Tuesday  01/03/2011/2011 Issue 14033

الثلاثاء 26 ربيع الأول 1432  العدد  14033

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

آثارنا والعناية بها

رجوع

 

آبار لينة تعتبر عجائب الآبار وأناشد سمو الأمير سلطان بن سلمان التدخل بحمايتها من أكثر الأمور التي تشدنا عندما نسافر خارج المملكة للاستجمام والسياحة هو تنظيم جدول للأماكن التي سوف نزورها ومنها الأثرية التي في هذا البلد وكثيرا ما نجد أن هذه المواقع قد جهزت بشكل لائق لاستقبال السائحين بالمرافق والخدمات المتنوعة مع وجود رسم مالي بسيط للدخول وقس على ذلك أمر السياح عندما يأتون إلى المملكة فقد وضعوا نصب أعينهم الأماكن الأثرية التي يريدون زيارتها فمعظمهم قد سئم من الناطحات ومن المنشآت الخرسانية ويبحث عن أمور ترتبط بالحضارات والآثار القديمة ولكن للأسف يجدون أن ذلك غير متوفر عندنا لعدم العناية بأكثر الآثار، صحيح أن هناك جهودا تبذل في هذا الجانب ولا تنكر ولكن مهما كان فهي قاصرة عن تحقيق جزء بسيط من المطلوب فالمملكة حفظها الله تعج بالكثير من المواقع الأثرية المنتشرة هنا وهناك ومنها ما يرتبط بعصور قديمة جدا ترتبط بزمن ما قبل الميلاد ومن ذلك آبار لينة فهذه الآبار التي تقع بجانب بلدة لينة التابعة لمنطقة الحدود الشمالية تعتبر من عجائب الآبار وكثر ذكرها في العديد من الكتب القديمة ومن ذلك كتاب بلاد العرب للأصفهاني وكتاب معجم البلدان للحموي وهم يذكرون فيها أسطورة قديمة وهي أن من حفرها هم جن النبي سليمان عليه السلام وذلك انه كان في الطريق من بيت المقدس إلى اليمن فعطش الناس فضحك أحد الشياطين وعندما سأله سليمان عليه السلام عما يضحكه قال: اضحك لعطش الناس وهم على لجة البحر فأمر سليمان الجن فحفروا فخرج عليهم الماء، وبغض النظر حول صحة الرواية أو عدمها فالآبار عجيبة في بنائها وطريقتها فقد نحتت في الصخر نحتاً متقنا جداً يصعب الإتيان بمثله في ذلك الزمن الذي كانت فيه آلات الحفر بسيطة وليست متطورة وكان عددها ثلاثمائة بئر كلها منحوتة وبعضها يصل عرض فوهته إلى نص متر تقريبا! وبعد زيارة ميدانية للآبار بعد السماح بها للأسف وجدنا أن المتبقي الآن عدد قليل فالبعض ردم والبعض انسد من الركام وعدم العناية بل وجدنا ما هو اشد وأنكى فقد أصبح ما تبقى من هذه الآبار في مخطط للبيع بل إن بعض الآبار أصبحت في داخل منشآت حكومية وردمت ومن ذلك مستوصف لينة! وبعض الآبار المتبقية جعل كحفرة للصرف الصحي أو مكباً للنفايات والمخلفات في ظل الغياب الكبير من الجهات المعنية بهذه الأماكن والآثار التاريخية وفيما لو تم بيع أراضي المخطط لا قدر الله فستكون آبار لينة التاريخية من الأساطير ومن الأماكن المندثرة! التي ليس لها على الواقع دليل فقط في غياهب الكتب، ولو تم تجهيز هذه الأماكن وتهيئتها وتجهيزها لاستقبال العديد من الزوار والسائحين والمهتمين بهذه المعالم والآثار التاريخية لعاد هذا الأمر بالخير على أهل المنطقة وعلى الجهات المعنية ممثلة بهيئة السياحة والآثار في بلادنا.

وعليه أناشد كل مهتم ومطلع ومن بيده القدرة على فعل شيء وعلى رأسهم سمو سيدي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز التدخل لوقف الضرر الذي سيلحق بهذه الآثار القديمة فوالله أن تذهب هذه الآثار وتضيع ستكون أمر عظيم لن يغفره التاريخ ولن يمحى أثره بسهولة وهو مدعاة إلى التعدي على غيرها. والله الموفق.

خليف بن عبدالرحمن العيدمحافظة الزلفي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة