ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 08/08/2012 Issue 14559 14559 الاربعاء 20 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أشعر بالأســــى الشديد كلما وجدت أفكاري تذهب تلقائياً في مقارنة صورة أو موقف ما داخل الحدود بآخر خارجه..

هذه المقارنة غالباً ترتكز على مجتمعنا والشعب البريطاني الأكثر انفتاحاً، الذي يتضمن الكثير من الاتجاهات والمذاهب، لكنك ويا للدهشة تجد الأخلاق والسلوك الحضاري الجميل، في الساحات والميادين، في الشارع وفي المحلات ونقاط البيع، في مراكز الخدمات، تجد الابتسامة والذوق في التعامل، أما لدينا فيبدو أن الكثيرين ليس في قاموسهم إطلاقاً كلمات راقية تنمّ عن الذوق واللباقة والاحترام للذات أولاً مثلما هو للآخرين.

دخلت أحد المحلات في إحدى مدن المملكة مؤخراً، وقد انهمكت في تأمل ما فوق الأرفف، خطر في ذهني سؤال والتفت على عجل موجهة سؤالاً للبائع، لكني وجدت امرأة أخرى تتحدث معه أدركت أنه كان ينبغي أن أتريث قليلاً حتى تنتهي.

قلت لها: المعذرة وقد رافقت ذلك بإشارة بيدي أفيدها من خلالها أن الدور لها في الحديث.. نظرت إليّ باستغراب، وهنا تلعب العباءة وغطاء الوجه دوراً في خلع ظلال شاحب على لغتها.. لكن من خلال صمتها وعودتها إلى الحديث مرة أخرى وكأنما لم تسمع شيئاً أدركت أنها تجاهلت ما قلته ولم يعنِ لها شيئاً..!

لحظات وسمعتها تسأل البائع وكان عاملاً آسيوياً، سألته عن سعر أحد الأغراض، قال لها (25 ريالاً) ردت عليه بأسلوب همجي وبصوت عالٍ، لا يحمل شيئاً من الذوق، بأنها لا تريده بهذا السعر وأنه سبق لها أن ابتاعته منه هو ذاته بسعر أقل! كانت تتحدث بأسلوب تهجمي وقح، حتى خشيت أن ترفع يدها إليه بصفعة عاجلة!

حدثت نفسي بيني وبيني: هل كنت أرجو من مثل هذه المرأة أدباً؟ هل كنت أرجو منها تقديراً لاعتذاري؟!

ترى ما الذي حوّل بعضنا إلى مثل هذه الصورة (وأكاد أقول كثيراً منا)! لماذا وضعنا الأخلاق خلف ظهورنا؟ لماذا أصبح الأدب في السلوك والتعامل في خبر كان؟ لم يعد يمثّل لنا شيئاً؟! من المسؤول عن غيابه؟!

هذا الموقف يفرض أكثر من سؤال: هل كان ثمة أحقية للمرأة في المفاصلة حول سعر البضاعة؟

هل كان لاختلاف جنسية البائع دور في عدم احترامها له وجرأتها عليه هذا علاوة على التحدث إليه بأسلوب غير مهذب؟

ما هو نظام البيع السائد لدينا وهل تم تبصير كل من البائع والمشتري بحقوقه وواجباته؟!

فقد رأيت بأم عيني في بلادنا، خلال هذا الصيف، أكثر من محل تجاري لا يقدِّم لك “فاتورة” عند شرائك بضاعة ما وهذا أمر عجيب، كيف يتسنى لصاحب المحل متابعة مبيعاته؟

وكيف للمشتري أن يحفظ حقوقه إذا ما أراد (إعادة البضاعة أو استبدالها لعدم مناسبتها له)..

والعبارة الأخيرة وحدها بحاجة إلى إعادة نظر!

 

فجرٌ آخر
الأَخلاقُ.. ما بقيَتْ !
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة