|
جدة - عبد القادر حسين - تصوير محمد شاجع
تتأرجح أحياء جنوبي جدة بين بواعث الأمل ببداية أعمال ترميم للشوارع، وشكاوى من عدم دخول مواقع دائرة الاهتمام حتى أمس، وسط مطالبة سكان أحياء: الكرنتينة، غليل، القريات، الهنداوية، والجامعة بالإسراع في وضع الدواء لتخفيف آلام جروح عروس البحر الأحمر. ورغم أن أمطار وسيول الكارثة الثانية في جدة بدأت تنساها ذاكرة الورق إلا أن ذاكرة الأرض ما زالت تحتفظ بالكثير، من تلك الآثار التي تسهم في انتشار الأمراض، وتعيق الحركة وتفسد المركبات.
(الجزيرة) وقفت على أوضاع الأحياء والشوارع جنوبي جدة واختصار ما يطلبه الناس هناك التحرك سريعاً لتجفيف برك المياه الراكدة وإصلاح الشوارع التي كسرتها آثار الأمطار والسيول.
جولة (الجزيرة)
واشتكى عدد كبير من سكان حي الهنداوية ووسط البلد من تدفق مياه المجاري بشكل كبير داخل منازلهم بعد تضررهم من السيول الأخيرة التي هطلت على جدة وتسببت في تدمير كثير من المنازل والشوارع مما دفع بكثير من شبكات مياه المجاري بالتدفق بشكل كبير في كثير من الأحياء المختلفة ومنها حي الهنداوية الذي يعاني كثيراً من هذه المشكلات.
وأبدى مجموعة من سكان الحي إنها سببت الخسائر الكبيرة لهم على الرغم من المحاولات التي تقوم بها الشركة المسؤلة عن المجاري والتي أصبحت غير قادرة على عملية التحكم في طفح المياه في العديد من الشوارع مسببة الروائح الكريهة والأمراض المختلفة من ترك مياه المجاري في الشوارع لأكثر من أسبوع. يضاف إلى تكسر كثير من الشوارع وكثرة الحفر التي أصابت السيارات بالتلفيات والأضرار الكبيرة.
وقد قامت (الجزيرة) بجولة على الحي للتعرف على المشكلة بعد الأمطار الأخيرة والسيل الذي أصاب الأحياء الشعبية بالشلل التام وأصابها بالكوارث والخسائر لكثير من الناس القاطنين في هذه الأحياء.
ووجد من خلال الجولة إن هناك كثيراً من مياه المجاري التي أغرقت العديد من الشوارع الرئيسة بحي الهنداوية وتسببت في خسائر كبيرة جداً لكثير من أصحاب المنازل والمحلات التجارية والتي قامت بإغلاق محلاتها بسبب تدفق مياه المجاري إلى داخل المحلات مسببة الأمراض الوبائية والأمراض لكثير من المشترين.
وأدى تدفق مياه المجاري وبقايا مياه الأمطار في شارع الملك خالد وفي شارع الذهب وفي داخل الحي إلى تضرر منازل سكان الحي بأضرار كبيرة جداً في الممتلكات، حيث تدفقت إلى داخل المنازل مما آدت إلى عدم مقدرة السكان على الخروج مما أصابهم بالخوف الكبير من انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة لأطفالهم بعد أن بدأت كثير من الحشرات الخطيرة في التدفق إلى هذه المياه التي أصبحت راكدة وتشكل خطراً كبيراً على أرواح الأطفال والأسر في حي الهنداوية.
حديث السكان
تحدث أحد سكان الحي ويدعى أحمد محمد: إننا أصبحنا نعيش في عالم كله مجار وأمراض، وأصبح الشخص منا لا يستطيع أن يذهب أو يتحرك نتيجة مياه المجاري المنتشرة في الشوارع وبخاصة جوار مسجد اللامي وبجوار العديد من المحلات التجارية. وأضاف أن شركة الصيانة التي تتولى الموضوع منذ ما يقارب سنتين لم تستطع أن توجد أي حل لهذه المشكلة التي كانت بسيطة جداً حتى وصلت إلى مرحلة خطيرة من شارع صغير إلى شوارع رئيسة تمثل شرياناً هاماً في حي الهنداوية وبها كثافة سكانية، مسببة عدم مقدرة الناس على العبور في الشوارع، وكذلك مدى الضرر الذي يسببه مرور السيارات لدرجة أن هناك كثيراً من الناس أصبحوا يذهبون إلى المساجد بسياراتهم ولا يستطيعون السير قدماً إلى المساجد بسبب مياه المجاري. من جانبه قال حمود الشطيري أحد شيوخ الحي إن هناك العديد من المشكلات التي تواجه حي الهنداوية خصوصاً بعد أن سكنها كثير من الأفارقة والبنجاليين والمتخلفين وأصبحت بؤرة لكثير منهم في عمل مشكلات وجرائم أخلاقية، وقال: إن كثيراً من المياه التي تتدفق في الحي إنما هي نتيجة الإهمال الواضح، ونحن كنا في السابق لا نعاني من هذه المشكلات والآن تجد الشوارع فيها مياه المجاري الأمطار تتجمع فيها المياه بشكل كبير مما تسبب في انتشار الحشرات والبعوض وغيرها، وهذا خطر على حياة الناس، وطالب أن يكون هناك اهتمام من الأمانة حول الحي وأن تسعى لأن تحل المشكلات بشكل سريع.
ووصف فيصل وسعود الشطيري من سكان الحي أن حي الهنداوية ما زالت المشكلات فيه على الرغم من أن كثيراً من الإصلاحات التي تمت ولم تغير شيئاً لأن الحي يحتاج إلى إعادة تأهيل من جديد أو إزالة، وذلك لكثرة المتخلفين في الحي، وأصبح الحي يسكنه شريحة كبيرة من الأفارقة والهنود والصومالية الذين يقومون بعمل أشياء غير نظامية بالإضافة إلى رمي المخلفات في الشوارع الأمر الذي يسبب كثيراً من الأمراض للسكان.
وقال زكي حسين وعبدالله الشافعي من سكان الحي: إننا يومياً نعيش في حالة من الوحل والأمراض بسبب الروائح التي تصدر من مياه المجاري، وهناك إهمال كبير من الأمانة التي لا تقوم بعملية الرش في الشوارع ولا حتى تحاول أن تقوم بعملية الرش لمنع انتشار الحشرات بسبب الركود لمياه المجاري وأن هذا الوضع من عدة سنوات والمشكلة قائمة ولم نجد أي حلول من الأمانة غير شفط المياه فقط. وطالبا أن يتم إعادة حل المشكلة عبر المجلس البلدي الذي اطلع على الأمور كافة من فترة ماضية ووعد بإيجاد الحلول السريعة بعد الأمطار وأثناء طفح مياه المجاري.
رأي العمدة
من جانبه أكد عمدة حي الهنداوية عبدالله أبو سبعين أن الوضع سيء للغاية قائلاً: إننا نعاني من مياه المجاري التي أصبحت هاجس الناس وأصبحنا نعيش في قلق بسببها، لقد تم مخاطبة الأمانة عدة مرات حول الوضع ولكن لم نجد أي حلول وهناك وعود من قبل المهندسين في الأمانة لحل هذه المشكلة ولكن حتى الآن لم نشاهد أي حل مما زاد الوضع سوءاً خلال الفترة الماضية، وأدى تدفق مياه المجاري إلى إغراق الشوارع في حي الهنداوية وأصبحت بحيرة مياه تصيب الناس بالأمراض والروائح الكريهة، ولقد تم رفع خطابات السكان إلى الأمانة للنظر في الموضوع.
جهود جمعية البر
أنهت جمعية البر في جدة تنظيف وتهيئة عدد من طرق وشوارع حي الهنداوية المتضررة من الأمطار والسيول التي شهدتها مدينة جدة أخيراً. وتأتي هذه الأعمال ضمن مشاريع الجمعية المتنوعة لمساعدة المتضررين في محافظة جدة بعد توفير آليات متخصصة في أعمال تعبيد الطرق وإصلاحها.
وأوضح المهندس مازن بن محمد بترجي رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن الجمعية عمدت إلى تنفيذ أعمال تعبيد الطرق وإصلاحها وإعادة فتحها في حي الهنداوية بعد تعاقدها مع إحدى الشركات المتخصصة لسحب تجمعات المياه الآسنة من الطرقات، ورفع المخلفات والنفايات التي تعد بيئة مناسبة للذباب والبعوض، وإعادة صيانة الطرق بهدف تسهيل تنقل سكان الحي وفرق الإغاثة وآليات الخدمات المختلفة، مبيناً أن عمليات التعبيد استهدفت الطرق الأكثر تضرراً ومداخل الحي الرئيسة.
وأضاف بترجي أن هذه الخطوة تهدف إلى توفير الحد الأدنى من سبل الحياة لعودة المتضررين من دور الإيواء إلى أحيائهم في أقرب وقت ممكن لممارسة حياتهم الطبيعية.
جهود الأمانة
وذكرت أمانة محافظة جدة أنه يجري حالياً التعامل مع تجمعات مياه الأمطار والسيول والمجاري، حيث ستواصل جهودها المكثفة من أجل رفع الأضرار، والانتهاء من الآثار السلبية التي خلفتها السيول والأمطار الأخيرة.
وأشار المركز الإعلامي للأمانة إلى انتهاء أعمال سحب المياه في عدة أحياء، ولم تتبق سوى أعمال التنظيف. تواصل أمانة محافظة جدة جهودها المكثفة من أجل رفع الأضرار، والانتهاء من الآثار السلبية التي خلفتها السيول والأمطار الأخيرة،، وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر بمواصلة العمل على مدار الساعة.
وفي بلدية الجنوب يجري التعامل مع سحب تجمعات مياه الأمطار والسيول وإزالة الآثار السلبية بواسطة 8 وايتات، 4 تناكر ومضخة، 2 مكنسة آلية، شيولان، و4 قلابات صغيرة، وقد جرى سحب المياه من جوار مقبرة الإسكان، شارع الإستاد الرياضي، الشارع المجاور لقصر أفراح الفلاح، طريق مكة القديم، الشارع الفاصل بين مخطط الواحة ومشروع الأمير فواز، شارع بجوار شركة الكهرباء بالعدل، شارع مركز الأحياء، الشارع الموازي لشارع مركز الأحياء، شارع سعد بن يعقوب بالأجاويد، المرسلات طريق مكة القديم، مدخل مشروع الأمير فواز، حي العدل أمام صيدلية النهدي، مدخل حي السنابل. كما يجري العمل على سحب المياه من شارع الملك فيصل، وحراج الصواريخ، وردم المستنقعات في حي السنابل، وسحب المياه من الحي، ومن المنطقة الصناعية أمام مستشفى الصحة النفسية، والجوهرة أمام معارض السيارات.
وفي جدة التاريخية وضعت وسائل السلامة على 4 مبان آيلة للسقوط، كما جرى فصل التيار الكهربائي عن 4 مواقع، وإخلاء المباني المجاورة للمبنى الآيل للسقوط من السكان، ورفع المياه من نفق بقشان وحائل، ورفع بعض الأنقاض من البيوت التي سقطت أثناء هطول الأمطار، ورفع المياه المتجمعة من ميدان البيعة، وتنظيف شارع الملك عبدالعزيز وشارع الذهب، كما تم الانتهاء من شفط تجمعات المياه من شارع الملك عبدالعزيز، الذهب، العيدروس، باب مكة، وسوق الندى وقابل، بينما لا يزال
العمل جارياً في الخاسكية وخلف مؤسسة النقد.
وفي بلدية البلد انتهت عمليات شفط تجمعات المياه من شوارع الملك خالد، الملك فهد، وشارع، الذهب، في الهنداوية ويجري العمل في حي الهنداوية شارع زهرة اللوتس بجوار مجمع المدارس، حي الكندرة بجوار مجمع المطابخ، وحي البغدادية الغربية حيث يجري رفع المياه منه.
وقد استنفرت الأمانة كامل طاقتها البشرية، حيث يوجد ما يزيد على 80 فرقة ميدانية، و2800 فرد لإصلاح الأضرار الناتجة من الأمطار والسيول الأخيرة موزعين على كل أحياء مدينة جدة لمتابعة الأوضاع والتدخل السريع في الحالات الطارئة بالتعاون مع المرور، والدفاع المدني.