Wednesday  06/04/2011/2011 Issue 14069

الاربعاء 02 جمادى الأول 1432  العدد  14069

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ندوة الجزيرة

 

مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان يتحدث تحت قبة «الجزيرة» 1 - 4
صحيفة «الجزيرة» ساهمت في بناء الوعي الجديد بدور الجامعة.. ولا يمكن تطوير التعليم بالأكاديميين فقط

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

الرياض-الجزيرة

عقدت صحيفة «الجزيرة» ندوة استضافت فيها مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان ولفيفاً من قيادات ومسؤولي الجامعة، حيث كان في استقبالهم رئيس التحرير خالد المالك وأسرة تحرير وكتاب الصحيفة، وقد سلطت الندوة الضوء على واقع منظومة التعليم العالي بالمملكة، وكذلك الحراك الذي تشهده جامعة الملك سعود على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وخططها المستقبلية، إضافة إلى ما حققته الجامعة من مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية المختلفة، ودورها في خدمة المجتمع السعودي، تلاها نقاشات وتساؤلات، طرحتها أسرة تحرير»الجزيرة» وكتّابها حول مستقبل التعليم العالي وسبل تطويره وعلاقته بتحديث المجتمع السعودي والعقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق ذلك، ولأهمية وثراء النقاش ارتأت صحيفة «الجزيرة» أن يتم نشر هذه الندوة على حلقات متتاليه نبدأ الحلقة الأولى منها في عدد اليوم.

صراحة معهودة وإنجازات مشهودة

استهل رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك اللقاء بكلمة رحب فيها بالضيوف قائلا: بداية نرحب بمعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان وزملائه، وقد اعتدنا من جامعة الملك سعود وقياديها على الشفافية والوضوح وتقبل الرأي الآخر وهو ما يفتح لنا المجال وبلا مجاملة في أن نطرح ما نشاء وكلي ثقة أن الدكتور عبد الله العثمان سيكون ومساعدوه سعداء بمثل هذه الصراحة والوضوح، وأضاف: الجامعة قدمت الكثير من الإنجازات في هذه الفترة الزمنية القصيرة تحت إدارة الدكتور العثمان وما زال المشوار طويلا، كما هو الحال بالنسبة لكل المؤسسات والأجهزة الحكومية والخاصة في المملكة العربية السعودية وفي تقديري أن البناء والإنجاز والتطور الحقيقي لكل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ازدهرت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث شهدت قطاعات التعليم في عهده الكثير من الإنجازات بدليل عدد الجامعات التي أنشئت في هذه الفترة الزمنية القصيرة منذ توليه الحكم - حفظه الله - ويكفي القول إن جامعة الملك سعود أنشئت تحت مظلتها الكثير من الجامعات والكثير من الفروع في عدد من المحافظات آخرها في الخرج والمجمعة وفي شقراء وكثير من الجامعات، ستولد إن شاء الله من رحم جامعة الملك سعود.

كنت أتحدث قبل اللقاء مع معالي الدكتور العثمان حول الميزانيات الضخمة، وعن استحواذ الجامعة على 1.8% من ميزانية الدولة وطبعا هذا رقم ليس قليلا خصوصا عندما نعرف حجم ميزانية المملكة هذا العام وكل عام طبعاً هناك شراكة حقيقية بين جامعة الملك سعود وصحيفة «الجزيرة» يتمثل ليس فقط في كرسي «الجزيرة» وإنما أيضاً في التعاون الدائم مع مدير الجامعة ووكلائها ومسؤوليها وحقيقة كل ما نطرحه عليهم من عمل أو تعاون لخدمة هذه الشراكة دائماً نجد أن الآذان مصغية والصدور مفتوحة للتجاوب، واختتم المالك كلمته قائلاً: أهنئ معالي الدكتور العثمان على التجديد له مديراً للجامعة لفترة جديدة وهو ما يعطيه فرصة لتقديم مزيد من الإبداع والنشاط وإضافة الكثير من الأفكار الخلاقة والإبداعية التي رأينا بعضها في السنوات الأربع الماضية، وسنرى إن شاء الله بمساعدة إخوانه وزملائه وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وبقية أساتذة الجامعة وإدارييها ما يرفع الرأس ويضيف إلى هذه الجامعة العريقة الجامعة الأم المزيد من الإنجازات.

أشكركم على إصغائكم وأرحب مرة أخرى بمعالي مدير الجامعة وبقية الضيوف الذين أسعدونا، والزيارة حقيقة لم تكن لهذه الندوة وهي ما فوجئ به مدير الجامعة والكوادر القيادية فيها لأن الزيارة كانت في سياق التنسيق والدعم لتعاون «الجزيرة» مع الجامعة لكننا أردنا أن نستأثر بهذه الفرصة ومعرفة بعض ما لدى مدير الجامعة ومسؤوليها من خطوات قادمة تصب في مصلحة الجامعة ومصلحة التعليم العالي في المملكة وبالتالي كانت هذه الندوة التي نأمل أن نخرج منها بحصيلة جيدة.

المعرفة ومستقبل الأجيال المقبلة

من جانبه ثمن معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان لصحيفة «الجزيرة» هذا اللقاء قائلاً: في البداية أحب أشكر الأستاذ خالد المالك وزملاءه في الجزيرة وفعلا هي مفاجأة سارة أن ألتقي بهذه الكوكبة من الإعلاميين، ولا أخفيكم سراً وليس غروراً أني أشعر لأول مرة بخفقان بالقلب أمام هذه النخبة الكبيرة التي كنت أتمنى منذ وقت طويل أن أحظى بشرف لقائها لسبب واحد هو أن منظومة البحث العلمي والتعليم العالي بالمملكة لن يطورها مجموعة من الأكاديميين المنكفئين على أنفسهم فقط بل يجب أن نكون جميعا شركاء حقيقيين في تطوير هذه المنظومة، وللإعلاميين دور رئيس في ذلك من خلال تسليط الضوء وطرح القضايا للنقاش للخروج بأفضل النتائج، وأضاف د.العثمان: صحيفة «الجزيرة» لعبت دوراً كبيراً في بناء الوعي الجديد بدور الجامعة ونحن ندين بالفضل في ذلك بعد الله لها، ونفتخر بشراكتنا مع صحيفة بحجم ووزن «الجزيرة»، وأوضح العثمان: لابد وأن نلتزم بالشفافية المطلقة فالوطن اليوم لا يحتمل 99.99 % من الحقيقة بل يجب أن نسمع الحقيقة 100 %، مبينا إذا أردنا أن نحافظ على هذا المنتج الوطني الكبير ونستمر في المنافسة مع الآخرين ونحفظ حقوق الأجيال القادمة ليس لنا خيار بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلا بتطوير منظومة التعليم والانتقال الحقيقي من تعليم تلقيني بالإكراه إلى تعليم تفاعلي بالتشويق وهذا ما سلكته الدول المتقدمة.

وقال مدير جامعة الملك سعود: سيكون حديثي اليوم لكم عن ثلاث دوائر، وهي الدائرة العالمية ثم المحلية ثم دائرة جامعة الملك سعود، اليوم نطرح أسئلة إستراتيجية وهي أين مكان المملكة العربية السعودية في مجال البحث والتطوير؟، والسؤال الثاني ما هي الخاصية المرتبطة بدول العالم المتقدم وبالتالي إذا توفرت بالمملكة نستطيع أن نقول إن هذه الدولة متقدمة أو غير متقدمة؟ أهم هذه الخصائص هي إنتاج المعرفة. ففي الوقت الحالي لا يمكن أن نكون من ضمن دول العالم المتقدم ونحن مستهلكون للمعرفة، إذا لم تكن منتجاً ومصدراً ومولداً للمعرفة فأنت من العالم الثالث الذي يعتمد على الآخرين، والشيء الثاني لابد وأن ندرك جميعاً خصائص الفترة الزمنية التي نعيشها، فالقرن الحادي والعشرون ليس امتداداً طبيعياً للقرن العشرين ولا يربط بينهما إلا صفة الزمن، ولكي أكون دقيقاً جداً أستطيع أن أجزم أن الله سبحانه وتعالى في هذا القرن قد نقل كثيراً من أرزاق الناس من باطن الأرض الذي ينضب إلى العقل البشري الذي لا ينضب ومن هذا المنطلق جاء مصطلح جديد وهو «الاقتصاد المعرفي»، وعن مستقبل البلاد ورفاهية الشعوب أوضح الدكتور العثمان: أي دولة تريد أن تحافظ على رفاهية شعوبها أو أفرادها أو أجيالها القادمة يجب أن تكون دولة منتجة للمعرفة، والسبب أن المعرفة هي التي أصبحت تجسد الفجوة بين الرفاهية والفقر، مشيراً إلى أنه يجب أن نستذكر النجاح الكبير لبعض دول جنوب شرق آسيا، هذه الدول قبل 35 عاماً لم تكن «عالة» على الدول المتقدمة فقط ولكنها كانت «عالة» على دول العالم الثالث أيضاً، وسأضرب مثلاً بكوريا الجنوبية، وأتمنى أن تتخذ المملكة من كوريا الجنوبية شريكاً إستراتيجياً في الاقتصاد المعرفي، مبيناً: كوريا الجنوبية تلقت التبرع الأول في السبعينيات وكان هذا التبرع من المملكة في عهد الملك فيصل «يرحمه الله» وهم يعترفون أن المملكة العربية السعودية لعبت دوراً إستراتيجياً في النهضة الكورية الجنوبية وخصوصاً في الطفرة الأولى، ما هو الفرق الذي نقل كوريا الجنوبية من دولة لا يتعدى دخلها 10 مليارات دولار في السبعينيات ودخل المواطن لا يتعدى دولاراً في اليوم ومن دولة بها فقر مدقع حقيقي إلى دولة تحتل اليوم المرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم؟ الفرق باختصار أن النشر العلمي النوعي كان لا يتجاوز 300 ورقة علمية في ال «آي أس آي» في السنة، واليوم تجاوز النشر العلمي لكوريا الجنوبية في 2009م 35 ألف ورقة علمية في ال»آي أس آي» والأخير هو معهد متخصص لتصنيف المجلات العلمية الراقية، وزاد معالي مدير جامعة الملك سعود: كان العلم العربي عندما كان الكوريون ينتجون 300 ورقة ينتج 7 آلاف ورقة، وخلال أقل من 35 عاما تضاعف الإنتاج الكوري قرابة 100 أو 120 مرة، بينما العالم العربي تضاعف إنتاجه العلمي تقريبا ثلاث مرات ولكن للأسف الشديد لا زالت بحوثه للرفوف وليست بحوثاً منتجة لها قيمة مضافة، وعن خصائص النشر العلمي في كوريا الجنوبية، قال الدكتور العثمان: خصائص النشر العلمي في كوريا كانت تحقق ثلاثة أهداف، أولها خدمة البشرية عن طريق الميديكال ديسكفري وثانياً أن يكون له قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ثم قيمة مضافة إلى الأمن الوطني الكوري الجنوبي.

والآن تحتل كوريا الجنوبية المرتبة رقم 3 في تسجيل براءات الاختراع بعد أمريكا واليابان، وانعكاس ذلك نستطيع أن نلمسه عندما نعرف أن الناتج المحلي وصل 1.3 تريليون دولار مع التأكيد أنه ليس لباطن الأرض أي فضل في هذا الرقم، وتابع مدير جامعة الملك سعود أن المواطن الكوري الجنوبي ونتيجة لهذا الرقم تضاعف دخله 100 مرة. حيث بلغ أربعة آلاف دولار شهريا، بينما جيرانهم في كوريا الشمالية لا يزالون يقتاتون على 30 أو 40 دولاراً بالشهر.

ويتابع معالي الدكتور العثمان: من أين أتت هذه الثروة؟ جاءت من تقنيات حولت براءات الاختراع إلى قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وهو ما جعل الكوريين الجنوبيين يسيطرون على السوق العالمي في ذاكرة الحاسبات الرقمية حيث إن 60 % من المبيعات العالمية في هذه التقنية من كوريا الجنوبية و60 % من مبيعات السفن وبخاصة العملاقة من كوريا الجنوبية و33 % من تقنيات الجوال، من كوريا الجنوبية وأكثر من 30 % من تقنيات التلفزيون كذلك من كوريا الجنوبية، مع الأخذ في الاعتبار أن خصائص الأرض الكورية الجنوبية لا تساعد حتى في التنمية.

وأضاف: إحدى المبادرات التي نفذتها كوريا الجنوبية في عام 1970م، وهو نفس الوقت الذي أسست فيه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كان المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتقنية «كايست».

هذا المعهد وفي أقل من 35 عاماً أصبح حالياً مسؤولاً عن خريجي 20 % من العلماء الكوريين الجنوبيين بالإضافة إلى العامل الآخر وهو وجود 190 ألف «فل تايم» يشتغلون في ال»أرأند دي سنترز»، ويوضح الدكتور العثمان: سامسونج الآن وهي شركة واحدة أرباحها بلغت 68 مليار دولار خلال العام الماضي.. لماذا؟ لأن 20 % من العاملين في ال»أر أند بي سنترز» يعملون لصالح هذه الشركة بعدد 40 ألف موظف، لكن أين فروع هذه الشركة؟ تقع فروعها في الجامعات الكورية، والشيء الجميل في هذا البلد أنه يوفر مرونة مطلقة للجامعات فهي عبارة عن مؤسسات مستقلة استقلالاً شبه تام وبالتالي يتوفر مصطلح الحرية الأكاديمية التي تعطي الأصالة والابتكار، وأبان: إذا كان هناك مفهوم للحرية الأكاديمية في العالم العربي فإنه يختزل في انتخابات العميد أو انتخابات رئيس القسم.

ويشير مدير جامعة الملك سعود إلى أن رؤساء الجامعات في كوريا الجنوبية عملوا مهندسين في الجبيل خلال الطفرة الأولى، ومنهم مهندس يدعى كو ماين يشغل حالياً منصب رئيس إحدى الجامعات الكبرى هناك، مبيناً: لا شك في أنهم تلقوا مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يستدل عليه من خلال تولي فائز بجائزة نوبل أول فترة رئاسية للمعهد الكوري المتقدم «كايست» حيث اعتمدوا على استقطاب العقول المبدعة ولم يمارسوا الانغلاق المجتمعي لأنهم مؤمنون بأن المعرفة ليس لها جنسية ولا دين وهو ما يستدعي أن نكون منفتحين على الآخرين ونتفاعل معهم بإيجابية فهم يستفيدون ونحن أيضا نستفيد، لأننا في المملكة بالغنا في خصوصية وانغلاق المجتمع، وفوتنا على أنفسنا فرصاً كبيرة.

مصادر الثروة في القرن ال( 21)

وحول أبرز سمات القرن الحالي، يقول الدكتور العثمان: إن مصادر الثروة في هذا القرن تتوفر من مصدرين رئيسين هما الجيل المتعلم والأفكار الإبداعية ولنا أن نذكر أن وادي السيليكون بأمريكا الذي تم تدشينه في الستينيات بولاية كالفورنيا هو من أنتج الشركة العملاقة جوجل وغيرها، ونستطيع أن نستخلص مفهوم الاقتصاد المعرفي ببساطة من خلال ما يسمى «الفيس بوك» الذي اخترعه طالب لم يستطع أن يسدد رسومه الدراسية في جامعة هارفارد وحالياً هذا المنتج قيمته تعادل ميزانية 10 دول عربية كما أن 57 % من الاقتصاد العالمي عبارة عن اقتصاد معرفي، وشدد الدكتور عبد الله على أن أي دولة ستعتمد على الموارد الطبيعية تعتبر كسولة وشعبها أيضا كسول كونها ربطت وجودها بهذه السلعة متى ما نضبت تعود إلى الخلف للمربع رقم واحد، لذا يجب أن تكون المملكة العربية السعودية دولة منتجة ومولدة ومصدرة للمعرفة.

ويعزي الدكتور العثمان مشكلة تأخر التعليم والبحث العلمي بالمملكة إلى المجتمع ككل وليس الجامعات فقط ويقول: تقتضي الشفافية الاعتراف بأن سبب تأخر التعليم العالي والبحث العلمي بالمملكة ليست مشكلة الجامعات فقط بل أيضا، مشكلة مجتمع والسبب هو أن التعليم الجامعي في المملكة مقسم إلى ثلاث مراحل (حسب وجهة نظري) الأولى من وقت تأسيس جامعة الملك سعود إلى تقريبا العام 1992م ثم المرحلة الثانية من 1992 إلى 2006-2007م، والثالثة من 2007 إلى الوقت الحالي، وتميزت المرحلة الأولى بالإبداع والتميز كون جامعة الملك سعود كانت تقود حركة التنوير الثقافي بالمملكة حيث تخرج منها الوزراء والمثقفون والمهندسون. واليوم أحد مفاخر جامعة الملك سعود أن أكثر من 25 أو 30 % من العاملين في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص بالمملكة، من خريجي جامعة الملك سعود وذلك بحكم العمر الزمني وبداية التأسيس، لكن (والكلام للدكتور العثمان) لماذا انكفأت جامعة الملك سعود بدءاً من العام 1992م؟ أنا لا أحمل مسؤولية ذلك لا لمدير الجامعة ولا المجتمع لكن هناك عوامل أخرى أدت إلى انتكاس الجامعات واحد منها قلة عدد الجامعات في المملكة، وهو ما أدى إلى تحول مفهوم الجامعات إلى ما يسمى «بالثانويات المكبرة» وهذه هي الحقيقة فعندما يطلب من الأستاذ الجامعي وفق نظام التعليم العالي الذي أقر في عام 1994م أن يقوم بتدريس 14 ساعة في الأسبوع كيف يكون باحثا أو منتجا؟ وأوضح الدكتور العثمان أن خدمات ومهام الجامعة تعطلت حيث من المفترض أن تكون مهامها بالإضافة إلى الوظيفة التعليمية مهمة البحث العلمي وخدمة المجتمع والتنمية غير أنها ركزت فقط على الوظيفة أو الخدمة التعليمية، ويقول الدكتور العثمان: لقد كان عدد خريجي الثانوية العامة في عام 1400هـ لا يتجاوز 70 ألفاً، وفي العام 2000 وصل إلى 123 أو 125 ألف طالب، وفي 2010م وصل العدد إلى 235 أو 240 ألفاً، والآن تجاوز العدد 300 ألف طالب، هذا العدد الكبير في ظل انعدام بدائل للتعليم فوق الثانوي في المملكة حول الجامعات إلى مؤسسات للتعليم فقط فبدلا من أن تكون النسبة من أستاذ إلى طالب 1-5 في الطب و 1- 12 في الهندسة اختلت النسبة ووصلت 1 - 70 و1-80.

برنامج إستراتيجي وأحلام جنونية

ويستطرد مدير جامعة الملك سعود: لا يمكن في بلد (قارة) مثل المملكة العربية السعودية أن يكون لدينا فقط 3 آلاف مبتعث و8 جامعات و15 محافظة يخدمها التعليم العالي ولدينا 76 كلية وعدد خريجي القانون في 2005 تجاوز 200 ألف. وكانت الضحية جامعة الملك سعود بحكم أنها في العاصمة وهي الجامعة الوحيدة التي تشرفت بتنفيذ أوامر سامية بمضاعفة القبول، وزاد الدكتور العثمان: لابد وأن نسجل لهذا الرجل العظيم الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه راعي العلم والتعليم فعندما وضعنا في وزارة التعليم العالي وكنت وقتها وكيلاً للوزارة وكان الملك عبد الله ولياً للعهد خطة مكونة من 6 برامج للنهوض بمنظومة التعليم تتضمن أولاً جامعات المناطق. ثانياً خطة إستراتيجية على المدى الطويل. التعليم العالي الأهلي. برنامج الابتعاث. برنامج وظائف المعيدين، وبرنامج لحوافز أعضاء هيئة التدريس وذهبنا حينها بهذه الطلبات إلى ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز وكانت الإحصاءات تقول إنه يوجد 8 جامعات. 15 محافظة. 76 كلية. فاتورة التعليم العالي لا تتجاوز 4 آلاف مليون. 3 آلاف مبتعث. وظيفة معيد غير واضحة. 60 أو 70 % من مدرسي الجامعات السعودية أعمارهم فوق الـ(50) عاماً تحولوا إلى مدرسي ثانوية عامة وقلت للأمير عبد الله وكان عائداً لتوه من زيارة الأحياء الفقيرة ومعه الدكتور علي النملة: علاج مشكلة الفقر وزيادة الانتماء لدى أبناء الوطن يكمن في المنظومة التعليمية حيث كان الكثير من أبناء المملكة في ذلك الوقت يدرسون في الأردن واليمن وقلت للملك الجامعات الأهلية هي الرائدة في العالم ولكن لا يوجد لدينا أوقاف ونحتاج إلى هذا النوع من الجامعات، وأعضاء هيئة التدريس محبطون بسبب تدني حوافزهم وفي جامعة كجامعة الملك سعود نحتاج إلى 700 معيد، وعرضنا المشروع كاملاً.. ولم يزد رده حفظه الله على أن قال: أريد تنفيذ كامل هذا المشروع بشرط أن تكون التخصصات مرتبطة بسوق العمل، وأقول لكم الآن أنه بعد هذا اللقاء أصبحت الإحصاءات 33 جامعة بدل 8 جامعات ثلاثة آلاف مبتعث أصبحوا 114 ألف مبتعث. 15 محافظة وصلت إلى 92 محافظة. 96 كلية زادت لأكثر من 500 كلية وبها كليات نوعية كان لدينا 6 كليات طب اليوم صاروا 121 ثلاث كليات حاسب وصلت لأكثر من 233 كان لدينا كلية صيدلة واحدة في الرياض اليوم أصبح لدينا 19 وتضاعفت الأرقام بشكل كبير جداً.. ولكن.. هل هذا كاف؟ أجيبكم: لا.. فالمملكة تحتاج اليوم إلى 50 جامعة إذا كنا نريد أن ندخل مجتمع المعرفة لكي ننتقل إلى اقتصاد معرفة، في ظل هذه التغيرات من زيادة عدد المحافظات وزيادة عدد الجامعات والكليات.. أصبح هناك سؤال إستراتيجي أمام جامعة الملك سعود بدأ يتنامى في نهاية 2007 وبداية 2008 وهو الحراك التطويري الذي بدأ قبل 4 سنوات متمثلاً بالسؤال. هل يليق بجامعة الملك سعود بعد هذه الزيادة في الأعداد أن تمارس دور جامعة تقليدية.. أم تكتشف نفسها من جديد؟ وتأخذ لها وظيفة جديدة تليق بإرثها وتخدم الوطن؟ وكانت الإجابة: يجب أن تعيد جامعة الملك سعود صياغة رؤيتها من جديد، ويضيف الدكتور العثمان: قضينا أول ثلاثة شهور في دراسة تجربة أكثر من 39 جامعة في 13 دولة متقدمة ونبحث عن سر تميزهم.. بماذا تميزت هارفارد؟ بماذا تميزت بيركلي؟ لماذا الجامعة الوطنية السنغافورية كانت قبل 30 سنة فرعاً للجامعة الماليزية وأصبح لها كلية هي رقم 8 على مستوى العالم؟ وعكفنا على البحث حتى توصلنا إلى خصائص جامعة القرن الواحد والعشرين.

وأوضح الدكتور العثمان: يجب أن تكون أحلامنا في المملكة العربية السعودية أحلاماً جنونية ومن مواصفات الأحلام الجنونية هو الإجماع على التشكيك في تحقيقها.. إذا لم تحلم دولة احتياطاتها النقدية 1.7 تريليون ريال ودخلها 1.3 مليار دولار يومياً، إذا لم تحلم دولة لديها رجل عظيم مثل عبد الله بن عبد العزيز فمن الذي يحلم؟.. والفرص لا تتكرر.. جامعة الملك سعود درست متغيرات البيئة المحلية ومتغيرات البيئة العالمية ووجدت أنه حتى تكون مؤثرة وصانعة للمعرفة يجب أن تتوفر أربع خصائص الأولى: أن لا تكون جامعة تعتمد على موارد الدولة حتى ولو كانت الدولة غنية لأننا وجدنا أن هارفارد تعتمد على نفسها 100 % وستانفورد تعتمد على نفسها بنسبة 72 % والجامعة الوطنية السنغافورية تعتمد على نفسها بنسبة 50 % رغم أن الأخيرة جامعة حكومية وبالتالي الجامعة الرائدة التي تريد ن تحلم يجب أن تحرر نفسها ولا تكون رهينة لسعر برميل الزيت.. والثانية ترسيخ مفهوم أن المعرفة ليس لها جنسية ولابد وأن تتفاعل مع العالم ولا يجب أن تغرق في الخصوصية لأننا وجدنا أن الجامعة الرائدة هي التي تمتلك القدرة على استقطاب واستبقاء المبدع والمتميز بصرف النظر عن جنسيته وعلى سبيل المثال جامعة ستانفورد 70 % منها غير أمريكيين، الخاصية الثالثة وهذه غير موجودة في جامعاتنا أن تكون العلاقة بين العاملين في الجامعة والجامعة علاقة تعاقدية مرتبطة بفترة زمنية تجدد أو تلغى بناء على الإنجاز مع ضرورة وجود مرجعية عليا للجامعة تتمثل في مجلس أمناء.

****

مسؤولو وقيادات جامعة الملك سعود الذين حضروا اللقاء

حضر اللقاء عدد من مسؤولي وقيادات الجامعة وهم:

وكيل الجامعة الدكتور عبدالعزيز الرويس.

وكيل الجامعة للتطوير والجودة الدكتور حمد محمد آل الشيخ.

وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالله بن سلمان السلمان.

وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي سعيد الغامدي.

وكيل الجامعة لشؤون الفروع الدكتور محمد بن يحيى الشهري.

وكيل الجامعة للمشاريع الدكتور مساعد بن عبدالله المسيند.

وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية الدكتور حمد بن زيد الخثلان.

أمين عام أوقاف الجامعة والمدير التنفيذي الدكتور عبدالرحمن حمد الحركان.

مستشار مدير الجامعة للمشاريع الدكتور خالد فهد الشدي.

يتبع الجزء الثاني

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة