ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 16/07/2012 Issue 14536 14536 الأثنين 26 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

في سعيها لمقارعة واشنطن، وأن تنتزع موقعاً متقدماً في مقاعد صانعي القرار الدولي، وبالتحديد مشاركة الولايات المتحدة ثنائية القطبين الدوليين الأكثر تأثيراً في صنع القرارات الدولية، تعمل موسكو، وبكل السبل، لاستعادة ما كان عليه الاتحاد السوفييتي الذي كان مشاكساً لأمريكا والغرب، وقدم العديد من التكاليف التي أوصلته إلى التفكك، ودفعت الشعوب التي كانت منضوية تحت ذلك الاتحاد إلى الانعتاق والتحرر وإعلان استقلالها، ومن أهمها دول آسيا الوسطى الإسلامية.

الآن روسيا في ظل حكم بوتين تسير على نهج البلاشفة نفسه، الذي كان يعتمد على تضخيم الذات، وبناء القوة العسكرية، والتوسع في إنتاج الأسلحة النووية والصاروخية لتهديد القوى الدولية، وتشكيل قوة ردع جعلت القوى الأخرى تغض النظر عن تجاوزات السوفييت، سواء في قمع الشعوب السوفييتية أو خنق شعوب الدول التي فرضت نفوذها عليها، ولأجل ذلك جند السوفييت كل إمكانياتهم الاقتصادية ومواردهم لصنع القوة الغاشمة التي تهادت أمام قوة الإيمان التي أظهرها المجاهدون الأفغان؛ لينهار الاتحاد السوفييتي، وتتحرر الشعوب التي حُكمت بالبطش والقوة، وتتفلت ما كان يسمى برابطة الدول الاشتراكية؛ لترث روسيا تركة كبيرة من الديون والمشاكل والفقر. الآن، وبعد أن أدى ارتفاع إيرادات البترول والغاز إلى ردم الهوة، وتحسين الوضع الاقتصادي، تشجّع ورثة القياصرة البلاشفة على معاودة مزاحمة الكبار في صنع القرار الدولي، ولتحقيق هذا المسعى يعمل فلاديمير بوتين (قيصر روسيا) على بناء تحالف؛ ليكون نواة لمواجهة أمريكا والغرب؛ فوجد مبتغاه لدى الدول والأنظمة المنبوذة، التي استجابت لمسعى بوتين ظناً منها أنها ستتكئ على قوة دولية عضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي، وكان أول المستجيبين نظام الملالي في إيران ونظام بشار الأسد في سوريا؛ وهو ما يفرض على روسيا أن تدعم بل حتى تشارك في الأعمال الإجرامية التي يقوم بها النظامان ضد شعبيهما؛ فموسكو بأسلحتها وخبرائها ودعمها السياسي الدولي مشاركة عملياً وأدبياً وأخلاقياً في الجرائم التي تُنفَّذ في سوريا. أما في إيران فموسكو تقدِّم الدعم السياسي الدولي الذي يُحدّ من الجهود الدولية لثني طهران عن المضي قدماً في تطوير الأسلحة النووية والصواريخ، بل إن روسيا تشارك بخبراتها النووية في دعم المسعى الإيراني لتصنيع الأسلحة النووية.

ولكي تدعم روسيا تحالفها مع النظامين الإيراني والسوري فإنها تتبنى توجهاتهما السياسية، بما فيها الممارسات القمعية ضد شعبيهما، كما يحصل في سوريا، ومشاركتهما في عدائهما للدول المجاورة، خاصة الدول العربية، التي تعاني تدخُّلاً سافراً ووقحاً من قِبل طهران، التي أخذت موسكو مجاراتها، وهو ما كشف عنه تصريح المفوض الروسي لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن حوادث في قرية العوامية، وهي التي لا تشكّل نقطة في بحر مما تشهده المناطق الإسلامية في الشيشان والقوقاز.

الاندفاع الروسي لبناء تحالف (قوى الشر)، ركناه نظامان منبوذان في طهران ودمشق، يمهِّد إلى تفكيك الاتحاد الروسي، الذي يهمل حكامه الاهتمام بتحسين أوضاع الشعوب الإسلامية داخل الاتحاد، ويتجهون للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية دعماً لحليفَيْه المنبوذَيْن من شعبَيْهما.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
سعي روسي لبناء محور شر جديد
جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة