ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 30/07/2012 Issue 14550 14550 الأثنين 11 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ذكر تقرير إخباري، أنه رغم أن هونغ كونغ قد تكون واحدة من أكثر مدن العالم تلوثاً وصخباً، وأكثرها تأثراً بالضغوط إلا أن سكانها ينتظر أن يعيشوا فترة أطول من أي شخص آخر على كوكب الأرض. وأشارت صحيفة “صنداي مورنينج بوست” إلى أن هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة،،

،،حلت محل اليابان من حيث طول متوسط أعمار شعبها، وسط توقعات بأن يبلغ متوسط أعمار الرجال 79.5 عام والنساء 85.6 عام.

وتضع الأرقام الخاصة بالنساء هونغ كونغ في مقدمة الدول من حيث متوسط الأعمار، بفارق ضئيل عن اليابان، حيث يبلغ متوسط أعمار النساء 85.5 عام وأسبانيا (83.8 عام).

كما جاءت هونغ كونغ في المرتبة الأولى أيضا بالنسبة لمتوسط أعمار الرجال متقدمة على أيسلندا (78.9 عام) وسويسرا (78.6 عام) واليابان (78.65 عام).

وارتفع متوسط الأعمار في هونغ كونغ (6.9 مليون نسمة) بنحو ثلاث سنوات لكلا الجنسين خلال السنوات العشر الماضية، رغم ارتفاع معدلات تلوث الهواء القادم من الصين المجاورة.

إذن وسط التلوث والصخب والضغوط، يعيش أطول الناس أعماراً في العالم، ربما هذا الأمر يطرح تساؤلاً مهماً، ما الذي يجعل هؤلاء الناس يصبحون في المرتبة الأولى في الأطول عمراً بين سكان العالم، منافسين بذلك دولة اليابان التي كانت تتقدم عليهم في هذا الجانب.

هو سؤال مهم، رغم أن الضغوط والتلوث والصخب هي من أهم الجوانب التي تساعد على تقصير عمر الناس.

المسألة يا سادتي تكمن في الإنسان ذاته، وطريقة تعاطيه مع المواقف، فهذه الشعوب -شعوب شرق آسيا- تؤمن بالمثل الصيني القائل “إذا لم تجد السعادة في داخلك فلن تجدها في مكان آخرها” ولهذا لا تجد أن قضايا مثل “الضغوط والتلوث والصخب” تنعكس على هذه الشعوب، فهم لا يلقون لها بالاً، ولا يتيحون لها المجال في أن تقتحم داخلهم، بل إنهم يعيشون حياتهم بالحب والأمل والتفاؤل والابتسامة، وجميع الذين سافروا إلى هذه البلدان أدركوا ذلك -وأنا واحد منهم- وقد كنت ذات يوم أقدم دورة تدريبية للمعلمين في مدينة الرياض، فسألتهم سؤالاً في بداية البرنامج التدريبي -حتى أقوم بكسر الحاجز بيني وبينهم- كان السؤال “ ما هي أخبارك مع الطريق وأزمة المرور، فأجابني أحد المشاركين “بأن الطريق يمثل مأساة حقيقية، وأزمة، وبخاصة في الرياض، والمسافات البعيدة والازدحام الشديد، وطريقة القيادة التي توتر الأعصاب “ووافقه عدد ليس بالقليل من الحاضرين، هذا نموذج بسيط للأزمات التي نعيشها التي تخلق لدى إي إنسان توترات نفسية كبيرة، المشاكل طبيعة الحياة، والذكاء في مدى مقدرة الإنسان على تجاوز هذه المشاكل، والتعايش معها، بروح مرنة، معتبراً أنها أمر لا مفر منه، لكن الطريقة المثلى أن تتدرب على ألا تقتحم هذه المشاكل داخلك، على ألا تحتد لأتفه الأسباب، على الابتعاد عن النزاقة -التي تمثل قمة التعصب للرأي وعدم المرونة في تقبل النقاش والحوار مع الآخرين- من أجل مصلحتك الشخصية، والأزمة مع الطريق نموذج بسيط لمشاكلنا المتعددة التي نختلقها، ونصنعها بأيدينا، ونجعلها سببا لعرقلة مسيرة حياتنا.

الشعوب في هونج كونج، وفي الصين واليابان، هم شعوب تمكنت من أن تكون من أوائل الدول كأطول أعمارا في العالم، لأسباب تناولها بعض الباحثين من أهمها:

- أنهم شعوب نباتية: لا يأكلون اللحوم، وغالبية أكلهم يتركز في الخضار والفواكه، وبعضهم يأكل الأسماك، وبعضهم يأكل أنواعا من الحشرات ربما لا نستسيغها نحن العرب.

لكن هذا الجانب على وجه الخصوص تتميز به هذه الشعوب عنا لكوننا شعوبا تكثر من أكل اللحوم الحمراء والبيضاء، والمأكولات الجاهزة -التي تؤدي في مجملها إلى الكثير من الأمراض- فإيقاع حياتنا وطبيعة أكلنا يمثلان أسبابا رئيسية للوفاة في أعمار مبكرة، وتكثر لدينا أمراض مثل ارتفاع الضغط والسكر، والكلسترول، والجلطات وغيرها.

- شعوب تعشق الرياضة: ورياضة اليوجا التي تعتمد على التنفس، وتفريغ الطاقة، والتشبع بالأكسجين، لأن المخ بحاجة إلى أكسجين، وتفريغ ثاني أكسيد الكربون الضار، وبحاجة إلى تنفس صحيح، حتى إنه مفيد للدم أيضاً، وهو العامل المساعد على الاسترخاء الصحيح الذي يفيد كافة أجزاء الجسم، في الجانبين الروحاني والمادي.

- وهم شعوب “رايقة” باللهجة الدارجة، لا يستجيبون للهموم والمشاكل، ولا يحملونها في دواخلهم، لهذا تجدهم يستمعون إلى الموسيقى بشكل منتظم، وقد تجد الشخص منهم (يمول) أغنية مع نفسه، مهما بلغ من العمر، المهم أن يسعد نفسه، ويسعد من حوله، وقد قال المثل - فاقد الشيء لا يعطيه فإذا كان الإنسان منا غير قادر على إسعاد نفسه، والشعور بالسعادة من داخله، فلن يستطيع أن يمنحها للآخرين.

Kald_2345@hotmail.com
k-khodare@hotmail.com
 

الشعوب “الرايقة” الأطول عمراً
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة