ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 17/07/2012 Issue 14537 14537 الثلاثاء 27 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم يعد بالإمكان، الاعتذار عن مسألة ثبوت الهلال وفقا لآراء الفلكيين المحدثين، رغم إمكان الوقوف على نتائج علم الفلك بوسائل قطعية، لا ظنية، - لاسيما - في السنوات الأخيرة، والذي تبنت فيه معطيات علم الفلك في إثبات الأهلة، وبداية الشهور تبعا لذلك، كالشهادة على رؤية الهلال من ناحية فلكية،

والحرص على تسلسل السير في مناقشة أمورها - بطريقة علمية صحيحة -. ومع كل تلك الحقائق العلمية، التي لا تقبل القسمة على اثنين، يبرز تيار فقهي، ينفي إمكان التعويل على تلك المعطيات العلمية الدقيقة، - باعتبار - أن تلك المعطيات ظنية، أو أنها متضاربة، أو أنها لا تورث الاطمئنان.

يستحيل أن تنضبط أمور الأهلة، إلا بالاتفاق بين الفقهاء، والفلكيين. فأهم العبادات التي نؤديها، ترتبط بعلم الفلك، كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج. ولا يتم ذلك إلا بأدوات الرصد الفلكي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الإعجاز العلمي في علم الفلك تدل عليه آيات، تؤكد على: سبق النص القرآني على كثير من الاكتشافات العلمية. وهنا يأتي دور الفقيه في إسقاط العلة الشرعية الموجبة للصوم، والإفطار، وهي الرؤية البصرية الحقيقية، وليست الوهمية.

- قبل أيام -، ناشد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المسؤولين في الدول الإسلامية - قاطبة -، التثبت الدقيق من الشهود إذا تقدموا للشهادة يوم الخميس: 29 - 8 - 1433 هـ، إذ لم يثبت - من خلال - المعايير العلمية، وسجلات أرصاد الأهلة العالمية الممتدة - منذ - العهد البابلي، وحتى يومنا هذا، تسجيل رؤية للهلال، - سواء - بالعين المجردة، أو باستخدام التلسكوب في مثل هذه الظروف الموجودة في العالم العربي، وذلك يوم الخميس. ويرى 24 عالما فلكيا، أن الإعلان عن رؤية الهلال في ذلك اليوم، بمثابة تكرار الإعلان للعالم، أننا نمتلك في منطقتنا من بصره أقوى، وأفضل من أكبر التلسكوبات العالمية، وأن عليهم استخدام هؤلاء الشهود للأبحاث العلمية؛ عوضا عن التلسكوبات الضخمة، التي لا ترى الهلال الذي يرونه.

هذا الحرص من المشروع، يؤكد على عدم قبول أي دعوى برؤية الهلال من منطقتنا - يوم الخميس -، حتى لا نكون مهملين للعلم، والعقل، الذين دعت شريعتنا الغراء إلى إعلاء أمرهما. - باعتبار - أن رؤية هلال رمضان 1433 هـ، تستحيل من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل: العراق، وبلاد الشام، وجزءا من الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أما ما تبقى من مناطق العالم العربي، فإن رؤية هلال شهر رمضان منها - يوم الخميس -، غير ممكنة - إطلاقا -، بسبب غروب القمر مع الشمس، أو بعده بدقائق معدودة، لا تسمح برؤية الهلال، حتى باستخدام أكبر التلسكوبات الفلكية.

فالقمر - يوم الخميس -، سيغيب قبل غروب الشمس بدقيقتين في بغداد، وقبل غروب الشمس بدقيقة في دمشق، وبيروت، ومع غروب الشمس في القدس، وعمّان، وتونس، والجزائر، وبعد غروب الشمس بدقيقة واحدة في الكويت، وبعدها بدقيقتين في المنامة، والقاهرة، وطرابلس، وبعدها بثلاث دقائق في الرياض، والدوحة، ومسقط، والرباط،. ورؤية الهلال في جميع هذه المناطق - السابقة -، يمكن وصفها بالمستحيلة؛ لأن القمر الذي يغيب بعد الشمس بدقيقتين ونصف، تكون الحافة السفلية لقرصه، قد بدأت بالغروب قبل اكتمال غروب الحافة العليا للشمس، إذ إن قرص القمر، يحتاج إلى حوالي دقيقتين، ونصف؛ ليغرب من حافته السفلى إلى العليا، في حين سيغيب القمر بعد الشمس بست دقائق في مكة المكرمة، وبعدها بـ8 دقائق في صنعاء، وبعدها بـ10 دقائق في الخرطوم، وجيبوتي، وبعدها بـ14 دقيقة في مقديشو، وبعدها بـ19 دقيقة في موروني، ورؤية الهلال في جميع هذه المناطق - السابقة - غير ممكنة، حتى باستخدام التلسكوب الفلكي؛ لكن رؤية الهلال - يوم الخميس -، ممكنة بالتلسكوب من أقصى جنوب القارة الإفريقية، ومن أمريكا الجنوبية - فقط -.

يأمل هؤلاء العلماء، أن يتحسن الوضع في عالمنا العربي، وأن يصبح للعلم احترام أكبر، فإما أن يُعلن: أننا سنصوم - يوم الجمعة -، لا لرؤية الهلال، بل لوجود القمر في السماء بعد غروب الشمس، أو أن يعلن بدء الصوم - يوم السبت -؛ لعدم إمكانية رؤية الهلال - يوم الخميس -. وعلى الرغم من جميع هذه الحقائق، فإنه إذا سارت الأمور هذا العام، كما كانت تسير عليه في السنوات - السابقة -، فإن معظم الدول العربية، ستبدأ صيامها - يوم الجمعة -. ففي بعض البلدان، تُقبل شهادة الشاهد، حتى لو تعارضت مع معايير رؤية الهلال، بحجة: أنه لا يمكن ردّ شهادته، والقمر موجود في السماء، وكثيراً ما تقدم الشهود بشهادتهم بالرؤية في مثل هذه الظروف. وفي بلدان أخرى، يبدأ الشهر إذا غرب القمر بعد غروب الشمس، بغضّ النظر عن إمكانية رؤيته.

- ولذا -، فإن قول بعضهم: إن أول أيام شهر رمضان - المبارك -، سوف يكون إما يوم الجمعة، - باعتبار - أن الشمس تغرب في سماء مكة المكرمة - مساء يوم الخميس - 19 - 7 - 2012 م، الساعة السابعة، وخمس دقائق، ويغرب القمر بعدها، الساعة السابعة، وأحد عشرة دقيقة، والفرق بين غروب الشمس قبل القمر، وغروب القمر بعدها ست دقائق في سماء مكة المكرمة، فأقول: إن هذه المدة الزمنية اليسيرة، ليست كافية - أبدا - في رؤية الهلال، وذلك حسب المعطيات العلمية الفلكية الدقيقة، حيث إن أقل مدة رُؤي عندها الهلال في مثل هذه الظروف، كانت تسع وعشرين دقيقة، قبل عشرين سنة.

كان من المناسب، توضيح ما سبق بيانه؛ إبراءً للذمة، ونصحا للأمة، وانطلاقا من قول - نبينا - محمد - صلى الله عليه وسلم -، حين قال: “ صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته “، فإن الخطاب موجه إلى عموم المسلمين؛ من أجل الاعتماد على الرؤية الصحيحة، التي تتم برؤية العدل الضابط لما يشهد به، مع سلامة تلك الشهادة من القوادح اليقينية، التي توافرت في هذا الزمن.

drsasq@gmail.com
 

حوار هادئ .. حول دخول شهر رمضان 1433هـ !
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة