ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 16/07/2012 Issue 14536 14536 الأثنين 26 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

السعادة
فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري

رجوع

 

السعادة مطلب كل إنسان ذكراً كان أو أنثى، فطلبها بعضهم بجمع المال، وذهب آخرون إلى أنها تكون بالزوجة والأولاد، وفريق ثالث ظن أنها بالقصور والبنايات أو المزارع والاستراحات، كما ظن فريق رابع أنها بما لذ وطاب من المأكولات والمطعومات، وفريق خامس ظنها بالذهاب والإياب، والتجول هنا وهناك، من بلد لآخر، وفريق سادس ظنها بالصحة والقوة والسلامة من الأمراض، وسابع ظنها بالمنصب والشهرة أو الحسن والجمال، والحق أن السعادة ليست فيما تقدم، لأن السعادة في الداخل ومن الداخل تبدأ، فكم من فقير هو أسعد من كثير من الأغنياء، وكم من أعزب أكثر استقراراً من بعض الأزواج، وكم من بيت متواضع أهله أطيب عيشاً من أهل القصور والاستراحات، وكم ممن لم يتجاوز بلده أهنأ ممن ذهب وجاء وأقبل وأدبر، وسافر هنا وهناك، وكم من أعمى أو أصم أو عاجز أو حتى مريض هو أفضل وأطيب عيشاً، وأهدأ نفساً من بعض الأصحاء.

السعادة هي خير يقذفه الله في نفس العبد، إن النفس المطمئنة هي السعيدة، وتأمل يا رعاك الله، كيف كانت حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مع قلة ذات اليد، وظروف العيش الصعبة، إلا أنه عاش حياة السعداء، والتي افتقدها كثير من العظماء في زمنه، وكذا الملوك قبله وبعده، لقد اختار رسولنا العبودية على الملك، لعلمه أن السعادة هي عبادة الله، وأن الدنيا وزخرفها ومتاعها ليست هي السعادة، وتفطن أيدك الله، نبأ: يوسف عليه الصلاة والسلام مع أنه جمع المال والملك والحسن والجمال، إلا أنه تمنى لقاء الله.

أخي القارئ الكريم: أسأل الله لي ولك السعادة في الدنيا والآخرة، ولعل من أسباب السعادة:-

1 - توحيد الله وإفراده بالعبادة، ومعرفة التوحيد معرفة قلب.

2 - أن يعيش الواحد منا لهدف يريد تحقيقه (الفوز بالجنة والنجاة من النار).

3 - ذكر الله سبحانه وتعالى دائماً صباحاً ومساءً، بكرة وعشية {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124).

4 - الصلاة في أوقاتها مع الخشوع والتدبر.

5 - الخلوة بالله ودعائه.

6 - التفاؤل وحسن الظن بالله.

7 - الإيمان الجازم بالقضاء والقدر.

8 - الإحسان للآخرين.

9 - أن يعيش الواحد منا في اللحظة الحاضرة، وفي يومه.

10 - العفو والتسامح.

11 - الصبر على أذى الآخرين.

وكل هذا حققه وعمل به المصطفى صلى الله عليه وسلم، يوم أن حقق توحيد الله ودعا إليه وعمل به، وكان قصده واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار ألا وهو مرضاة الله وجنته.

وأكثر من ذكر وشكره، وخلا بربه، وأحسن الظن به في جميع الكروب والخطوب، وحقق معاني الإيمان بالقضاء والقدر، وتجاوز وعفا عن أناس كثير، وعاش يومه ورضي بقوته، ونسى أحزان الماضي وما فيه، وفوض أمر المستقبل لربه، وتاب وأناب عليه صلاة ربي وسلامه، فمن أراد الحياة السعيدة فعليه بحياة خير الورى عليه الصلاة والسلام.

فلم يسعد لأنه ذو مال، فسليمان عليه السلام أكثر مال، ولا لأنه قوي فموسى عليه السلام أقوى بدنا، ولا لجمال وجهه فيوسف أجمل وجهاً، ولكنه فاز وسعد وتقدم على البشرية كلها، بما تقدم من صفاته.

أسأل الله لنا جميعاً السعادة في الدنيا والآخرة

وإلى اللقاء..

* المدير العام المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة