Sunday 23/10/2011/2011 Issue 14269

 14269 الأحد 25 ذو القعدة 1432 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

صباح مرّ، لن يغنيني مذاقه عن مذاق، فقد أنساني كل مفردات اللغة، عدا مفردة «إلى لقاء»، وذلك عندما بقي ألم الفراق في قلبي، فما من رهبة تُقارن برهبة الموت، وأنا أقرأ ببالغ الأسى، والحزن، نعي خادم الحرمين الشريفين - الملك - عبد الله بن عبد العزيز، أخيه، وولي عهده الأمين - صاحب السمو الملكي الأمير - سلطان بن عبد العزيز، الذي انتقل إلى رحمة الله - تعالى -، إثر مرض عانى منه.

كان الخبر بمثابة رسالة واضحة، بأنّ قطار العمر ماض، وأنّ الحياة بلا حدود، وإنْ كانت بدايتها ليست برغبتنا، فكذلك نهايتها لا نعلمها ؛ ولأنّ واقعنا يرفض ألم الرحيل، ويمقت عناء الوداع، إلا أنّ همسات الموت، ستبقى كأوتار تدق في قيثارة الزمان ؛ لتخبرنا أن الدنيا دار فراق.

سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، أوتي شخصية مستقلة، وموهبة فذة في الذكاء، والفكر النيّر، والفطرة الصافية النقية. كما أوتي هيبة في السمت، والوقار، والعقل. لم أره - يوماً - في حياتي إلا بشوشاً، بسّاماً عند اللقاء. وتلك صفات من الممكن أن تُشكّل نوافذ مضيئة ؛ للإطلال على شخصيته، وسيرته، ومسيرته. ويكفيه فخراً، أنّ سجله حافلٌ بأعمال الخير في الداخل، والخارج، بعد أن تم تحويلها إلى عمل مؤسسي، تشرف عليه جهات خيرية متخصصة ؛ تنظيماً لأعمالها، وضماناً لاستمرارها.

أبا خالد: عليك سلام الله، عندما تُخالج قلوبنا لوعة الفراق، فرحلت عن دنيانا، وأنت الزائد فيها، ولم تكن يوماً زائداً عليها. وإن كنّا فارقناك حبيباً، فلا نظن أننا سنعوضك ؛ لأنك رحلت وحلّ محلك الظلام. وإن سقطت قطرات دمع، فإنما نتحسّر على أنفسنا، فالخطوب تغتال أعمارنا كل يوم، وتترك أثراً بعد أثر. ويبقى فراق العظماء يثير الشجون، ويرق الجفون. والله أسأل: أن يتغمّدك بواسع رحمته، وأن يجعل كل ما قدمته ثقلاً في ميزان حسناتك، وأن يبارك الله في ذرّيتك، وأسرتك.

drsasq@gmail.com
 

في رثاء الأمير سلطان !
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة