يقول رئيس اللجنة العقارية في غرفة الشرقية: «إن اللجنة لديها مقترح للتباحث مع الجامعات لفتح تخصصات تدرس القطاع العقاري» انتهى جريدة الجزيرة يوم الجمعة 25رجب 1433. وهناك مقترحات تدريس قواعد المرور، وأضرار المخدرات، وسلبية التدخين, والتفحيط، والتعامل مع الإعلام الجديد، وكل ما برزت لنا مشكلة تم اقتراح تدريسها في التعليم العام والجامعات وكأن التعليم عروض تجارة, تصميم مقررات من أجل التسويق والدعاية والمقررات الجاهزة والمعلبة... قضية العقار كما يقال (سالفتها معروفة) أو المغزى الشعري (في بطن الشاعر) تجار العقارسيتحكمون بالأراضي والأسعار والمخططات يخرجون لسوق الأسهم والاستثمارات قليلا لكنهم يعودون وبقوة وبقسوة إلى العقار.

لو أخذنا مخارج ومداخل مدينة الرياض نموذجا وجعلناها عينة للتمثيل فإننا نلاحظ التالي:

أولاً: شمالاً، طريق الرياض القصيم يمتد من طريق الأميرسلمان وحتى الحسي ونهاية الحدود الإدارية لثادق والمحمل لمسافة أكثر من (100) كيلو متر وعلى جانبي الطريق يمينه ويساره لا توجد مبان ولا مدن ولا أحياء سكنية ولا حتى محطات إلا من بعض المنشآت القليلة وتجمعات الخيام وغرف الصفيح.

ثانياً: شرقاً, طريق الرياض الشرقية من بعد خشم العان تنقطع المباني إلا من المحطات والخيام وأحواش المواشي القديمة حتى تجتاز مخرج رماح ومنطقة الوسيع لتعبر الحدود الإدارية لمنطقة الرياض.

ثالثا: جنوباً، طريق الخرج بعد أن تجتاز الدائري الجنوبي وعلى طول الطريق ورش ومزارع واستراحات.

رابعاً: الشمال الغربي طريق حريملاء الوشم من بعد الضلع الدائري الغربي وباتجاه صلبوخ وحريملاء ورغبة والقصب وشقراء وعلى أقل تقدير حتى حريملاء لا تجد مباني ولا مدنا رغم موقعها المرتفع على ظهرة طويق وإطلالتها على أودية طويق المنحدرة بالاتجاهين الشرقي والغربي وانبساط أرضها في النواحي الشرقية، وكل هذا التميز الجغرافي تقل فيه المدن والتجمعات الاستيطانية.

خامساً: وسط الغرب, طريق الرياض مكة المكرمة تختفي تقريبا التجمعات السكانية بعد أن يجتازحي السفارات حتى المزاحمية وصولاً إلى القويعية بلا مدن ولا تجمعات سكانية كبيرة.

رغم تلك المساحات الشاسعة والمفتوحة تباع الأمتار بالآلاف في أطراف الرياض, إضافة إلى الأملاك الخاصة غير المخصصة للبيع, وكذلك الهيمنة على الأراضي من تجار العقار, ثم يأتي من يتحدث عن مقررات العقار الدراسية في حين أن طلابنا وهم على مقاعد الدراسة يعرفون حقيقة تجار الأراضي ويعرفون أن أسماء محدودة من تجار العقارهم من يتحكم بهذه التجارة ويمسكون بالزمام ويتركون المواطن يبحث عن الحلول في الفضاء اللامنتهي ولدى البنوك ووعود مشروعات الإسكان وخطط وزارة الإسكان.