ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 16/07/2012 Issue 14536 14536 الأثنين 26 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا يمكن أبدا وصف السعادة والشعور الذي يثير في الروح والنفس بهجة وعزّة وفخرا، عندما يشهد لك أحد من الناس بما يسرك بتلقائية من ذاته ودون حاجة أو سؤال، هذا ما شعرت به وأنا أقرأ مقالا للأستاذ هشام يوسف في جريدة “المصريون”.

والمقال طويل اخترت منه هذه المقتطفات، (ما أبهرنا جميعًا كمصريين, هو تعامل السلطات السعودية, تجاه الأسر المصرية التي عايشت الاختناق بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سطَّام بن عبد العزيز, أمير منطقة الرياض, بعد أن وضعت خطة مكونة من 44 فرقة إنقاذ منها 9 فرق حريق، و11 فرقة إنقاذ، و5 فرق إخلاء، و12 فرقة إسناد، و3 فرق إسعاف.. وشارك طيران الأمن بثلاث وسائد هوائية، كما استخدمت سيارة طرد الدخان. هذه الإغاثة الإنسانية لم تكن كل شيء, بل وجَّه سمو أمير منطقة الرياض بإيواء جميع المتضررين في أجنحة فندقية خمس نجوم, وبينما كنا جميعًا نتأهب لمغادرة هذه الأجنحة الفندقية, إلى مكان آخر نهاية الدوام الرسمي يوم الأربعاء الماضي بعد انقضاء الأيام الثلاثة؛ وجَّه سمو أمير منطقة الرياض, مشكورًا الدفاع المدني بتمديد الإيواء لجميع السكان لمدة أسبوع آخر.. ووقع هذا الكرم السعودي الفياض على العائلات المصرية بردًا وسلامًا, سيما أنها لم تتبرَّم، هذا ما صنعته المملكة العربية السعودية: قيادةً وأجهزةً وشعبًا في هدوء للمصريين المتضررين من هذا الحريق.. دون جلبة أو ضوضاء صحفية؛ وترفعت ولم تشأ ترد على إعلاميي المصاطب الفضائية في مصر وبعضهم لحم أكتافهم من خير إمبراطوريات القنوات السعودية, الذين دائمًا ما يكونون شرارة تأجيج الفتنة, وإثارة الرأي العام ضد المملكة وشعبها).

وإذا كان ما سلف جاء من كاتب صحافي في جريدة مصرية محترمة وبالتالي قد لا يكون فيه جديد فإن ما جاء في التعليقات من قبل القراء في اعتقادي هو أكثر وقعا وعبقاَ على النفس، ومن المفيد إبراز بعض من هذه التعليقات لتكون الصورة أكثر اكتمالا ووضوحا، فقد علق محمد مروان قائل: شكرا لكل من آوى وساعد وتعامل بود واحترام لأهلنا المصريين في السعودية- رجال السعودية المخلصين - وما أكثرهم - معروفين لكل من زار المملكة الجميلة، محل بيت الله سبحانه وقبر رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، شكرا لكل من يؤدى واجبه في زمن عز من يفعل ذلك، وعلق محمد فاروق قائلا: حقيقي يستحق كل احترام و تقدير.. لو الوضع في مصر كانت الناس اللي في العمارة دي ماتت وصلوا عليها و دفنوها و لسه الدفاع المدني المصري ما وصلش.. لكن نتمنى من الله أن يتغير كل ذلك في عصر الرئيس الجديد الذي نعتقد أنه يخشى الله فينا.. فتحية لك سمو الأمير و تحية لرجال الدفاع المدني و الفرق الكتيرة أوي اللي شاركت في الإنقاذ، أما حسام جلال فقال معلقا: أخلاق المملكة وأهلها أحد أصدقائى كان يعمل بجدة وقت حدوث مشكلة الأمطار بجدة وغرق بعض المنازل وكان يسكن بأحد العمائر التي معظمها مصريون ومن دول آسيوية أخرى قامت قوات الدفاع المدني السعودية بإخلاء سكان العمارة والعمارات المجاورة وإسكان الجميع في مجموعة من الفنادق الفاخرة.. ليس هذا فحسب بل كانت تأتيهم الوجبات الساخنة يوميا, وبعد أسبوعين تم صرف مبالغ مالية كبيرة لكل السكان على سبيل التعويض عن بعدهم عن بيوتهم كما تم تعويض من تضررت سيارته بأكثر من قيمة السيارة نفسها لذلك لم أستغرب ما حدث، وعلق علي جوهري بقوله: نشكر المملكة لهذه المروءة والشهامة دون من أو أذى. ليتنا نتعلم منهم، وعلق أيضا ثامر محمد قائلا : أشهد على هذه الحادث وأشكر كل إنسان شارك في المساعدة في هذا الموقف وأقول للكاتب وأسرته حمداً لله على سلامتك وإن شاء الله هو امتحان من الله ويجزيكم الله عنه الخير والجنة ان شاء الله، وأيضا حمادة الشهوي علق قائلا: جزاكم الله خيرا يا أهل الكرم والمحبة وشكر خاص إلى سمو الأمير وجميع الفرق التي اشتركت في هذا الحدث الأليم وأسأل الله أن يحفظ مصر والمملكة العربية السعودية لأنهم درع العرب وسيفه، وأختم هذه التعليقات الرائعة بتعليق من رمضان أبو زهرة يقول: هذه أخلاق السعودية وأنا منذ أكثر من 20سنة ولم أشعر أنني غريب وأشعر أني بين إخواني وأحبتي وأدعو الله أن يديم عز السعودية.

أخيرا، إذا كان الإنسان في الغالب لا يلاحظ مدى التغير الذي طرأ على ذاته الشخصية أو الاعتبارية، وإذا كنا في كثير من الأحيان ننقل عن الدول المتقدمة بعض ما يثير دهشتنا ونتمنى لو تحقق لدينا، فإن ما نقلته السطور السابقة من انطباعات جيدة من إخوة أعزاء يكشف حالة التغير والتطور وتحقق كثير من الأحلام، لذا سأختار همسة الكاتب هشام يوسف المعبرة بإيجاز لمضمون الرسالة لأجعلها عنوان وختام لهذه السطور، على قدر أهل العزم تأتي العزائم.

Hassan-Alyemni@hotmail.com
Twitter: @HassanAlyemni
 

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
حسن اليمني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة