ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 08/08/2012 Issue 14559 14559 الاربعاء 20 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

يطرح النقاش في الرياضة في مواقع مختلفة عبر برامج الفضائيات الرياضية أو أثير إذاعاتها المتخصصة أو في ندواتها المختلفة وفي المجالس الرياضية وغيرها ،ويكون الحديث عن سوء أوضاعها وكثير من مخرجاتها وعدم الرضى الجماعي عن أحوالها وقبل أن يسأل أحدهم سؤالا عاديا مفروضا وتقليديا عن ماهو الحل؟ يظهر بعض المنظرين وينبري متفلسفون وترتفع أصواتهم فيقول هذا الحل في (المؤسساتية) ويسابقه آخر ليقول بل الحل في (الخصخصة) ،ولا تفاجأ إذا ما جاء صوت كالصاعقة من آخر المجلس ليقول العلاج في إدارة (تكنوقراط) تقود دفة العمل وتحل المعوقات وتنهي كل المشاكل !!

أكثر من يتحدث ويتفلسف وينادي باستخدام هذه الحلول العاجلة هم رياضيون أو محسوبون على الرياضة من المنتمين أو من مخرجات أدواتها المختلفة ،إداريين ولاعبين وفنيين أو إعلاميين ،وتكاد تصل من خلال أحاديث بعضهم ونبراتهم الحادة والعالية إلى أن الرياضة السعودية وتحديدا كرة القدم أصبحت (صفر على الشمال) تفتقد كل المقومات وتحتاج إلى عمل جبار قبل أن تنهض ،وإذا لم تطبق الخصخصة أو المؤسساتية فلن تقوم لها قائمة !!

أبحث عن المؤسساتية وقد قرأت عنها الكثير وسمعت أكثر من خلال (الدورات) أو الندوات فلا أكاد أجد جهازا حكوميا محليا يطبقها بالشكل العملي (إلا النادر والنادر لاحكم له) ،على الأقل يصعب أن تجد ذلك في الأجهزة التي تقدم خدمات مباشرة للمواطن ،فلا يزال أغلبها يعمل ويدار بالطريقة التي تدار بها الرياضة ويحكم أكثرها نفس النظم والبيروقراطية والطرق وأساليب القوانين الوظيفية ،تغيب عنها (المؤسساتية) وتكثر الأخطاء والشكاوي. المؤسساتية ليست غائبة عن الرياضة والشأن الرياضي فقط ،بل إن غيابها شبه عام ،ولكن الحديث عنها والإشارة إليها يكثران عند الحديث عن الرياضة والسبب هو ما يظهر سوءات الرياضة أكثر وعوراتها بتوسع وأخطاءها بأسلوب مجسد هو أنها تهم وتلامس الجميع و يتعاطى معها الأكثرية والتعامل معها يتم من قبل الشريحة الأكبر من الشعب ولو تعامل الإعلام والناس مع أجهزة أخرى أكثر أهمية وتأثيرا في حياتنا وبحثوا فيها عن (المؤسساتية) لترحموا كثيرا على حال الرياضة وقبلوا بوضعها فهي أفضل بكثير .. ولعل المشكلة الكبرى التى تعاني منها الرياضة وما يظهر عوراتها بشكل أكبر أن ما يحدث فيها هو (جلد الذات) وبشكل مبالغ فيه من قبل أبنائها ،الرياضيون أنفسهم فهم أكثر من يتحدث عن الأخطاء والسلبيات ولا يكتفون بإظهارها وإنما يتم تكبيرها إلى درجة أنك تظن عند استماعك لبعضهم أن الرياضة السعودية (على الحديدة) ،وهذا بالتأكيد ليس دقيقا إلى تلك الدرجة وليست مجرد مبالغة وإنما هو تهويل من باب التنظير عند البعض والتصعيد من باب لفت الأنظار عند البعض الآخر ،والمصيبة الأكبر أنها عند البعض من باب (خالف تعرف).

رياضة تكنوقراط

كما هي بعض الأجهزة والإدارات الحكومية الأخرى لا تخلو أجهزة وإدارات رياضية من عمل منظم يطبق الأسلوب المؤسساتي وبشكل كامل على الأقل في العملية الإدارية البحتة ،ومشكلة بعض تلك الإدارات أن الذي يحكم عملها ويظهر دورها هو العمل الفني ونتائج لمباريات ،وليس العمل الإداري المرتب والصحيح، والذي رغم أهميته يأتي تاليا وربما ثالثا أو رابعا ،وأي إخفاق في النتائج ينسف العمل الإداري كليا ، ويظهر التنظيم الإداري وكأنه (تنظير) أو هكذا يحكم عليه و هو ما يحدث حاليا على سبيل المثال - من وجهة نظري - مع إدارة المنتخبات الوطنية لكرة القدم ،والتي يرى ويتحدث بعض العاملين فيها والمتعاملين معها أن فيه عملاً منظماً ومؤسساتياً إداريا ،ربما أن العمل المؤسساتي المطبق في الإدارة العامة للمنتخبات تحتاجه جهات أكبر وأهم في الرياضة ،وهذا ربما هو ما يفسر الأنباء التي تتردد عن توقعات بتولي الأستاذ محمد المسحل منصبا أكبر وأعلى سواء كأمين عام للجنة الأولمبية السعودية حيث يحتاج العمل هناك إلى إدارة (تكنوقراطية) بمعنى أنها تتشكل من متخصصين فتيا ومهنيا أو منصب أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو جهاز يحتاج إلى العمل بشكل مؤسساتي يعتمد على التنظيم والتأسيس والعمل المنظم ،وان حدث ذلك فربما تتغير الصورة الذهنية الحالية المأخوذة عن الرياضة والمؤسسة الرياضية والعمل فيهما.

كلام مشفر

عندما يحتدم النقاش عن الرياضة والحوار لا تفاجأ إذا ما كان أغلب من ينظرون ويطرحون الحلول ويقدمون الأفكار هم من (الحفظة) الذين يرددون كلمات سمعوها دون إدراك لمعانيها الحقيقية

أو أنهم من حملة شعارات يسمعون بها ولا يعرفون معانيها الحقيقية ،جربت (ولك أن تفعل) في سؤال أمثال هؤلاء عن المقصود بإدارة (تكنوقراط) تقود دفة العمل فإذا هم يخلطون بين أن يدير العمل متخصصون أو نخبويون أو خبراء مستقدمون من الخارج مع أنها أمر مختلف كليا.

المؤسساتية هي المعايير أو القوانين والقواعد والتي تنظم وتقود باتجاه واحد وهدف واحد وبشكل جماعي وليس فردي بحيث لا يتأثر الجهاز بغياب أو خروج أحد ويغلب المصلحة العامة على الخاصة وفقا لتعاون وانفتاح على الآخر.

العمل الذي تقدمه حتى الآن إدارة الاتحاد الجديدة هو نموذج للعمل المؤسساتي الذي نطالب به ويظهر تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والتعاون من قبل الجميع والانفتاح على الآخر.

الإثارة التي بدأت مبكرا في دوري زين للمحترفين في أسبوعه الأول واليوم الأول منى الأسبوع الثاني تنذر بالفعل بموسم ساخن ومثير ومنافسة قوية الخوف عليه من التأثيرات الخارجية والإثارة خارج الملعب والتوقفات التي تميت السير السريع جدا.

 

الحاسة السادسة
الرياضة ..على الحديدة!
عثمان أبوبكر مالي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة