ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 28/07/2012 Issue 14548 14548 السبت 09 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم يكن غريباً أن يطلق خادم الحرمين الشريفين حملته الكريمة لإغاثة الشعب السوري، فعلى الرغم من قيام بعض المجتهدين بالدعوة قبل شهرين لهذا الأمر إلا أن القيادة الحكيمة، آثرت أن تحدد الوقت المناسب لهذا الأمر،

فهي تعرف جيداً الوقت المناسب للدعوة لمثل هذه الحملات كيف لا وهذا هو المنهج الذي اتخذته منذ عهد الملك المؤسس - رحمه الله-، إذ تحرص المملكة على نصرة الشعوب العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، والبوسني وغيرها من الشعوب المنكوبة أو تلك التي تعاني من كوارث طبيعية.

وعندما تقوم المملكة بإطلاق مثل هذه الحملات فهي لا تتدخل في شؤون الدول، بل تحرص على مساعدة الشعوب ودعمها وإنقاذها مما تعانيه من ظلم وبطش وعدوان، ولعل الإعلان عن هذه الحملة في شهر رمضان المبارك جاء موفقاً، إذ إن النفوس تصبح أكثر إقبالاً في رمضان على الإنفاق، وها هي نماذج الإنفاق لدعم هذه الحملة المباركة نراها أمامنا، وها هي فئات المجتمع المختلفة تتوافد لتقديم الدعم من رجال ونساء وكبار وصغار وأطفال يقومون باقتطاع جزء من مصروفاتهم لإغاثة أشقائهم، وكيف لا يساهم الأطفال وهم يرون كل يوم جثث أشقائهم الأطفال السوريين في وسائل الإعلام، بل إني أعتقد بأن المجازر التي يرتكبها هذا النظام الجائر هي من أكثر المجازر التي تم قتل الأطفال فيها، ولا أعرف أي قلوب لدى هؤلاء القتلة - إن كان لهم قلوب - تمكّنوا من خلالها قتل هؤلاء الأطفال.

لقد كان الجميع في شغف لهذه الحملة وكان الكثير ينتظرها بفارغ الصبر، وما إن تم الإعلان عنها حتى رأيت مئات الألوف من أبناء هذا الوطن يهبون ليعبروا عن مظاهر التلاحم والوحدة والمحبة والألفة لدعم الأشقاء السوريين ضد الظلم والجور الذي يعانونه منذ 17 شهراً، وجاء في مقدمة هؤلاء المتبرعون خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الذين تبرعوا بما مجموعه 30 مليون ريال مما فتح الباب للتبرعات أن تتدفق لتتجاوز المائة مليون ريال في اليوم الثاني من الحملة، ولم تقتصر الحملة المباركة على يوم واحد، بل امتدت لخمسة أيام في كل يوم خمس ساعات يحرص خلالها المواطنون والمقيمون على التبرع لنصرة المظلومين ولسان حالهم يقول (هذا ما نستطيع أن نقدمه لكم) ولعل ما هو أكبر من ذلك الدعم المادي الدعم المعنوي بالدعاء والابتهال لله عزَّ وجلَّ أن يفرج عن إخواننا ما هم فيه وأن يعجل بالنصر.

وفي نفس الوقت الذي يتم من خلاله التنافس في تقديم الدعم والمساندة لإخواننا السوريين يجب علينا أن لا ننسى أن نقدّم الدعم أيضاً لإخواننا المسلمين الروهنجيون في بورما، والذين يعانون منذ أكثر من 15 شهراً من حملات اضطهاد وطرد من بلادهم يقوم بها بوذيون متطرفون، فآلة القتل والتعذيب تواصل عملها وتقوم بتقديم صنوف العذاب للمسلمين الذين حُرموا حقوق المواطنة ومنع عنهم التجنيس وتم طردهم من أراضيهم، كل ذلك يحدث في تعميم إعلامي غريب بحيث تكاد لا تعرف ماذا يحدث هناك، والغريب أن هذا الأمر لو حدث لغير المسلمين مثل ما حدث في جنوب السودان أو غيرها من الدول لوجدت مجلس الأمن وهيئة الأمم وغيرها من المنظمات الدولية تعقد مباشرة لإيجاد حلول.

ولعله وقت مناسب الآن أن تكون هناك حملة أخرى الأولى إعلامية لتوضيح ما يحدث من إبادة من قبل حكومة بورما للمسلمين هناك والأخرى إغاثية لمساعدة المسلمين المشردين والمضطهدين هناك.

 

فلندعم إخواننا في بورما
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة