Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/09/2010 G Issue 13856
الأحد 26 رمضان 1431   العدد  13856
 
نزهات
عيب يا عم صالح!
يوسف المحيميد

 

صباح الخير عم صالح...

منذ قرأت تصريحك قبل أيام وأنا لا أنام، صدّقني هزّني تصريحك ووصفي وزميلاتي بشحّاذات الضمان الاجتماعي.. قبل أن أكمل عتبي عليك عم صالح، هل تصدّق أن هناك من الناس من لا يعرفك؟! بصراحة انصدمت، لأن اسمك منذ سنوات طويلة وهو أكثر شهرة من أسماء وزراء التربية والتعليم جميعهم، صحيح أنك مجرّد مدير عام للشؤون المالية والإدارية بالوزارة، لكن صدّقني إننا نلهج باسمك منذ عشر سنوات وأكثر، نحن متعاقدات محو الأمية أو تعليم الكبيرات!

صباح القلق عم صالح...

تقول إن وزارتك الموقرة ليست ضماناً اجتماعياً، ونقول لك بأننا لسنا متسولات نطرق باب بيتك، بل نحن خريجات جامعات وطنية معترف بها، درسنا وتعبنا وكرفنا حتى عميت عيوننا، ومن حقنا على وطننا توظيفنا، ومن حقه علينا خدمته، أي خدمة وطننا، لا خدمتك أنت عم صالح!

لنا الحق بأن تكفل لنا حكومتنا وظيفة وعيشاً كريماً، لأننا مؤهلات بالعلم والتخصص، ولسنا نتوسل إليك، ولا إلى وزارتك الموقرة، أما أن تجعلني وزميلاتي منذ أكثر من عشرين عاماً وحتى العام الماضي، العام الذي ألغي فيه عقدي، نصاب بالرعب والقلق كلما اقتربت امتحانات نهاية العام، حيث وقت تجديد العقود أو إلغائها، فإما أن تبقينا في مدارسنا، أو تعيدنا إلى منازلنا مكسورات وحزينات!

أرجو ألا تفهم بأنني أتوسل إليك لكي تجدد عقدي، وتعيدني إلى مدرستي، وألا تفهم أنني أقف على باب مكتبك للضمان الاجتماعي، لا والله، فقد أصبحت أكثر صلابة حينما ألغي عقدي، لكنني أشعر باضطراب زميلاتي اللاتي بقين على البند، ولم تلغَ عقودهن، إما لأن لهن واسطة كما تعرف، ويعرف الموظفون في وزارتك، أو بقين بسبب الحظ، فهن الآن أوقع في أيديهن، وقد قلت في تصريحك المثير بأنك تتوقع أن يتم تسريح جميع معلمات هذا البند خلال ثلاث سنوات، بصراحة أعجبتني كلمة تسريح، فثقافتي البدوية تقول بأن التسريح للغنم، ولكم سرحت بغنم أبي!

عم صالح.. إننا نخرج من مدارسنا بعد سنوات طويلة من العمل، دون حقوق بزيادات ولا إجازات ولا ترقيات ولا خلافه، نخرج بشهاداتنا الجامعية يملؤنا الحزن، دون أن نفكّر بمقاضاتكم لدى المحكمة أو ديوان المظالم أو حقوق الإنسان، وبكل أمانة خرجت بصمت، كما خرجت زميلاتي هدى ونوف ومنال، قبلي بسنوات، يذرفن الدمع ويكنسن الحسرة أمامهن، ونسينا أو تناسينا خروجنا المذل من مدارسكم، لكنك ذكّرتنا، عم صالح، في هذه العشر الأواخر، وأهنتنا كثيراً... فلو قبلنا الظلم يا عمّنا، فلن نقبل المهانة أيضاً.. هل فهمت؟!

* * *

* مقطع من رسالة طويلة متخيّلة من معلّمة إلى الأستاذ صالح الحميدي!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد