ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 17/07/2012 Issue 14537 14537 الثلاثاء 27 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أعذب كلمة يمكنني ويمكن لأي عاقل أن يطرب عند سماعها كلمة (الوطن) الوطن الذي قال عنه ابن الرومي:

ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه..

وألا أرى غيري له الدهرُ مالكا.

الوطن.. كلمة ذات حروف معدودة ولكنها ذات مدلول كبير تجف محابر الكتبة قبل أن توفيه حقه.

العَينُ بَعَدَ فِرَاقِهَا الوَطَنَا

لاَ سَاكِنَاً أَلِفَت ولاَ سَكَنَا

رَيانَةٌ بالدَمعِ، أقلَقَهَا

ألاَ تُحِسَ كَرَىً ولاَ وَسَنَا

كَانَت تَرَى فِي كُلِ سَانِحَةٍ

حُسنَاً، وبَاتَت لاَ تَرَى حَسَنَا

تعبير جميل على أن الوطن لا يمكن أن يملأ العين مكاناً ولا يقر للقلب قراراً بعيداً عنه، فلا نوم ولا سعادة ولا راحة بلا وطن أشعر بدفئه وأشعر بحنانه مهما كانت الظروف ومهما كانت الأحوال.

أعداء الوطن في كثير من حالاتهم يأتون من رحمه، يعادونه بدافع الحب زعماً وجهلاً، ويسيئون إليه في غالب أحوالهم تناغماً وربما تعاوناً مع أصوات خارجية ترقص طرباً عندما تشاهد أو تسمع أن هؤلاء المساكين تجاوبوا مع أصواتهم واستجابوا لرغباتهم وصدقوا مزاعمهم.

من أعداء الوطن أعداء ظاهرون لا يحتاجون تعريفاً فهم يعلنونها صراحة بأفعالهم المجرمة كما حصل في العوامية من بعض عملاء الفرس، ومنهم فئة قد نطلق عليها الفئة (المسكينة) تحب وطنها ولا يمكنها أن تعيش بعيداً عنه ولا تحت قيادة غير قيادته ولكنها تعاني من حالة قلة البصيرة فتتجاوب مع بعض الدعوات التي في ظاهرها الخير وفي باطنها شر وفساد، هؤلاء يتكلمون في كل مكان وينادون بأعلى أصواتهم فينضم إليهم من شرار الخلق ممن يساهمون مساهمة شيطانية في جر هؤلاء المساكين إلى منحدرات خطرة تهوي بهم في وادٍ سحيق تتحطم فيه كل مراكب الخير، وفي المقابل تتراكم الشرور وتعلو حتى تكون في قمة الإفساد، ساعتها ينتبهون هؤلاء المساكين ويندمون ولات حين مندم!! نماذج نعرفها وهي تعرف نفسها وتقر فئة منهم بذلك سراً وتقر فئة أخرى وهي الشجاعة الواثقة من نفسها بذلك علانية.الوطن هو الأرض والقيادة، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية أرضنا خير أرض ولا يمكن لمسلم أن يجادلنا في ذلك حيث بيت الله الحرام ومسجد رسوله خير الأنام، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، هذه هي أرضنا.

قيادتنا نقولها بصريح العبارة وبلا مجاملة أو مداهنة أو خشية من نقد فما نقوله ندين الله به، قيادتنا هم آل سعود كرام من كرام من كرام، قادة إصلاح ودعوة وكتاب وسنة، أصلح الله بهم أرض الجزيرة العربية وطهرها من الشرك والبدع والخرافات على أيديهم، حُفظ لبيت الله أمنه، فأضحى الحاج والمعتمر يأتي في سكينة واطمئنان، معززاً مكرما.

آل سعود هم قادتنا لا نرتضي بهم بديلاً لهم في رقابنا بيعة، كلما رحل قائد بايعنا قائداً بأنفس راضية محبة واثقة، نحن وإياهم أسرة واحدة، جسد واحد، قلب واحد.

ونعشق الأرض التي لا هواء بها

ولا ماؤها عذبٌ ولكنها وطنُ

عندما نتحدث عن الوطن فإننا نستعذب الحديث ونستلذ القول ونطرب للمقال، فلا حدود يمكنها أن تفصلنا عن استمرارية التحرير ولا نقاط يجوز لها أن توقف حبر أقلامنا المتدفق عشقاً وحباً ووفاء.

بلادي وإن جارت علي عزيزة

وأهلي وإن ضنوا علي كرام

ويوم يأتي من يحاول زعزعة أمن جزء منه فإننا نهب مسرعين للدفاع عنه وقطع دابر من يريد بشبر منه أذى، نقف مع رجال أمن الوطن وكلنا رجال أمن، نقف دفاعاً عن أرضنا وأهلنا وقيادتنا، في الشمال أهلنا وفي الجنوب أهلنا، كما في الشرق والغرب.

وطني لو شغلت بالخلد عنه

نازعتني فيه بالخلد نفسي

لعلي لا آتي بجديد عندما أكتب عن وطني.. عن حبي.. عن عقيدتي وديني.. عن وطن تمثلت حالتي وحالة كل الأوفياء الشرفاء الذين هم كل سعودي وسعودية بقول الشاعر:

مَا كُنتُ أعْلمُ أنَّ العِشقَ يَا وَطَنى

يَومًا سَيَغْدُو مَعَ الأيَّامِ إدمانَا

عَلَّمْتَنا العِشْقَ حَتَّى صَارَ فى دَمِنَا

يَسْرِى مَعَ العُمْرِ أَزْمَانًا فَأزْمَانَا

اليوم وكل يوم نقف مع قيادتنا مع آل سعود أسرة حاكمة مكن الله لهم في الأرض بفضل تحكيمهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى هابهم عتات الأرض وجبابرتها، وما ذلك إلا لأن الله نصرهم بنصرهم لدينه، فجعل الرعب في قلوب كل عدو لهم وعدو لهذه الأرض الطاهرة.حب الوطن كان متربعا في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خرج من مكة فقال: (والله إنك لأحب الأرض إلي، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) نبوح بهذا الحب ونعلن هذا الولاء لنغيظ كل عدو متربص يريد ببلادنا سوءاً ويريد بوحدتنا شتاتاً، لنقول له تباً لك ثم تبا, فلن تكون وحدتنا إلا أكثر قوة وأكثر محبة وأكثر ولاء.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118
 

حديث المحبة
وطني.. عَلَّمْتَنا العِشْقَ حَتَّى صَارَ فى دَمِنَا؟
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة