانية الرجل وكرامته، مع كامل أهلية المرأة واستقلالها في التملك وفي البيع والشراء وفي الزواج باعتبارها تتمتع بشرف الخلافة مع الرجل في الأرض وضرورة عمارتها وعبادة الله فيها، ومنحها أعلى الكرامة.

وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} بشأن تنفيذ المسؤوليات المشتركة بين الرجل والمرأة وليستحق كل منهما الكرامة المتساوية عند الله في الأعمال الصالحة.وهذه الحقوق للمرأة لم تكن معروفة من قبل في أي أمة من الأمم، وقدم رسول الإسلام شأن المرأة إلى أبعد الحدود في كرامتها على (الأب) حين سأل سائل: يا رسول الله (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال «أمك» قال: ثم من؟ قال «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال «ثم أمك»، حيث رددها الرسول الكريم ثلاث مرات، ثم سأل السائل: ثم من؟ قال: أبوك).

إن الهدف الكبير في تنظيم المجتمع المسلم أن يكون على أساس التكامل والتراحم والتناصح والتسامح والمودة والطهارة ومحو الرواسب المتخلفة من الجاهلية بهدف تثبيت الملامح الجديدة الوضيئة وهي من شرط الإسلام، وربط التشريعات والتنظيمات التي تحكم حياة الفرد وحياة المجتمع باعتباره المعنى المحدد للدين والتعريف الحقيقي لكل مؤمن بشريعته السماوية.

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرص على إفهام الصحابة -رضي الله عنهم- المعاني المرادة مراميها البعيدة، لذلك نشر روافد الإسلام وخيراته في العالم وقد تحدث صحابة رسول الله عن قيمة الثروة الإنسانية فقال تعالى في الصحابة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153). وقال تعالى: {وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} (يس: 61).

وفي صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) (رقم الحديث: 1467).

إن سورة النساء في القرآن العظيم إنما تعالج التصور الإسلامي الصحيح في ضمير الجماعة المسلمة التي التقطها الإسلام من سفح الجاهلية ليرقى بها صعداً في الطريق الصاعد إلى القمة العليا لتثبيت التنظيم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الجديد حتى تتحول الأمة الإسلامية لطابع الأمة المتميزة ونظامها وخصائصها المستقلة لتؤدي دورها الضخم في الحياة الإنسانية، ويسير هذا النظام مع التهذيب الخلقي في صورة شاملة متوازنة دقيقة؛ لأن المرأة أشد شعوراً وحساسية بوطأة المجتمع وتصوراته.

والحقيقة أن كتاب الله قد أنزل للرجال والنساء لتنظيم بيت الأسرة وإقامته على المنهج الإسلامي لأن الله تعالى يحمل المؤمنين تبعة أهليهم وتبعة أنفسهم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} لأن البيت الواحد قلعة من قلاع العقيدة.

وكانت إنجازات رسول الإسلام -عليه الصلاة والسلام- كلها إنجازات تاريخية تشريعية جذرية لتصحيح وضع المرأة في الندوات الدينية في القرون الوسطى وفي شريعة الرومان، حيث كانت فاقدة في إنسانيتها وطبيعة روحها وعلى ما كانت عليه أوضاع المرأة في كثير من قبائل الجزيرة العربية قبل الإسلام من تقزز وامتهان، وكانت شراً وعاراً يحرص أولياؤها الذكور على التخلص منها ووأدها حية ساعة ولادتها، لذلك كانت المرأة فاقدة ومحرومة من كل اعتبار لحرية تصرفاتها وأن روحها كروح الحيوانات مثل الثعابين والكلاب - استغفر الله -.

لقد نددت شريعة الإسلام بهذا الوضع الأليم وجاهر القرآن في آيات متعددة وفي ظروف مختلفة في قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ}. {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (النحل: 57، 58، 59).

وكان أهل الجاهلية يقتلون بناتهم لئلا تكثر عليهم حيلتهم خوفاً من الفقر لذلك نهى الله عن ذلك في قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً} (الإسراء: 31).

كما قال تعالى: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} (التكوير: 8، 9).

وجاء في تفسير الآيتان: إن المؤودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات وإنها ستطالب بدمها يوم القيامة لأن المؤودة في الجنة.

والحقيقة لم يحترم المرأة أحد كما احترمها محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم يسم بها ووضعها في المكان اللائق بها في شريعة الإسلام، لأنها قواعد سامية غاية السمو، حيث بلغت ما لا نظير له في أية حضارة من الحضارات، ولا في أي عصر من العصور، وقد نص القرآن منها على ما يصل الإنسان إلى غاية كماله، حيث يقول بعضكم لبعض: (أسألك الله، وأنشدك الله.. إن الله عليكم رقيبا، إنه حافظ لأعمالكم فيجازيكم بها).

وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}، وقال تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}. وهذه الآيات كثيرة في القرآن العظيم.

أما بالنسبة لموضوع تعدد الزوجات في الإسلام، فالشريعة الإسلامية لم تكن هي البادية بفتح باب شرعيته، بل إن هذه الشريعة قديمة منذ نزول الرسالات على الرسل موسى، وعيسى عليهما السلام لذلك هي أصل الديانتين اليهودية والمسيحية وكان غير محدود بعدد لدى أنبياء العهد القديم منذ إبراهيم عليه السلام أبي الأنبياء لدى العرب ولدى اليهود ولدى المسلمين، لذلك أقدم الإسلام على معالجة هذه الأوضاع ضمن عدد من الإصلاحات فقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (النساء: 3).

لقد فرض الله الجهاد في الإسلام على الرجل في قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} (النساء: 74).

وتشير كتب التراث الإسلامي إلى أن الله تعالى لم يكتب للمرأة الجهاد في سبيل الله ولم يحرمه منها ولم يمنعها، لأنها تلد الرجال الذين يجاهدون لذلك هي أقدر وأنفع وهي مهيئة لإعدادهم للجهاد والحياة سواء، لذلك المرأة أيضاً هي أنفع بالنظر الواسع إلى مصلحة الأمة على المدى الطويل.

لقد تميزت المرأة بسبب تكوينها بانفرادها بحمل الجنين، ثم بإرضاعه، ثم بحضانته مدة الطفولة، ولهذا كان مقام الأمومة فوق مقام الأبوة في الإسلام.

وخلاصة القول: فإن لكل من الرجل والمرأة دوراً أساسياً في المجتمع ولا بد لكل منهما أن يقوم به، وهما دوران متلازمان ومتكاملان، وكلاهما راع ومسؤول عن رعيته على السواء.

(صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم).

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة