مكة المكرمة ـ سليمان وهيب
تعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف من أهم المكتبات بالعالم الإسلامي، وعن تاريخ نشأتها بين مدير المكتبة الشريف الدكتور محمد بن عبد الله باجودة، أنه من الصعوبة بمكان معرفة البداية الحقيقية لتأسيسها، وإنما هناك بعض الدلائل يمكننا من خلالها معرفة تاريخ نشأتها على وجه التقريب.
وأضاف أن المكتبة ارتبطت بوجود المصاحف والكتب الشرعية، وإن لم يكن وجود تلك المصاحف والكتب يعني بالضرورة وجود مكتبة بالمعنى المتعارف عليه اليوم، ويمكن القول إن تأسيس المكتبة ارتبط بصفة عامة بمجالس الفتيا والذكر التي كان الصحابة والتابعون يعقدونها بالمسجد الحرام. ومع أن كتب التاريخ لم تذكر بالنص وجود مكتبة داخل الحرم إلا أنه يستنتج وجودها. فقدسية المكان كان حافزاً للخلفاء المسلمين وحكمائهم وموسريهم ومؤلفيهم وقف مصاحف وكتب تحفظ في دواليب داخل الحرم. بينما نجد أن غالبية المؤرخين تتفق على أن نواة المكتبة كانت موجودة في بداية الخلافة العباسية زمن المهدي العباسي عام (160هـ). وأنه كانت توجد قبتان أحدهما للسقاية والأخرى للمحفوظات سميت قبة بيت المحفوظات كانت تحفظ بها المصاحف وبعض الكتب الدينية.
وأوضح مدير المكتبة أن عدد أقسامها ستة عشر قسما، ويصل عدد عناوين الكتب بالمكتبة إلى أكثر من مائة ألف عنوان. ويبلغ عدد المخطوطات النادرة في مكتبة الحرم المكي الشريف (خمسة آلاف مخطوطة أصلية) بالإضافة إلى (ألفين مخطوطة مصورة على ورق) وثلاثة آلاف مخطوطه على الميكروفيلم. وتضم أيضا قسم المكتبة الصوتية، ويقوم هذا القسم بتسجيل الدروس التي تلقى في المسجد الحرام، وقسم التصوير الميكروفيلمي ويقوم بتصوير المخطوطات الأصلية والمصورة والتي ترد إلى المكتبة وكذلك الدوريات القديمة، كما يقوم بتحويل تلك الأفلام إلى نسخ ورقية لمن يطلبها. وقسم جناح الحرمين الشريفين الذي يعرض كل ما له علاقة بالحرمين الشريفين من صور قديمة أو حديثة وخرائط وكتب وصور مخطوطات للمطالعين والزوار.
وقسم المكتبة الإلكترونية ومهمته تمكين رواد المكتبة من الاطلاع على أمهات الكتب المحفوظة على ( CD ) أو تلك المخطوطات التي صورت على ( CD ) وذلك بهدف مواكبة المستجدات وتقديم خدمة سريعة لهم وجناح ذوي الاحتياجات الخاصة ويهتم بالمكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة. ويضم بعض الكتب والنشرات المطبوعة بطريقة «برايل» ومجموعة من الأشرطة السمعية تربو على (2300) شريط وأكثر من (700) كتاب في مختلف الفنون.
وبيّن أن من الخطط المستقبلية للمكتبة تحويل الكتب النادرة والمجلات والصحف إلى رقمي.