ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 19/07/2012 Issue 14539 14539 الخميس 29 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

وجاء شهر رمضان وجاءت معه التشكيكات
صالح بن فوزان الفوزان

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جعل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان شهراً للخيرات والبركات، والعبادات بأنواع الطاعات، وجرت فيه أحداث عظام في تاريخ الإسلام.

1 - قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .

2 - فيه ليلة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.

3 - أوجب الله صيامه وسَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قيامه، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر الله ما تقدم من ذنبه».

4 - حصلت فيه وقعة بدر الكبرى - يوم الفرقان، فرَّق الله بها بين الحق والباطل.

5 - فيه الفتح الأعظم، فتح مكة المشرفة.

فيجب أن يُعرف لهذا الشهر العظيم قدره، ويُستغلّ بالطاعات من صيام وقيام وتلاوة قرآن واعتكاف، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصه بأنواع الطاعات، إلا أنه في وقتنا الحاضر فرط فيه الكثير من الناس.

1 - فطائفة تُعِدّ له البرامج الإعلامية التي أكثرها ضياع للوقت من المسلسلات والتمثيليات والمضحكات والمسابقات والترفيهيات.

2 - وطائفة تنشغل بأنواع المآكل والمشارب؛ فتجعله شهر أكل وشرب وسهر بدلاً من أن يكون شهر صيام وقيام، يسهرون الليل وينامون النهار، ويتركون الصلاة المفروضة في أوقاتها؛ فيضيعونها أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ .

3 - وطائفة تنشغل وتشغل الناس بالتشكيك والجدليات في بداية دخول الشهر وبداية الصوم اليومي ومشروعية صلاة التراويح وعدد ركعاتها، متخطين في ذلك الأدلة المحددة لهذه الأمور.

1 - وطائفة تشكك في اعتماد رؤية الهلال التي جعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بداية لدخول الشهر ونهايته؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً». فهناك من يحاول إلغاء العمل بالرؤية والاعتماد على الحساب الفلكي، وهناك من يحاول ربط الرؤية بالحساب الفلكي، فإذا لم توافقه فلا عبرة بها عندهم.

وفي هذه الأيام نشرت الصحف أنه تستحيل رؤية الهلال ليلة الجمعة، هكذا حكموا على المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله، وكم مرة قالوا مثل هذا الكلام، وحصل خلاف ما يقولون؛ فرُئي الهلال في الليلة التي نفوا رؤيته فيها؛ وذلك لأن الرؤية في الغالب لا يدخلها شك، فما راء كمن سمعا يَرَوْنَهُم مِّثْـلَيْـهِمْ رَأْيَ الْعَيْن . والحساب عمل بشري، يدخله الخطأ والنقص، وعبادتنا كلها مبنية على الرؤية للهلال، والرؤية لطلوع الفجر، والرؤية لدلوك الشمس، والرؤية لمساواة الظل مع الشخص، والرؤية لغروب الشمس، والرؤية لمغيب الشفق الأحمر، لأوقات الصلوات الخمس.

2 - وطائفة تشكك في دخول وقت صلاة الفجر ووقت بداية الصيام اليومي، وقد قال الله تعالى في ذلك: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ، وتبين ذلك يكون بالرؤية البصرية التي لا مجال للتشكيك فيها فإذا خالف الحساب الرؤية فلا اعتبار له.

3 - وطائفة تشكك في مشروعية صلاة التراويح، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم مخافة أن تُفرض عليهم، ولم يمنعهم من صلاتها جماعة وفرادى حتى جمعهم عمر رضي الله عنه في خلافته على إمام واحد لانتفاء المحذور الذي خشيه الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاتهم معه.

4 - وطائفة تشكك في عدد صلاة التراويح، وتريد أن تقصرها على عدد معين، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» ولم يحدد عدد الركعات. وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة»، ولم يحدد عدداً، ورغَّب صلى الله عليه وسلم في قيام الليل ولم يحدد عدداً، والمطلوب إتقان الصلاة لا عدد الركعات.

5 - وبعضهم يشكك في صلاة التهجد من آخر الليل في العشر الأواخر، والرسول صلى الله عليه وسلم «كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، وكان إذا دخل العشر شمر وشد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله»، إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار الواردة عن السلف في صلاتهم التهجد في العشر الأواخر، وإطالتهم فيها.

هذا ما أردت بيانه حول هذه المسائل راجياً الله سبحانه أن يرجع هؤلاء إلى الحق والصواب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

(*) عضو هيئة كبار العلماء

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة