ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 18/07/2012 Issue 14538 14538 الاربعاء 28 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نأتي إلى هذه الحياة دون استئذان، في وقت لا نعلمه، نلهو، نكتشف، تدهشنا اكتشافاتنا ونتيه فرحاً بأحلامنا التي لا تنتهي، ترعانا عيون آبائنا وأمهاتنا، ثم نكبر، هكذا فجأة، فإما أن يكتب الله لنا عمراً طويلاً مديداً أو تكون أعمارنا قصيرة فننطفئ باكراً، أتذكر أن القصيبي -رحمه الله- قد كتب مرة حول ذلك مصوراً هذه المفاجأة العجيبة بما معناه: في قمة انشغالك ولهوك تُفاجأ ذات يوم بأحد الشباب الصغار يقول لك “يا عمي” تتعجب وتظنه يحدث شخصاً خلفك لكنك تتفاجأ بأنه يعنيك أنت”!

لكننا، رغم الحقائق المريرة غالباً التي قد لا تنال رضانا، لا بد لنا أن نمارس حياتنا كأجمل ما تكون، إلا أن الأمر قد لا ينساب بمثل هذه السهولة في المجتمعات العربية عامة وفي مجتمعنا على وجه الخصوص.

حين نتحدث في إطار الزمن والأعمار فللمرأة النصيب الأكبر تركيزاً واهتماماً سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً..

أعجب كثيراً من أولئك الذين يودون إنهاء المرأة وإيقافها في زمن معين لا ينبغي لها أن تحيا بشكل طبيعي بعده، هذه المفاهيم الخاطئة تبدو شائعة في مجتمعنا، ولأسباب كثيرة، فهناك الكثير من المفاهيم غير المنطقية يتم تكريسها في وجدان وروح المرأة منذ طفولتها، وهي أن جمالها وتميزها ونجاحها لا يكون إلا لسببين: جمالها الخارجي وعمرها.. بمعنى لو لم تكن جميلة فهي في خطر، وأيضاً هي في خطر حتى لو كانت جميلة حين تغادر سنوات الشباب، هذا يعني ألا تجد من يهتم بها، حتى زوجها حين تبلغ عمراً معيناً سيدير ظهره لها ويذهب للبحث عن أخرى أفضل!

رأيت ذلك وشهدته واقعاً في مراحلي الدراسية المختلفة، فعلى سبيل المثال لا أنسى إطلاقاً مدرستي الابتدائية التي كانت نموذجاً لمدارس الرياض في ذلك الوقت كان يتم اختيار (العريفة) المسؤولة عن الفصل غالباً من تكون الأكثر تميزاً لجمالها.. الأخرى التي يتم تمييزها، الغنية ذات الثراء الواضح الذي يؤكده مظهرها أو ثيابها الأنيقة المتجددة يوماً بعد يوم وربما دلالها وغرورها وإحساسها أن الجميع يبحثون عن رضاها ابتداء من المنزل وليس انتهاء برفيقات المدرسة، ذلك الثراء الذي يغطي على عيب نقص الجمال أما إذا اجتمع فيها الاثنان الجمال والغنى فقد جمعت الحسنيين، أما التفوق الدراسي والأخلاق فهما آخر القائمة لا يهم بمعنى أن التعامل الإنساني مع الطالبة لا ينال ذلك التركيز وليس له تلك الأهمية.

هذه المفاهيم الخاطئة الشائعة هي التي جعلت المرأة تتهافت على عمليات التجميل، وهي التي جعلت الكثير من الرجال يديرون ظهورهم لزوجاتهم بعد أن تكبر قليلاً ويبحثون عن أخرى أصغر، وربما أجمل!

 

فجرٌ آخر
أعمارنا.. حياتنا!
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة