ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 22/07/2012 Issue 14542 14542 الأحد 03 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الكتابة على الجدران واللوحات الإرشادية عملية مرذولة الصفات، ممجوجة، لا ترتاح لها النفوس ولا تهنأ، إنها مسح خافي لنضارة البيوت والأمكنة واللوحات، وهي آثار تخريبية تولد الغرابة وتدعو إلى السخرية العالية والاستهجان، أنها خسارة عمل، وفداحة فعل، وممارسة هجينة، وليس لها ذائقة، للكتابة على الجدران واللوحات الإرشادية فعل تأثيري في مخزون الذاكرة الإنسانية لما تحتله من مساحات تخريبية وسلخ لجدران الأمكنة البهية، أنها عملية مغلفة بالانكسار ومؤطرة بفداحة المنظر، الكتابة على الجدران واللوحات تفزع المتأمل لها فتقلب الذاكرة الطرية إلى ذاكرة شاحبة بفعل المؤثرات العائمة والكئيبة، أنها عمل بلا جمال ولا حياة ولا عطاء، أنها القبح كله، والدمامة كلها، وسوء المظهر والمقال، لقد تحولت جدران الأمكنة واللوحات الإرشادية إلى شاشات عريضة تعرض الغث السمين من (الشخبطات) الرديئة والأعمال المؤلمة التي ليس فيها صور تكاملية ولا أبعاد زخرفيه ولا رسم بهي، أن الكتابة على الجدران واللوحات الإرشادية عزف شنيع على قثارة اللامبالاة وانحطاط المسؤولية وافتقار الوعي، ينتج ألحانا رمادية سيئة لا تراقص المخيلة ولا تشبع الذائقة ولا تمنح الزهو والتمدد، أنها أعمال مريرة تعتصر الواقع الحاصل، أن الأفعال المشينة تتحول دوماً إلى خراب في الأمكنة والأشياء وتذهب بالقيم والآمال ولا تحقق أدنى شيء، أنها أعمال محبطة، لا تعطي النفع للناس، ولا تجلب البهاء للأرواح، ولا تمنح السكينة للقلوب، إنها تغييب لكل أنواع الوعي، وكل جماليات الحياة، وكل أبجديات النفع والعطاء، إن الكتابة على جدران الأمكنة واللوحات الإرشادية تفقد العواطف النبيلة وتزيد جذوة الغضب والاشمئزاز، وكل ما فيها يشبه لون الرماد وفعل الفجيعة وشكل السواد، لقد أخذت الكتابة على جدران الأمكنة واللوحات الإرشادية في الآونة الأخيرة منحنى خطيراً يشكل تعدياً صريحاً على أملاك المواطنين والوطن بلا مبرر ولا فائدة ولا مردود، سوى اللهو والعبث وجنون المراهقة، إننا إزاء عمل بغيض ولغة مقيتة وجرم شنيع وفعل كريه يتعدى على حقوق الآخرين ويسطو، والأنكى من ذلك أنها عمليات مستمرة بألوان وأطياف ولغات مختلفة، أن قصة الكتابة على جدران الأمكنة واللوحات الإرشادية، ظاهرة متعبة وغير مقبولة، ويجب أن يتم طرحها إعلامياً كمؤشر بارز يستهين بكل القيم الإنسانية فضلاً عن القيم القانونية والاجتماعية والأخلاقية والضارية والوطنية، حتى يتم قطع دابرها، وكسر طوقها، وإزالته شوكتها، ومن ثم تحجيمها وكنسها كما يكنس الرمل والتراب، أن هذه الأعمال المشينة القاصرة يجب أن تختفي من المسرح العام، لتحل محلها الأفعال الحقيقية، والأقوال النقية، التي تأخذنا نحو الغيم ومدارات الفضاء والآفاق العالية، انسجاما مع تراثنا العريق، وقدراتنا الخارقة، وثروتنا الإنسانية الكبيرة.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

لا.. للكتابة على الجدران!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة