ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 08/08/2012 Issue 14559 14559 الاربعاء 20 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

على خطاك يا سابك!
فوزي صادق

رجوع

 

طالما ترددت أن أكتب مقالاً عن شركة سابك، كي لا يُقال مديحاً وتملقاً كوني أحد أبنائها، وأني سأجر النار إلى قرصي.. حتى تدحرجت السنون تلو السنين، وحتى رأيت ما أزاح مداد قلمي، فاستوقفت سيارتي، وأخذتني خطاي نحو تلك الأيادي الكريمة التي تمنيت أن أقبلها، والتي تسير بخطى جماعية تحت أشعة الشمس الملتهبة، وأمام الرياح المتربة في عمق الصحراء.. ولمَ كل هذا؟ إنه من أجل تنظيف طريق الجبيل الدمام السريع شرق المملكة العربية السعودية.

كانت الحملة بعنوان «نظافة مدينتي عنوان حضارتي»، والمدهش في الأمر أن ألف موظف تطوع وشارك على دفعات في عملية التنظيف كعملية المسح على امتداد الطريق، فنصبت الخيام التوعوية، وعقدت الاجتماعات التثقيفية، ووزعت النشرات، ووكلت المهمات، وبدأت الحملة مسارها صباحاً ومساءً.. والأدهش أن المشاركين هم خليط من كبار وصغار الموظفين عمراً ومنصباً، حتى رئيس شركة حديد المتبنية للفكرة دخل معمعة التنظيف بعمق الصحراء! وإذا بأسطول من سيارات سابك والمساعدات والتجهيزات، وبتكاتف من الدوائر الحكومية.. فبدأت القافلة تسير ونحو نظافة البيئة تشير.. تلك بحق جهود تشكر عليها سابك وإداريوها وموظفوها.

لكن ليس هنا بيت القصيد، وأتمنى أن لا تمر الحملة مرور الكرام، ويأتي شتاء بعده شتاء، وتفتح النوافذ وترمى القوارير والأكياس بالطريق، وينزف الجرح من جديد! بل نتمنى أن يتعاون المواطنون في نظافة البيئة، وأن تنشر ثقافة النظافة على الطريق بين أفراد العائلة.. وأن تكون تلك المبادرة الجميلة بصمة تسير على خطاها باقي الشركات الحكومية والأهلية باقتداء جميل، ولنستفيد من تلك العطايا التي تعود على البيئة والمجتمع بالنفع المديد.

الحق يقال ولا غبار عليه، إن لكثير من الشركات الكبرى بصمات كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، كسابك وأخواتها أرامكو وسكيكو وغيرهم، لكن نتمنى أن تتعدد وتتنوع تلك البصمات في دعم البنى التحتية والترفيهية للمجتمع.. وأن تعم باقي المدن، كأن نرى حديقة جميلة في مدينة الدمام أو جدة أو الرياض أو الأحساء أو نجران تبنت إعمارها سابك، أو نرى مجمع اجتماعي وترفيهي في الطائف أو القطيف أو طريف أو حائل تبنته الشركة الأهلية الفلانية، أو مبنى رياضي ترويحي في مدينة كذا، أو واجهة بحرية بني ونفذ بتكاتف مجموعة من الشركات الأهلية، أو لوحات إرشادية صحية أو تربوية أو اجتماعية وضعت بالشوارع والأسواق بدعم الشركات الكبرى والأهلية.

سادتي.. الشركات والمؤسسات الكبرى أعمدة وأرصدة لاقتصاد الدولة، وركيزة وأمان لمقومات تقدمها ونماء شعوبها، ويا حبذا لو اكتملت الفرحة وعمّ الخير باقي أرجاء الوطن، ولا ضير في هذا، إذ هو ديدن الكثير من الشركات العالمية بالدول الأخرى، فهناك مشاريع جبارة في دولة ما من بصمات شركة كذا، أو منشآت صحية ضخمة من بناء شركة حكومية أو أجنبية.

أنا لا أعول ولا أراهن على عطاء شركاتنا الكريمة، فهم ذخر الوطن وحصن لأبنائه، وخيرهم من البلد ويعود لأهل البلد، وإنما ترجلي ورؤيتي لأبناء منسوبي سابك وهم ينظفون ويكنسون الطريق الطويل، وكلهم تفاؤل، وبابتسامة لا تفارق محيّاهم، أثار حفيظتي، وأحيا قريحتي، وجعلني أتمنى أن تعم تلك المكارم كافة المدن، ولكافة المواطنين والمقيمين.

وخلاصة القول، كل إناء بالذي فيه ينضح، وإناؤكم فيض خير إن شاء الله لا ينضب، وعطاؤكم باق بعون الله لا يعطب، والسلام.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة