Friday  31/12/2010 Issue 13973

الجمعة 25 محرم 1432  العدد  13973

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أبناء الجزيرة

 

جائزة الصحافة العربية
كشكول ذهب
حكاية شعبية من مصر

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

في قديم الزمان، عاشت امرأة في إحدى قرى مصر.. وقد وهبها الله ولدا وبنتا.. سمّت الولد «محمد» والبنت «كشكول ذهب». وحين كبر الولدان أرسلتهما الأم إلى المدرسة، وفي أحد الأيام، تأخر محمد كثيراً، فأرسلت الأم ابنتها لتعرف سبب تأخره، ذهبت «كشكول ذهب» إلى المدرسة، وحين فتحت باب الحجرة التي يدرس فيها أخوها عادة، فوجئت بأن «الفقي» يأكل أخاها. أغلقت «كشكول ذهب» الباب وولت هاربة، ولم تفكر للحظة واحدة بالعودة إلى أمها، وظلت تركض وتركض وتنتقل من مكان إلى مكان حتى أظلم الكون، وحين تعبت من الركض جلست أمام دكان الأصباغ، ولما جاء موعد إغلاق الدكان، رآها صاحب الدكان فسألها «لماذا تجلسين هنا في مثل هذه الساعة؟» فأجابت «كشكول ذهب»: لقد ضللت طريقي.. أرجوك يا عم، اسمح لي بالمبيت في دكانك هذه الليلة!». فقال لها: بل تأتين معي إلى بيتي وتنامين مع بناتي. لكن «كشكول ذهب» ظلت تُلح عليه أن تبيت في دكانه حتى وافق على طلبها، فأغلق باب دكانه وذهب إلى بيته. وفي أثناء الليل رأت «كشكول ذهب» الحائط ينشق ليخرج منه الفقي ويقول لها: كشكول ذهب إيش رأيت من عجب؟، فردت: رأيت سيدي الفقي بيعلم الناس كل الأدب. فلما أجابته بهذه الإجابة، سكب كل الأصباغ التي في الدكان فاختلط بعضها ببعض، وحين جاء الصباح فتح الرجل دكانه ليجد الأصباغ مسكوبة في كل مكان فما كان منه إلا أن ضرب الفتاة وطردها. خرجت «كشكول ذهب» هائمة على وجهها لا تدري أين تذهب، وظلت تمشي وتمشي حتى أظلم عليها الكون، وحين تعبت من المشي جلست تستريح بجانب دكان للقماش، وحدث لها مع صاحب دكان الأقمشة نفس ما حدث مع صاحب دكان الأصباغ.. إذ حضر الفقي ونثر الأقمشة، وحينما حضر صاحب الدكان، وجد أقمشته مبعثرة، وبّخ الفتاة وطردها. خرجت «كشكول ذهب» هائمة على وجهها حتى أظلم الكون فظلت تمشي وتمشي حتى وقفت عند قصر كبير فجلست قرب بوابته كي تستريح، ولم يمض وقت طويل حتى حضر الأمير وشاهدها فأمر بإدخالها القصر وإحسان معاملتها. وحين وقفت بين يدي الأمير أعجب بها وقرر الزواج منها. وبعد عدة شهور أنجبت «كشكول ذهب» طفلاً رائع الجمال، أدخل السعادة والفرح على كل من في القصر وخصوصا الأمير، لكن الفرحة بقدوم الطفل لم تكتمل، إذ ظهر الفقي يسأل «كشكول ذهب» سؤاله المعتاد: «كشكول ذهب» إيش رأيت من عجب. فأجابت: رأيت يا سيدي، سيدي الفقي بيعلم الناس كل الأدب. عند ذاك أخذ «الفقي» طفلها ولوّث فمها بالدم واختفى من حيث أتى. في الصباح دخل الأمير على زوجته ليجد فمها ملوناً بالدم وقد اختفى طفلهما، فظن الأمير أن زوجته ليست إنسانة عادية، وشاع الخبر في القصر عن زوجة الأمير التي أكلت ابنها. وتمضي الشهور لتضع «كشكول ذهب» طفلها الثاني، لكن الفرحة لم تكتمل، فقد ظهر «الفقي» وأخذ الطفل ولوّث فم «كشكول ذهب» بالدم. حينذاك قرر الأمير أن يهجر زوجته ويغلق عليها باب حجرتها. وبعد عدة أيام استعد الأمير لرحلة يقصد بها بيت الله الحرام، وأخذ كل من في القصر يعبر عن رغبته في أن يحضر له الأمير شيئاً من بلاد الحجاز. وقبل رحيله، دخل الأمير على زوجته وسألها عما إذا كانت ترغب في شيء فأجابته «أود أن تحضر لي علبة الصبر». غادر الأمير قصره وتوجه إلى أرض الحجاز، وبعد انتهائه من طقوس الحج بدأ بإحضار جميع الهدايا التي طلبت منه لكنه نسي هدية زوجته، وحين صعد المركب.. لم تتحرك فقيل إن أحد الركاب قد نسي إحضار شيء هام.. عندها تذكر الأمير «علبة الصبر»، فعاد وأحضرها.. وحين صعد إلى المركب سارت على خير ما يرام، وعند وصول الأمير إلى القصر أرسل إلى زوجته علبة الصبر وأعلن قراره بالزواج من ابنة عمه. سمعت «كشكول ذهب» الخبر ففتحت علبة الصبر، فصدر منها صوتاً يشبه الفرقة فقالت: اصبري يا علبة الصبر كما صبرت. وبقيت «كشكول ذهب» كل يوم على هذا الحال تحدث علبة الصبر إلى أن اقترب موعد زفاف الأمير من ابنة عمه، وفي الليل انشق الحائط وظهر الفقي ومعه ولدان، وقال: هؤلاء هم أبناؤك لقد ربيتهم وأعدتهم إليك لأنك صبرت حتى الصبر. خرج الأبناء باحثين عن أبيهم الأمير لكن الحرس طردوهم ومنعوهم من الدخول مما أثار ضجة في القصر وصلت إلى أسماع الأمير، فأمر بإدخالهم.. وحين رآهم عرفهم لشدة الشبه به وعند ذاك أبطل الأمير الزفاف وعاد إلى زوجته وأبنائه ليعيشوا في سعادة وهناء.

*****

رسوم :

1 - فارس سماره 12 سنة

2- زين زيد 11 سنة

3- دلال باسم 12 سنة

4- بشرى فتحي 11 سنة

5- هلا خلدون 11 سنة

6- تالا مهند 11 سنة

7- يزن حاتم 12 سنة

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة