Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

إيرادات الأندية ومصروفاتها في زمن الاحتراف

رجوع

 

تعيش أنديتنا بشكل عام أوضاعاً مادية سيئة وليست بحاجة إلى كلام على ورق فإيراداتها لا تغطي مصروفاتها لأسباب كثيرة يسهل حصرها وعلاجها متى ما وجدت النية الصادقة لذلك من كل المنتمين للوسط الرياضي من اتحاد الكرة مروراً بإدارات الأندية إلى الإعلام.

ولن يحدث هذا الأمر إلا من خلال تقنين المصروفات حتى تتناسب مع مداخيل الأندية، إذ لا يمكن أن يغامر أي نادٍ مهما بلغت مداخليه بجل إيراداته من أجل الدخول في مزايدات للظفر بخدمات نجم أو تجديد عقد نجم من نجومه، ومن هنا تحديداً نرى الأندية السعودية قد خرجت عن الواقع والمنطق.

الخلل في الميزانية العامة للنادي سيترك الأثر السلبي على إستراتيجيات وخطط النادي بشكل عام لهذا يظل المال هو عصب الحياة وعنوانها ولن يستطيع أي ناد في العالم أن يقدم أي منجز يفخر فيه أمام أنصاره بدون أن يقدم ميزانية تضمن له تقديم عمل تنافسي حقيقي مع الآخرين.

يمثل ارتفاع أجور اللاعبين في دوري زين ضغطاً مالياً كبيراً على ميزانية الأندية وقد تسبب هذا الأمر بطريقة مباشرة في تدني نتائج المنتخب السعودي ولعلي هنا أرجع بذاكرتي وذاكرتكم للوراء قليلاً وتحديدا الفترة الأولى لرئاسة (منصور البلوي) للاتحاد التي شهدت ارتفاعاً كبيراً لأسعار عقود اللاعبين وأذكر في تلك الفترة تذمر الكثيرين سواء نقاداً أو رؤساء أندية من تلك المبالغ الكبيرة التي كانت تدفع ومدى تأثيرها على مستقبل كرة القدم وهذا فعلاً ما حدث فنتائج المنتخب في السنوات الأخيرة خير دليل على ذلك.

لم يعد اللاعب السعودي يقدم داخل المستطيل الأخضر ما يتناسب مع ما يتقاضاه من مقدمات عقود مرتفعة وهذا الأمر ربما يفسر وبشكل واضح عدم احتراف اللاعب السعودي خارجياً بالرغم من مقدرته الفنية على ذلك والخلل هنا ليس في موهبة النجم السعودي إطلاقاً بل الخلل في التقييم المادي لهذه الموهبة في بورصة الانتقالات الخارجية، لن يستطيع أي نادٍ خارجياً سواء في آسيا أو أوروبا أو أمريكا أن يقبل ويدفع مبلغاً كبيراً في نجم سعودي يرى وفق معايير فنية ذات تصنيف وأبعاد إستراتيجية وميزانيات معينة لا يمكنهم تجاوزها.

إلغاء (المادة 18) من نظام الاحتراف أضر كثيراً بالأندية وأصبح اللاعبون المميزون المطلوبون في كثير من الأندية يبحثون عن مصالحهم ولن يجددوا لأنديتهم إلا بالمبالغ التي يرونها تتناسب مع إمكانياتهم الفنية وعلى أنديتهم إيجاد مفاوض جيد يستطيع إقناعهم بتخفيض المبلغ، أو تأجيل الدفع، أو تقسيط المبلغ، أو سيتجهون إلى الأندية المنافسة عندها ستجد إدارات الأندية مضطرة لقبول كل شروطهم، ولعل تجديد عقد الكابتن (عبدالله شهيل) لاعب الشباب خير دليل على هذا الأمر.

لعل تصريح رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد عندما ذكر بأن البطولة الآسيوية الأخيرة بالدوحة كشفت ما يجب أن تكون عليه عقود وانتقالات اللاعبين السعوديين وقد طبق الهلال فعلا هذا الأمر من خلال رفضه رفع أكثر من مليونين ونصف حصة اللاعب (ياسر الشهراني) إذا ما أراد الانتقال من القادسية للهلال عدا حصة نادي القادسية التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق بين المفوضين بالناديين. في هذا الأمر رسالة واضحة تبنت إدارة الهلال إيصالها لكل الأندية فليس من المنطق أو المصلحة أن تدفع إدارات الأندية مبالغ بالملايين في نجوم لا يقدمون ما يوازي تلك الأرقام ففي السابق كان المنتخب يضم في صفوفه نجوما يتفوقون بمهاراتهم عن هذا الجيل ولا يتقاضون ربع ما يتقاضاه هؤلاء النجوم في هذا الوقت وقد ارتبطت الإنجازات الرياضية السابقة بأسمائهم.

النتائج الإيجابية والسلبية في عالم كرة القدم مرتبطة بالمال إذ لا يمكن أن تتساوى جميع الأندية في نسبة الصرف ولن يحدث هذا الأمر في كل أنحاء العالم لهذا نجد الإنجازات في الكثير من الدول مرتبطة كأعلى تقدير بأربعة أندية فقط والبقية أهدافهم مختلفة وفق إمكانياتها، أندية دوري زين لا تختلف في هذا الجانب بل تعزز هذا الأمر، فمثلاً الهلال ينفق ميزانية تكاد تكون هي الأعلى بين الأندية لهذا ارتبطت مواسمه السابقة بالإنجازات، يأتي بعده الاتحاد ثم الشباب فالنصر والأهلي والبقية تأتي.

لكم أن تتخيلوا لو أن كل أندية دوري بميزانية موحدة ولنفرض مئة مليون ريال سنوياً ترى ما الذي سيحدث؟ وكيف ستصبح نتائج الرياضة السعودية على المستوى القاري والعالمي؟ ما أرمي له من خلال هذه الفرضية هو مساعدة الأندية في التخلص من بعض المواد في نظام الاحتراف التي تتسبب في زيادة مصروفاتها وإرهاقها ماديا (كالمادة 18 مثلا) وكذلك مساعدة الأندية التي لا تملك راعياً رسمياً في إيجاد راعٍ أو تقديم دعم مباشر لها من الدولة حتى تستطيع تقديم عمل يجعل الشركات تبحث عن الأندية والدخول في المجال الرياضي دون خوف أو تردد.

لماذا لا يتبنى اتحاد الكرة فكرة الخصخصة دون أن تفقد الدولة ملكيتها للأندية طالما أمر الخصخصة الحقيقي لم يطبق بعد وقد يستغرق هذا الأمر وقت طويل لوجود بعض المعوقات وذلك من خلال دعوة بعض الشركات أو البنوك للدخول في المجال الرياضي ومساهمتهم في دعم الرياضة في المملكة، رجال الأعمال ورؤساء مجالس الإدارات يجب أن يدركوا أهمية الرياضة وبأنه مجال حيوي ودعمه واجب وطني يفرض عليهم الوقفة الصادقة والحقيقة وتقديم أفكار مفيدة مرتبطة بالدعم المباشر ولن يحدث هذا الأمر إلا من خلال الأندية لما تملكه من شعبية في كل أرجاء الوطن.

سلطان الزايدي

zaidi161@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة