Friday  21/01/2011/2011 Issue 13994

الجمعة 17 صفر 1432  العدد  13994

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحلة إعلامية متألقة لموطن الطبيعة والمرح
إيرلندا.. نبض حياة وتنوع ثقافي لبلد خارج عن المألوف

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

إيرلندا - تقرير: عبدالإله القاسم : عدسة الزميل: محمد العبدالكريم :

رحلة متألقة وبتوليفة خاصة جمعتها المصادفة لمجموعة إعلامية سعودية ضمت عدداً من الزملاء الصحفيين لقضاء وقت استثنائي في رحلة ممتعة وخارجة عن المألوف في كل تفاصيلها الجميلة المثيرة إلى إيرلندا، بدأت من العاصمة دبلن - رابع مدينة تحصل على جائزة الأدب والثقافة لمنظمة اليونسكو - ثم جالواي وبلفاست، ومروراً بعدد من المدن السياحية الجميلة والرائعة في أحضان سحر الشعب الإيرلندي ووده البالغ؛ حيث نظمتها باحترافية متناهية شركة السياحة الإيرلندية Tourism Ireland التي تمول بطريقة مشتركة مع هيئة السياحة الإيرلندية الحكومية، ويتمحور دور الشركة في قيادة مديرة فرع الشركة بدول مجلس التعاون الخليجي أيفن رايان إلى زيادة الكثافة السياحية الخارجية بهدف التعريف والتآزر الثقافي وتطوير أساليب الجذب السياحي الخليجي هناك في حملة يروج لها بعنوان (اذهب فستأخذك إيرلندا). تقول أيفن: لقد وجدنا مع زوّار الشرق الأوسط أرضية مشتركة في الثقافة والتقاليد بين المجتمع الإيرلندي والعربي. ولاسيما أنها تعمل في دبي حالياً.

بدأت متعة هذه الرحلة في السماء عبر طيران ال bmi المتألق في احتضان مسافريه وتكفله بضيافة الوفد وبطاقمه الرائع المتفنن في تقديم أرقى الخدمات وطباخه الماهر المتخصص في إمتاع ركابه بدءاً من الدرجة الخاصة برجال الأعمال إلى آخر مقعد فيها. لقد كانت رحلة رائعة ومكسباً سياحياً متنوع الثقافة والعطاء، بدأ من إقلاع الطائرة حتى الوصول إلى لندن، ومن ثم الاستقرار في دبلن عاصمة إيرلندا الجنوبية إلى حين الانتقال إلى بلفاست في إيرلندا الشمالية بلد الطبيعة والمرح الخارج عن المألوف.

لن أحكي قصة الرحلة بتفاصيل كاملة بل سأختصر المسافة؛ لتكون المتعة مشاركة مع من سافر أو سيسافر لاحقاً إلى هذه الجزيرة الأوروبية الحالمة والمتألقة؛ لأن الإيرلنديين يتمتعون بروح وحالة خاصة مختلفة؛ فهم جزء من ثقافات السفر التي ينشدها السائح، ليس في أوروبا وحسب بل في أنحاء العالم كافة. لقد كان برنامج الرحلة مفصلاً مثلما ينبغي لكل من يبحث عن أكبر قدر من المعرفة والثقافة والمتعة في بلد يحتضنه البحر، ويُعتبر ثالث أكبر جزيرة في أوروبا؛ إذ تبلغ مساحته 100 ألف كم تقريباً، وطول شواطئه 1500 كم، وعدد سكانه لا يتجاوز 6 ملايين نسمة، ولا يزيد معدل أعمار نصفهم على 30 عاماً! وفي وقت قياسي لم يتجاوز أسبوعاً واحداً لتلك الرحلة.

الرحلة بدأت من جدة حيث انضم إلى الرحلة الزملاء أحمد العرياني من صحيفة عكاظ وحاتم الغامدي من البلاد، ولحق بالرحلة في مطار الملك خالد الدولي كاتب هذه السطور عبدالإله القاسم وأحمد غاوي من صحيفة الرياض ومحمد العبدالكريم من مجلة سفاري، وحالما تم الوصول إلى مطار دبلن التقى الوفد الإعلامي السعودي مديرة الشركة السياحية الإيرلندية في سوق الخليج العربي أيفن رايان التي صحبتنا خلال عدد من مراحل السفر المتنقل ومع السيد طارق موسى الدليل السياحي وزميله قائد مركبة الفان المخصصة للوفد خلال الرحلة، وتم تسليم الوفد بطاقات إعلامية خاصة لمزيد من التسهيلات اللاحقة، وكان جدول الرحلة السياحية مليئاً بعدد من الزيارات الخاصة والمفتوحة وأجمل الفعاليات، بدءاً من ظهيرة اليوم الأول (الجمعة) حين الإقامة في SHELBOURNE أحد أعرق الفنادق الفخمة وسط العاصمة دبلن؛ حيث ضم في ضيافته عدداً كبيراً من نجوم السياسة والفن والرياضة، وفي المساء التقى الوفد في ضيافة عشاء بأحد المطاعم العربية، وأتذكر أن اسمه الباهية الواقع في وسط المركز التجاري بالقرب من الفندق. وتُعتبر دبلن النقطة المركزية لإيرلندا، وهي المدينة المزدهرة والمفعمة بالحيوية والأناقة الأوروبية المتألقة وذات الفنون المعمارية الأثرية التي تنتمي لعصر الملك جورج، ولا تزال.

وفي صباح اليوم التالي كان لنا موعد للذهاب إلى الإسطبل الوطني للخيول (عشق الإيرلنديين)، ويقع خارج الضواحي بالقرب من الريف في دبلن، ويعد متعة مستقلة بحد ذاتها، لِمَ لا وقد اشتهرت إيرلندا منذ القدم بخيولها الأصيلة وبخبرتها في تنظيم سباقات الخيل، فأثناء جولتنا في الإسطبل الوطني لفت نظرنا أن أشهر الخيول في الإسطبلات من سلالات عربية تبينها أعمار وأنساب الخيول، وقد رأينا قوة وجمال خيول إيرلندا الشهيرة. ويحوي الإسطبل 288 حظيرة للفرس والأحصنة والفحول، وتحتضن إيرلندا 300 سباق للخيل و27 مضماراً لتكون وجهة لخبراء ومحبي سباقات الخيول، كما تتميز مهرجانات السباق هذه بجوها الاحتفالي الرائع الذي يأسر أفئدة الساسة والإعلاميين من شتى أنحاء العالم.

وفي وقت اللاحق لزيارة الإسطبل كان هناك موعد خاص مع التسوق الاستثنائي في قرية (كلدار العالمية للتسوق)، وهي بصدق مصدر إلهام ونقطة جذب غير عادية لما تحتويه من متاجر ومعارض لأرقى وأشهر الشركات والماركات العالمية؛ فالأزياء والموضة تطل من أول صالة عرض لبوابتها، ولم تكن كذلك فحسب؛ بل كان ما يميز هذه القرية هو الحصول - رسمياً - على أي سلعة بأقل من نصف القيمة - 50 % سواء كانت قديمة أو جديدة. ومن كرم هذه القرية وتقديرها لبعض الزوار من السياح والإعلاميين أنهم يمنحون الصحفيين بطاقة خاصة تقدم خصماً إضافياً بمقدار 10 % ليصبح التبضع في هذه القرية المسكونة بجنون الموضة رائعاً.

عند أحد أركان هذه القرية توقف الوفد لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم التي تقدم أفخر وأشهى المأكولات المحلية، إضافة إلى الإيطالية، وكانت فرصة أيضاً لسد الجوع والاختباء من رذاذ المطر الذي بدأ يتساقط بغزارة.

كانت الأجواء جميلة يوماً بعد يوم؛ فالشمس والمطر والهواء اللطيف تتشكل وتعيد زيارتها أكثر من مرة إلى هذه المدينة الجميلة والصغيرة (دبلن).

في يوم آخر انتقل الوفد إلى قرية ريفية خارج دبلن، وعبر الطرق الريفية وصلنا إلى أفق ريفي خيالي ومنظر بديع لا يوصف، وأطل علينا قصر وحدائق POWERSCOURT في WICKLOW حيث تجول الوفد داخل القصر والحديقة اللذين كانا يعجان بالمتنزهين، وقد اصطفوا على جنباته وفي غرفة بعض متاجر البيع للتحف والمصنوعات التقليدية.

ثم تم انتقال الجميع إلى فندق ريتز كارلتون الجديد والبديع المجاور والمطل على جنة خضراء لا يمكن وصفها، حيث تم تناول الشاي المستورد والمعبأ خصيصاً للفندق بأنواعه مع تناول بعض المأكولات الخفيفة في لقاء جمعنا مع إدارة الفندق ومديرة التسويق ومدير المشتريات الذي كان من حسن الحظ من جنسية عربية؛ إذ بيّن لنا أن جميع اللحوم المقدمة تُذبح على الطريقة الإسلامية وبإشرافه رغبة من إدارة الفندق في تقديم المأكولات المضمونة.

ومع إشراقة يوم جميل آخر غادر الجميع في السيارة المعدة للوفد إلى مدينة (جالواي)، وفي الطريق إلى هناك كانت الترتيبات معدة لقضاء مدة من الوقت في قصر أشفورد بمنطقة مايو والغداء المعد لنا في قاعة جورج الشهيرة المخصصة للولائم الخاصة بضيوف القصر العملاق، الذي تم تحويل غرفه إلى نُزُل خاص لكبار السياح، مع التمتع بالنهر المحيط به ومنظر الحدائق والنوافير الباذخة في التنسيق والروعة.

ومن هناك وصل الوفد بالسيارة إلى (جالواي)، ولا تزال المناظر الطبيعية تأسر ألبابنا، والمساكن ذات التنسيق الفريد والمزارع التي تعد جنة في أرض البشر بدءاً من الطريق المليء بالمناظر والمزارع الجذابة إلى محطات استراحة السيارات التي تُعدّ واجهة مشرفة في تأسيسها وخدماتها الفنية والتسويقية الراقية لخدمة المسافرين، إلى أن وصلنا إلى مدينة جالواي التي تُعدّ هي الأخرى مثالاً للمناطق الأكثر سحراً وجمالاً في إيرلندا حيث كان فندق THE Q الساحر في استقبالنا بإدارة فندقية راقية، وهو يُعدّ الفندق الأول ذا النجوم الخمس هناك بمرافقه الكاملة وأمسياته وجلساته وخدماته الصحية الفريدة التي لا تنسى، إضافة إلى مجاورته لدار وصالة عرض سينمائية ضخمة، ولم نغادر قبل تذوق كيكة (الكب كيك) الشهيرة هناك.

كانت إدارة الشركة السياحية قد أعدت برنامجاً مختصراً هناك بالتعاون مع الفندق؛ إذ التقى الوفد الإعلامي بعض الطلاب السعوديين المبتعثين من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وأساتذتهم ومسؤولين من المركز الإسلامي هناك، وما زاد من روعة المكان أن وجدنا في الجناح المعد لكل واحد منا سجادة للصلاة ومصحفاً ومؤشر اتجاه مكة المكرمة قِبْلة المسلمين.

مدينة جالوي ليست من أجمل مدن إيرلندا وحسب وإنما تمنحك جواً من الهدوء والراحة والحياة الاجتماعية الخاصة، وكان لنا موعد للعشاء في أحد المطاعم الريفية الجميلة يُدعى مطعم أرد بيا حيث يطل على أحد الأنهار الجميلة.

اتجهنا صباح اليوم التالي إلى دبلن مرة أخرى للإقامة في فندق ذي 5 نجوم آخر يقع داخل المدينة، وتحيط به المراكز التجارية والإدارية، ويسمى WESTBURY، تم تناولنا وجبة الإفطار في وداع أخير لمدينة دبلن خلال هذه الزيارة.

تم الانتقال مباشرة إلى مدينة بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية ذات الولاية البريطانية. وبلفاست شهدت أسوأ الاضطرابات في إيرلندا الشمالية، لكن اتفاق الجمعة الحزينة في عام 1998 حدث رئيسي في إعادة تطوير المدينة، في حين تُعدّ حالياً من أكثر مدن أوروبا إثارة، ولها قواسم مشتركة مع عدد من المدن البريطانية، وتشكل وجهة سياحية مهمة؛ فهي موطن إعمار سفينة التاريخ (تايتنك)، وقد تحولت إلى مدينة ذات حيوية وطاقة بإغراءات لا تقاوم بفضل الطبيعة وطيب المأكل من مطاعم ومقاه مشهود لها ومحال وفنادق فاخرة وأجواء ودودة وأمسيات تبدأ من غروب الشمس وصغر مساحتها الذي أهلها لزيارة معظمها أيضاً، كما تتميز إيرلندا الشمالية بمدن مذهلة أخرى غير العاصمة، فما عليك إلا الذهاب إلى مدينة لندنديري على سبيل المثال الرائعة والاستمتاع بالجو الفريد للمدينة الوحيدة المسورة بالكامل في المملكة المتحدة.

بلفاست تجذب نحو أكثر من 500000 سائح سنوياً، وتتمتع بلفاست بالعديد من الأماكن السياحية، ومنها حدائق بلفاست النباتية، حديقة حيوانات بلفاست، مركز زوار كوينز، منتزه سير توماس والليدي ديكسون، منتزه بارنيت ديمسن، قصر مالون، شواطئ مينوبيرن، منتزه ريدبورن الريفي.

في رحلة قصيرة زار الوفد مبنى البرلمان في بلفاست وتجولنا داخله والتقينا مسؤولة العلاقات العامة هناك، والتقطنا عدداً من الصور التذكارية، وكان من الملاحظ وجود زوار حيث المقر مفتوح في أوقات خاصة لإطلاع الزوار والسياح.

قبل أن أختم البرنامج لا بد أن أنوه بالرحلة الريفية ومنظر القرى الريفية والبحرية الصغيرة المتناثرة التي تمت على بُعد 60 كيلا من بلفاست إلى الساحل الشمالي حيث المحيط الأطلسي الاسكتلندي ولطماته العنيفة التي تدل على عنفوانه المتصادم مع الأرض وتجعل خيالك يحاكي الأساطير والخرافات وقصص المحاربين القدماء وانتصار العمالقة، وجسر كاريك المعلق بالحبال فوق أمواج المحيط ممتداً بين قمتين، حيث يتلقي ما يقرب من 750000 زائر سنوياً، فما على المرء في النهاية إلا الاستمتاع بالكثير من العروض والخيارات للاستكشاف والخطوات على أحجار البازلت التي تمتد حتى البحر في أشكال مختلفة.

قصة مأساة فعودة إلى نبض الحياة

لقد بدأت إيرلندا في القرن الـ21 فعلياً تنبض بالحياة مع تنوُّع ثقافي وتعدد عِرْقي ونظرة متفائلة بروح الشباب، بعد حقبة مأساوية من تاريخ إيرلندا من حروب وفقر وهجرة وفرار وهجرة الملايين من الناس إلى الولايات المتحدة والمملكة البريطانية وكندا وأستراليا.. ووصل عدد الفارين من إيرلندا بين عامي 1848 و1950 إلى ستة ملايين نسمة؛ إذ إن الحضارة في إيرلندا استغرقت مئات لتتطور؛ وهذا ما يدفع إلى الحماس والاعتزاز بكل لحظة من لحظات اكتشاف الحضارة، والاستماع إلى كل تفاصيل القصص والروايات من سكانها الأصليين.

فالإيرلنديون يحبون تقاليدهم ويتمسكون بها؛ فهم يتناولون الكولكانون (خلطة من الملفوف والبطاطا المهروسة) في أعيادهم، ويلبسون الملابس الخضراء، ويمارسون الرقص الإيرلندي والموسيقى التقليدية المنتشرة عالمياً على مر العصور. وتتمتع إيرلندا الشمالية بثقافة الستر الاسكتلنديين الفريدة من نوعها، التي غالباً ما يُعبَّر عنها من خلال الموسيقى والرقص؛ إذ ترافق ألحان طبل اللامبيج، الكمان، الفلوت والناي حفلات رقص المرتفعات، الرقص الريفي الاسكتلندي، رقصة ساحة أولستر الاسكتلندية والرقص الريفي.

مما يميز الإيرلنديين المرح والضحك؛ إذ يطلق عليها شبان وشباب البادان المجاورة بلد النكت والمقالب، كما أن الضحك والمزاح ومضايقة الطبقة المثقفة جزء من حياتهم اليومية؛ لذا فلا عجب أن ينال الجيل الجديد من الممثلين الكوميديين الإيرلنديين شهرة عالمية لما لحياة السكان هناك من تميز وتفرد، ولتصبح بلد المتعة المطلقة بلا منازع، ولا تستغرب أبداً حين تعتزم التقاط صورة فيظهر بجانبك شاب أو شابة بابتسامة عريضة ليشاركانك فرحة ولحظة الصورة، كما أنهم يتميزون بتقديم المتطلبات كافة لضيوفهم وسكانهم حال طلب أي مساعدة، وهذا ما لمسناه حين نتجمع لأداء الصلاة.

ويفتح الإيرلنديون قلوبهم قبل أبوابهم للزوار كافة دون تمييز أو محاباة في ثقافة ديمقراطية لا تفرّق بين عربي أو غربي مسلم أو مسيحي، فقد عُرف الإسلام فعلياً على أرضها حين تأسست أول جمعية إسلامية قبل 50 عاماً تقريباً (جمعية دبلن)، وبُني أول مسجد بمساهمة من الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1976، وكذلك المركز الثقافي مع وجود أكثر من 32 ألفاً.

جمال الأرض والسماء

الطبيعة في إيرلندا أشبه بلوحة وحكاية مرسومة؛ فستكتشف بصمت ودون عناء جمالاً يحبس الأنفاس منذ لحظة استعداد الطائرة للهبوط في مطار دبلن، ولا عليك في إيرلندا إلا أن تتجول بهدوء لتشاهد طبيعة ومروج خضراء خلابة، من المحيط الأطلنطي العظيم إلى الكهوف، إضافة إلى القنوات المائية الصافية إلى الشواطئ البكر الرملية، يحيطها المحيط الأطلنطي غرباً والبحر الإيرلندي شرقاً، حيث تتمتع إيرلندا بأكثر من 1.448 كيلومتراً من السواحل الرائعة؛ ما يوفر الفرصة لعشاق الرياضات المائية لممارسة هواياتهم هناك، إضافة إلى قرى الصيد الساحلية التي تقدم أفضل المأكولات البحرية في العالم. فبطول يصل إلى 344 كلم تجد نهر شانون هو أطول نهر في الجزر البريطانية وأحد أصفاها في أوروبا، ويمر عبر منطقة ذات جمال طبيعي أخاذ، ومشاهدة حجم القمر العملاق في كلير، فقد اكتسبت جزيرة إيرلندا سمعة عالمية كونها تضم أحد أكثر السواحل روعة في العالم فردية كانت أم عائلية.

ولا مكان أجمل من سواحلها فساحل إيرلندا الجنوبي لقضاء اللحظات الرومانسية؛ فهو يتمتع بجمال لا يضاهى ولوحات لطبيعة درامية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بثقافة المنطقة وتقاليدها وشعبها؛ إذ يمكنك معرفة ثقافة وتقاليد الإيرلنديين الحقيقية من خلال المناطق التي يتحدث سكانها باللغة الإيرلندية Gaeltacht، ويرقصون رقصة céil?s الرائعة، إضافة إلى العديد من المهرجانات التي تحتفل بتاريخ وحضارة هذه المنطقة المذهلة. أما الساحل الشرقي، الذي يمتد من دبلن، فهو أحد أكثر المناطق جمالاً وتنوعاً على جزيرة إيرلندا؛ إذ تُعدّ مدينة Kilkenny التراثية، على سبيل المثال، واحدة من أهم المناطق السياحية بفضل قلعتها الراقية التي يرجع تاريخها إلى القرن الـ12.

كما يشتهر الإقليم الجنوبي الشرقي بكونه أحد أكثر المناطق المشمسة في المنطقة، بينما يمكنك التمتع بحياة ريفية إيرلندية عنوانها الهدوء والراحة والنقاء في وديان الأنهار في Boyne،Liffey،Slaney،Barrow، Nore،Suir Blackwater.

وإن كنت من عشاق السباقات فهناك العديد من السباقات والمهرجانات التي تُقام على مضامير السباق في Curragh.

حيوية وحضارة

إضافة إلى حيويتها وعالميتها فإن المراكز الحضارية الأحد عشر في إيرلندا تتوزع بشكل رائع؛ فهي ليست كبيرة جداً، ولا صغيرة؛ حيث تستطيع زيارة جميع الأماكن فيها في يوم واحد. فعلاً إن المرء يحتار حين يختار في إيرلندا من بين أماكن الإقامة ذات نجوم ال5، واختبر كرم الضيافة عالي المستوى فإيرلندا موطن الرفاهية التي تثري الروح والحواس، فإيرلندا تحتضن ثلث عدد ملاعب الغولف في العالم، إضافة إلى منتجعات ذات شهرة عالمية، وفنادق ومحال عصرية وقلاعٍ فاخرة وغيرها الكثير. كما تتمتع إيرلندا أيضاً بروح جذابة ومتطورة تميزها عن غيرها؛ فالإقامة مترفة وتتوافر في إيرلندا في العديد من أماكن الترفيه المختلفة التي تمنح الزوار فرصة الاستمتاع وقضاء ليالٍ لا تُنسى.

وتحتضن إيرلندا فعاليات مثيرة على شواطئها ومهرجانات وغيرها؛ فالشعب الإيرلندي يعرف معنى الاحتفال بامتياز، كما يمكن مشاهدة مباراة لكرة القدم الإيرلندية أو الإبحار فوق مرتفعات الجروف البحرية أو لعب الغولف في أروع ملاعب الغولف في العالم.. وتعد إيرلندا وجهة رئيسية لمحبي رياضة الغولف؛ لتميز أرضيتها العشبية؛ إذ تضم أكثر من 400 ناد للغولف وثلث ملاعب الغولف في العالم؛ لتجتذب أكثر من 240.000 لاعب غولف سنوياً من جميع أنحاء العالم، أو مشاهدة سباق للخيول في بلد يعشق الخيول والفروسية.

كما أن الأطعمة في إيرلندا تمكنك من تذوق المنتجات العضوية المحلية الطازجة، والاستمتاع بتناول الأطباق التقليدية الشهية، بدءاً من فنون إعداد السمك الطازج وأشهره السلمون؛ إذ تعد إيرلندا من أشهر الوجهات الأوروبية لمحبي رياضة صيد الأسماك؛ نظراً إلى كونها تتمتع بأنواع مختلفة من رياضات صيد الأسماك؛ ما أكسبها شهرة عالمية، إضافة إلى الأطباق المعدة من البطاطا ذات التميز في الطعم والحجم، إضافة إلى تذوق مهارات جديدة في الطبخ من خبراء يعدون الأميز في هذا المجال.

كما أنك تتمتع برحلة مبهجة حين تستقل سيارتك الخاصة حول إيرلندا عبر طرقات تغطيها السماء؛ لأن التنقل بالسيارة في إيرلندا يتيح لك سهولة التنقل والوصول إلى أماكن بعيدة قد لا تستطيع رؤيتها دون ذلك، واستكشاف المناطق الريفية ذات الطبيعة الساحرة، والشواطئ المهجورة، والجروف الصخرية والتمتع بالقيادة على الطرقات المتعرجة التي تتخلل الطبيعة بمناظرها الخلابة.

ولا تقلق أبداً أبداً؛ فإنه يمكنك استئجار سيارة من أي مكان وبغاية السهولة، وهو ما يُعدّ خياراً صائباً لكسب الوقت، خاصة إن كانت رحلتك لأيام معدودة، فيمكنك استئجار سيارة تاكسي سياحي من أي مكان في مدن إيرلندا، إضافة إلى استخدام (بطاقة دبلن) الخاصة بالمواصلات والتسوق وعدد من العروض.

كما يمكنك السفر إلى إيرلندا مطمئناً وواضعاً في اعتبارك أن مخطط رحلتك حين تنظمه مسبقاً سيكون في راحة مضاعفة؛ إذ يتمتع منظمو الرحلات الجماعية هناك بشهرة عالمية في الموثوقية والجودة والقيمة. والأهم من ذلك.. غالباً ما تكون رحلات كهذه أقل تكلفة من الرحلات الفردية، كما أن الحجز المسبق يحميك من تقلبات أسعار العملات بفضل برامج منظمي الرحلات لضمان الأسعار، ولمعرفة تفاصيل رحلة تغنيك عن المفاجآت المزعجة حيث التخطيط الدقيق لمنظمي الرحلات، ومعرفة مكان إقامتك وطريقة تنقلك لزيارة الأماكن المشهورة، بما يمنحك مزيداً من الوقت تقضيه في التعرف على سحر جزيرة إيرلندا! إذ تعيش اللحظة بفضل خبرة محلية؛ حيث يتمتع منظمو الرحلات بمعرفة وثيقة بالثقافة والتراث والفلكلور المحلي لكل مكان تزوره، كما أنهم يشاركونك الشغف والحماسة في استكشاف إيرلندا، كذلك السفر مع المجموعات يكسبك صداقة لمدى الحياة ومشاركة وتبادل التجارب الفريدة والممتعة مع الآخرين، وهي الهدف من هذه الرحلات الجماعية؛ إذ ستحظى بتكوين صداقات متينة أثناء هذه الرحلات تجعل تلك المغامرات والتجارب الثقافية خالدة في الذاكرة.

لقد تعلمنا من هذه الرحلة كل شيء جميل، وأن التعرف على الصديق الإيرلندي بمثل العثور على صديق طوال الحياة؛ فالإيرلنديون فخورون بصداقاتهم مثلما هم فخورون بأصولهم ولغتهم الجميلة، يتكلمون بإيقاعها الرومانسي والغنائي ولكنتهم المشهورة عالمياً، ولا عجب أن ترى شاباً أو امرأة يتنافس معك بطيبة في التقاط صورة بجهاز جوالك الخاص أو كاميرتك أثناء الاستعداد لتلك اللحظة رغبة منه في عمل المفاجآت المرحة، خاصة إذا علمت أن الشعب الإيرلندي يتخذ أي ذريعة حتى لو كانت صغيرة من أجل إقامة حفلة أو إطلاق ابتسامة لك؛ فالحياة اليومية هناك (مهرجانات).

وفي الختام أشكر الزميل الإعلامي الأستاذ مصطفى الشيخلي من وكالة Four Communications Group في دبي للخدمات الدولية على حُسن متابعته10:42 PM 20/01/2011/2011 وتنسيقه.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة