Sunday  06/03/2011/2011 Issue 14038

الأحد 01 ربيع الثاني 1432  العدد  14038

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

التلكؤ والتخاذل في أداء الواجب الذي تفرضه الأحداث يجعلان من المتخاذل شريكاً في الجريمة.

هذا بالضبط ما يراه الليبيون في مواقف الغرب الذين يتفرجون على المذابح والجرائم التي ترتكبها كتائب القذافي وطيرانه الحربي والمرتزقة الأفارقة.

الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والذراع العسكري للغرب (حلف الناتو) قادرون على وقف حمام الدم الذي ينفذه القذافي، والذي سيتسع أكثر فأكثر إن لم يجد من يوقف إجرامه. فالليبيون الذين لا يريدون تدخلاً عسكرياً على الأرض، لا يريدون استبدال القذافي بهيمنة استعمارية، ولكن باستطاعة أمريكا والغرب أن يوقفوا إجرام القذافي ومرتزقته من خلال منعه من استعمال أدوات التدمير التي يمتلكها.

ففرض حظر جوي على سماء ليبيا يوقف المجازر التي تحدثها الطائرات المقاتلة، مثلما حصل مساء الجمعة حينما دمَّر صاروخان مستودعاً للذخيرة في بنغازي، حيث تناثرت الجثث خارج المستودع وازدحم الجرحى في مستشفيات المدينة.

كما أن تدفق المرتزقة الأفارقة الذين وجدوا عملاً يدر عليهم الأموال يعيثون فساداً في ليبيا. وهؤلاء المرتزقة معروف من أين يأتون والطرق التي يسلكونها. والغرب وأمريكا بالذات لديهم الوسائل لصد تحركات هؤلاء، إلا أن الغرب لا يريد وقف الطيران العسكري الليبي ولا تدفق المرتزقة الأفارقة، لأن الغرب لا يريد أن يظهر وكأنه من يحرك الأوضاع في ليبيا، ولا يريد أن يعطي ذريعة للقذافي وغيره من الحكام الذين تعرضوا للتغيير بأن يقولوا إن التدخل الأجنبي هو الذي أسقط حكمهم.

الأمريكيون والغرب عموماً يعرفون أن ليبيا لا تمتلك دفاعاً جوياً قادراً على منع الغرب أن يفرض سيطرته على سماء ليبيا. ويعرفون أن الحدود الليبية مع دول الصحراء الجنوبية مالي، النيجر وتشاد مفتوحة ولا تحتاج سوى المراقبة والتعرض لقوافل المرتزقة، إلا أن مصالح الغرب لا تتأثر بدماء الليبيين مهما سالت على شعابها وصحرائها، فالنفط لدى الغرب أزكى وأهم من دماء كل العرب وليس الليبيين وحدهم..!!

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
النفط أزكى رائحة من دم العرب
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة