Thursday  30/12/2010 Issue 13972

الخميس 24 محرم 1432  العدد  13972

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الكنز الذي لا يفنى
مقدم/ متقاعد أحمد علي الأحمد

رجوع

 

القناعة شيمة المؤمن وهي كنز لا يفنى وتعني عدم التطلع إلى ما في أيدي الأخرين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه)، والإنسان القانع يحبه الله ويحبه الناس وعليه أن يقتنع بالزوجة التي ارتضاها الله له، قال تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، إن الذرية نعمة من الله، وعلى المرء أن يدرك أن رزقه بالذرية الصالحة هو مسألة بيد الله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء وقد قال سبحانه {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، والغلى في الدنيا قضية زائلة ولم يرد أن إنسانا أخذ من سحت الدنيا شيئاً لآخرته، ولذلك فعليه أن يقنع بما لديه من فئات الدنيا، والقناعة سبب البركة، وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).

والطمع صفة ذميمة فلو رزق الطماع دينارا لتطلع إلى دينار آخر وهكذا تزيد عنده وتيرة الإحساس بالطمع كما أن التفاخر بالنسب صفة تندرج تحت الطمع قال تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

قال تعالى {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} (29) سورة الإسراء، وقال صلى الله عليه وسلم (اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة من ظهر غني، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)، متفق عليه.

إن الإنسان القنوع يعقد صلحاً مع نفسه ويعيش عمراً سعيداً بين زوجه وبنيه وكم من فقير غمرته السعادة وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئاً.

كان سلمان الفارسي رضي الله عنه والياً على إحدى المدن وكان راتبه خمسة آلاف درهم يتصدق بها كلها، وكان يشتري خوصاً بدرهم فيصنع به آنية فيبيعها بثلاثة دراهم فيتصدق بدرهم ويشتري طعاماً لأهله بدرهم ودرهم يشتري به خوصاً جديداً، إنه الصحابي الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (سلمان منا أهل البيت).

ويحكى أن ثلاثة رجال ساروا في الطريق فعثروا على كنز، واتفقوا على تقسيمه بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بذلك أحسوا بالجوع الشديد فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاماً، وتواصوا بالكتمان حتى لا يطمع فيه غيرهم وفي أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه، وينفرد هو بالكنز وحده فاشترى سما ووضعه في الطعام وفي الوقت نفسه، اتفق صاحباه على قتله عند عودته ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط، ولما عاد الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه، ثم جلسا يأكلان الطعام فماتا من أثر السم وهكذا تكون نهاية الطمع.

حكمة من كتاب: المال خادم جيد لكنه سيد فاسد.

- الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة