Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
سلامة الطلاب الصحية
محمود بن عبدالله القويحص

 

المدرسة نواة المجتمع، وجزء لا يتجزأ منه، ومكانتها باتت واضحة وملموسة في التأثير على نشر الوعي والثقافة، فهي محطة للتغير والتطوير، فأعداد طلاب التعليم العام تجاوزوا الخمسة ملايين طالب وطالبة، أي ما يعادل أكثر من ربع عدد سكان المملكة، وهذا مما يزيد من أهميتها. وبنظرة سريعة حول سلامة الطلاب والطالبات بالمدارس سواء من حيث القدرة على مكافحة الأمراض المعدية بينهم عن طريق اكتشافها بوقت مبكر والحد من انتشارها، أو من القدرة على عمل الإسعافات الأولية السريعة لإصابات الطلاب الطارئة، أو من حيث نشر الثقافة الصحية وترسيخ السلوك الصحي السليم بين الطلاب، فكل ذلك يكاد يكون معدوماً، فجهود المدارس والوحدات الصحية حول هذه المواضيع ضعيفة ومحدودة ولا تتناسب مع حجم أعداد الطلاب، ولعلّ فيما حدث بداية العام الدراسي من تأخير الدراسة بسبب وباء أنفلونزا الخنازير، يدعونا بأن نبحث عن كيفية المحافظة على سلامة الطلاب داخل المدارس وغرس الثقافة الصحية لديهم لزيادة الوعي والإدراك بأهمية الصحة، فذلك مطلب هام جداً كي لا تكون أفعالنا وخططنا ردود أفعال فقط، ونجعل ما حدث درساً يُستفاد منه، ولن يتأتّى ذلك إلاّ بتفعيل ما يلي:

1- ضرورة إنشاء عيادات طبية مكوّنة من طبيب وممرض داخل المدارس الكبيرة والمجمعات المدرسية المكتظة بالطلاب والتي يزيد عدد طلابها على ثمانمائة طالب، للتعامل مع الأحداث والإصابات اليومية والتي لا تخلو منها مدرسة وتحتاج إلى تدخُّل سريع كالإصابات المدمية، والأزمات الصدرية، والكسور وغير ذلك كثير مما يحدث في المدارس، ويكون التأخُّر في إسعاف الطالب سبباً لمضاعفة إصابته.

2- تكثيف الدورات التدريبية في الإسعافات الأولية بشكل مستمر طوال العام للمعلمين كافة كي يتمكنوا بمهارة عالية من التعامل مع أي حدث صحي طارئ يقع لأحد الطلاب لا سمح الله.

3- عقد الدورات التدريبية في الإسعافات الأولية لجميع طلاب مراحل التعليم العام كلٌ حسب ما يناسب مرحلته العمرية، كي يتم غرس الثقافة الصحية لديهم منذ الصغر، والاستفادة من حصص النشاط والانتظار والفسحة لعرض الأفلام والشرائح المرئية، وذلك عن طريق معلمي كل مدرسة بعدما يجتازوا دوراتهم التدريبية.

4- تجهيز غرفة خاصة لاستقبال الحالات المرضية، مع ضرورة وجود صيدلية متكاملة شاملة لجميع المستلزمات والأدوية الطبية لكل مدرسة وبشكل سريع، فلا زلنا نتذكّر ما حلّ بالطلاب وهم بالمدارس أثناء اجتياح العاصفة الرملية على مدينة الرياض من عدم توفر الكمامات والأكسجين والأماكن الآمنة للطلاب، مما ضاعف من الأضرار.

5- تكثيف المرور الدوري بشكل مستمر ومتصل للمدارس من قِبل الأطباء والممرضين لعقد الندوات والمحاضرات الصحية لنشر مفهوم الثقافة الصحية.

6- توزيع النشرات الطبية المتنوّعة، والكتيّبات على الطلاب، وتكثيف الملصقات داخل وخارج المدرسة، مع تفعيل رسائل الجوال والرسائل الإلكترونية لأولياء الأمور.

7- أهمية الكشف الدوري على الفصول ودورات المياه والساحات لمتابعة سلامة البيئة الصحية، والتأكد من وجود المعقّمات والمنظّفات ووسائل السلامة الطبية.

8- عدم زيادة أعداد الطلاب وتكدُّسهم داخل الفصول، فوجود أكثر من ثلاثين طالباً في حجرة واحدة سبب رئيسي لتدهور الوضع الصحي والنفسي والسلوكي لدى الطلاب.

9- الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب عن طريق توفير أخصائيين نفسيين في كل مكتب للتربية والتعليم لمتابعة وعلاج ما قد يشكل على المرشد الطلابي.

10- استحداث وظيفة داخل المدارس المكتظة بالطلاب بمسمّى المربي الصحي أو المرشد الصحي على أن يكون متفرغاً لأداء مهامه بشكل جيد ومتقن.

إنّ عملية زيادة ونشر الوعي الصحي بالمجتمع، والارتقاء بثقافة الفرد الصحية، ومكافحة الأمراض، لابد أن تبدأ من المدرسة، فلقد تم صرف المليارات على التعليم للرقي به، ومع ذلك لم يخصّص لصحة الطالب وسلامته منها جزء يُذكر، فلا تزال مدارسنا تفتقد لمبدأ الصحة والسلامة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد