ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 21/07/2012 Issue 14541 14541 السبت 02 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

دخل شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، شهر الانتصارات والفتوحات، شهر الإنجازات العظيمة والأحداث التاريخية الخالدة، شهر التغيير والتجديد والتطوير، دخل الشهر الكريم في ظروف نوعية تمر على الأمة العربية والإسلامية،

فالثورات العربية لم تنتهِ آثارها للآن، والأحداث تتسارع يوماً بعد يوم في كل مكان، وعلى كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

غير أن الحدث الذي يحتل الصدارة بين الأحداث كافة هو المشهد السوري الأليم الذي يعرض لنا في كل يوم مجازر بشعة حتى أصبحنا نتحاشى رؤية الأخبار مما نجد فيها من مناظر مؤلمة لجثث طاهرة بريئة من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، فآلة القتل الهمجية للنظام السوري مستمرة في عملها في معظم المناطق السورية، غير أن وتيرتها في حصد الأرواح أصبحت مع قرب دخول الشهر الكريم في تزايد؛ فهي لم تعد تقتنع بقتل الأفراد بل تحولت لأن يكون لها في كل يوم مجزرة تحصد المئات، ومع كل هذه المجازر نجد أن المجتمع الدولي لا يزال يبحث عن حل بين مجلس الأمن ومبادرة عنان والجامعة العربية والمراقبين الدوليين الذين لا قيمة لهم، والذين أصبحوا في رعب متواصل من خلال ما يشاهدونه من قصف يومي للعديد من الأحياء، وفي الوقت نفسه يظهر وزير خارجية روسيا ليؤكد أنهم سيمنعون تمرير أي قرار ضد سوريا، وسيواصلون دعمهم للنظام والبحث عن مخرج دبلوماسي لهذه الأزمة.

قرابة عشرين ألفاً من الشهداء يتساقطون منذ أكثر من عام ونصف العام، ولا يزال المجتمع الدولي يبحث عن حل دبلوماسي، ولا تزال الدول العربية والإسلامية تنظر يومياً إلى الضحايا، وتكتفي بالشجب والاستنكار والتنديد، غير أن العملية النوعية لتفجير مقر الأمن القومي في العاصمة دمشق، التي حدثت يوم الأربعاء الماضي، أحيت الأمل في نفوس كثير ممن بدأ اليأس يدب في نفوسهم، وممن ارتفعت أصواتهم (متى نصر الله؟)، فجاءت مبشرات هذا النصر من خلال ضربة هزت أركان عرش ذلك النظام البائس؛ لتذكر أن قدرة الله تفوق كل شيء، فكما نفى رئيس تونس، وأباد رئيس ليبيا، وسجن رئيس مصر، وعزل رئيس اليمن، قادر على أن يفعل الأعاجيب برئيس نظام سوريا الظالم.

ولعل مبشرات النصر في سوريا كانت تنتظر دخول هذا الشهر الكريم؛ ليكون النصر في شهر النصر والتمكين؛ فالقلوب والأرواح تصبح في هذا الشهر أكثر قرباً من الله، بل أكثر شوقاً إلى لقائه وهي صائمة، والنتائج المميزة للضربة الموجعة للنظام الظالم قبل رمضان ستفتح الباب أمام المزيد من الضربات التي بلا شك سيكون لها آثارها الإيجابية؛ فالجميع يتمنى أن تكون هذه بداية النهاية، وألا ينتهي شهر رمضان إلا وقد تحرر السوريون من هذا النظام الظالم. إنها أمنيات ودعوات نرفع أيدينا للسماء ونبتهل للمولى - عز وجل - ونسأله أن يحقق في رمضان هذا النصر، وأن يجبر خواطر السوريين بأن يُدخل الفرحة في قلوبهم بزوال هذا الطاغية، وأن يشفي صدورهم بإبادته هو ونظامه، وأن يدخل البهجة على إخواننا السوريين بعد أن حُرموا منها منذ عشرات السنين.

 

هل تتحرر سوريا في رمضان
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة