ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 17/07/2012 Issue 14537 14537 الثلاثاء 27 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

(الوالدان) ودورهما في تهيئة الأطفال لمواجهة الحياة

رجوع

 

فتعقيباً على مقالة أخي الأستاذ سلمان بن محمد العُمري الواردة في صحيفة الجزيرة ليوم الجمعة الموافق 23-8-1433هـ، رقم العدد 14533 والتي كانت تدور حول (الأطفال مرآة لوالديهم) فالمقالة تشير إلى أن التربية المنزلية تعكس تصرفات وسلوك الأطفال فهذا صحيح بحسب النظريات التربوية والنفسية، لأنا لمنزل يعتبر البيئة الأولى لأسس السلوك والتصرفات.

وهناك من يرى أن الطفل الذي ينشأ في كنف والدين يعيشان في غاية من الانسجام والود والتوافق في مشاعرهما تجاهه - تكون تربيته ناقصة لا تؤهله لمواجهة الحياة- ذلك أن الطفل سيعرف كغيره من الأطفال والكبار أن هناك غضبا يبحث لنفسه عن تعبير، وهناك غضب أو انفعال هادئ يحتاج إلى تعبير هادئ أيضاً وهناك غضب ثائر يبحث لنفسه عن تعبير انفعالي ثائر.

صحيح أنه من الأفضل أن يتعلم الطفل حقيقة الغضب من أناس آخرين غير والديه لأن اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين، ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة وصحيح أن عدداً كبيراً من هؤلاء الذين نشأوا في بيوت قادرة على التمييز الدقيق بين الصواب والخطأ هم الذين تقدموا في الحياة لأن آباءهم كانوا يكتمون الغضب فلا يظهر بشكل حاد، لأن هؤلاء الآباء حاولوا أن يبتعدوا بأبنائهم عن آثار الغضب العنيف حتى لا تنعكس آثاره على الأبناء لكن من الصحيح أيضاً أن كتمان الغضب بشكل صارم لا يمنع الأطفال أبداً من الإحساس بوجود شيء ما غير طبيعي في سماء العلاقة بين الوالدين.

إذن كيف يختار الزوجان طريقة التعبير المتحضرة لأي خلاف بينهما؟

يقول بروفيسور الطب النفسي الدكتور بنيامين سبوك: (إن طريقة التعبير المتحضرة لأي خلاف أمر في غاية الأهمية للتنشئة للأبناء فالاعتراف بطبيعة الخلافات الزوجية لا يعني أننا ندعو إلى أن تقذف الزوجة زوجها بطبق عندما تغضب منه ولا نتصور أن يصفع الزوج زوجته إذا شعر بضيق منها، إن هناك أنواعاً من الإهانات البالغة التي تدمر الروابط الوثيقة بين الزوجين وتصيب الحالة العاطفية بنوع من الشروخ التي يصعب إصلاحها، إن ذلك لو حدث أمام الطفل فإن آثاره تستمر في تدمير اطمئنان الطفل إلى زمن بعيد، إنها تدمر الإحساس بالأمان في أعماق الابن وتجعله يشعر أن (النموذج العاطفي) يهتز ويجعله يتشكك في معظم العلاقات التي هي من هذا النوع، ويستمر إحساس الابن بالعار والخجل والنسب).

لذا على الوالدين مسؤولية كبيرة تجاه أبنائهما من حيث تهيئتهم للعالم الخارجي وانغماسهم بالمجتمع ليكونوا أفراداً مؤهلين ونافعين لمجتمعهم.

فشكرا للأستاذ سلمان على طرحه لمثل هذه المواضيع المهمة والحساسة والتي برأيي يحتاج لها الكثير من المناقشة وتبادل الآراء ووجهات النظر حول مواضيع التربية.

د. عواطف عبدالعزيز الظفر - -كلية التربية - جامعة الملك فيصل بالأحساء

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة