Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الفراغ
سليم صالح الحريص

رجوع

 

في الفراغ .... يستبد بك الفراغ.... تؤلمك سياطه.

يضع قيوده في يديك.... يكبلك... يعتقل فكرك.. تبحث عن مهرب... تلوذ به... قيود.... قيود... بين أربعة جدران وسور.. تبحث عن حروف... تفتش... تعز عليك... تقف انتظارا..

تنحني لقافية... هاربة ... لا تجيء، وغموض يلفك لدوار يطوف بك حدود المكان لصمت يستفزك... ظلمة تكسوك خيمتها

** في الفراغ أقف .....أتوسط المكان وسط هذا السكون ....أسأل نفسي.. من أكون؟؟؟

من أنا كي أنقش الحروف... اطرز السماء بالنقاط وألوان السطور؟؟

من أكون... كي أقول بأني قادر على ترجمة الصمت وأن أجعل من خيمة الصمت فضاء للكلام؟؟

عابث فيّ هذا الفراغ أعدُّ وليمةَ وأنهي اخرى والفراغ سادر في غيّه.

يفيض بيَ الكأسُ ...

وعلى شفتي ينبتُ السؤال.... ويكثر الإطراق.. والسؤال واقف ينتظر مقدم الجواب... لاجواب إلا انتظار من بحضرتها يتلاشى الفراغ...

** في القلب موج وعلى حد نبضه تتكسر الأمواج ... تعود الى غبّة بحر...ليتجدد المد ومن ثم جزر... وتستيقظ فيه أهازيج البحر.... ترانيم سمسمية... واليامال لكنني أنوء بالأثقال.... بُعدٌ عن ذلك المكان أطوي الشراعَ تارة وأحرك المجداف علني أسير باتجاه شاطئ... يؤمن لي الإرساء... ارتاح من عناء، فلا شيء يقتفي ظلَّنا

**غريبان لا نلتقي .... قريبان نحن....لا نلتقي... ياصرامة العادات ... ما أضيق الفسحة...

** قافيتي لا تجيء.

في الفراغ تشكّل بوحي . تلون حرفي ... واستبد بي الظلام .... وأضرم في خافقي نبضات تستمد من جمرة النار جمرة تطل علي مع تباشير فجري... وأنا واقف أرتجي على سلم الانتظار مقدم ريح ياسمينة يحملها فجر فضح ستر الليل.... انتصب واقفا على شرفة ترقبي..

على شرفة الانتظار حطت غيمةّ حملتها النوارس .. حين ارتحلت ... حين أومأ قلبي لها.... حين فاضت مشاعر وأنا ألوح باليمين وقلت لها سيستبد فيّ الفراغ ويتلبسني هاجس يشط بي بعيدا الى حيث يسكن السؤال هل ملكت انت.. او انت من تملكّه السؤال؟؟

او أنت من استهلت سحب مدامعه وأفاضها همّ الزمان ووجع البعد ونأي المكان؟؟؟

**صدى لصوت لايأتي ولأحرف عصت و القوافي لا تجيء حين يستعصي الكلام.

في خيمة الفراغ رأيت المنافذَ تكتظ بالغُيّاب،

وحيدا أنا ... هناك ... حيث لا غناء... لا أجيد العزف .. لا أحسن الغناء.. يدغدغني صوت إنشادها فألوذبه... يؤنسني

فأجففَ أغنياتي بعد أن ينتصف ليل الشتاء وألوّن هذا الوجوم المعنون بالصمت دون إياب.

وها أنا أرسم، فوق القصيدة .....حلم أنوثتها.

** كنت منتشياً....كلُّ شيء يشي بالفراغ ....

فيا حزنها الليلكي ... تعال ... على مهلْ ....

سيأتي الشتاء ....

أما كان في وسعنا أن نسير . معاً .... كزوج حمام.

ونغفو على حائط الطين؟؟؟

*** لا ... لم يكن غير هذا الفراغ ...

أما كان في وسعنا.. أن نملأ الدنيا ضجيجا ... ونشعل الليل قناديل.... فنسمع المنصتين صوت جيتارة حبنا وعزف قلبينا ونظراتنا التي تبوحُ الكلام .

لعل انحرافات عشقي... خيالات عمري.. جراحي...

جنوني.. صدايَ . الذي عمّق الملحَ فيك...

كنت ألملمُ لي وطناً من رمال .... فصيّرت قلبك لي وطن

فتهب النسائمُ حتى يتيهَ فيّ كل شيء باستثناء حضورك الذي لايغيب

وفي البال قافية لا تجيء.

**في الفراغ اندلاع الحقيقةً، وسط الضباب ...

انحناءاتُ قاماتنا.. لونُنا المتلبس بالغيم ....

عاصفة لا تمرُّ سريعاً.. كأنثى تمرُّ

وتترك، من خلفها، كلُّ هذا الفراغ

تراوغني جاذبيةُ حضورها... ووقارصمتها وانسكاب شهد الحروف حين تلتصق على اللسان.. عندها

أعود وحيداً ... حين تعودين .. ليلفني صمتي ... وصقيع الجدران.... ثم يكبرالسؤال ... الذي ولد من رحم الفراغ.حيث يكبر الفراغ....

في فضاء لاحضور فيه إلا للسؤال.



 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة