ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 09/08/2012 Issue 14560 14560 الخميس 21 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

مجلة أيادي..مصافحة الفن النظيف
أحمد نواف الجربا

رجوع

 

ثمة مقولة من الأهمية ذكرها، تصف الفن على أن فيه من القوة مايجعله أقرب إلى معاداة القبح والشرور، وتخليص النفس من وهنها القريب من الموت وهو مايتجلى في جملة الشاعرالفلسطيني الكبير محمود درويش عندما يورد «ياموت هزمتك الفنون جميعها»..

هو بذلك يقرُّ بسيادة وسطوة الفن وأيّ فن كان، وإذا اعتبرنا الفن التشكيلي كأحدها بوصفه فناً راقياً يذهب في مسعاه إلى تحريك الذائقة والخيال، وأن عملية اللون والمساحة الخلفية للون ومن ثم التعاقب الطبيعي بين اللونين الأسود الذي هو نهاية الضوء والأبيض الذي يأسر الضوء وهو ربما ماقد ينسحب على التصوير الفوتوغرافي، والذهاب إلى تكريس القيمة التي هي بالضرورة تكريس لقيمة جمالية ونفسية مأخوذة بذلك التدرج السلس للتعاقب الذي يستحوذ التوافق والوئام لا الخصام، ولهذا فإن الفن التشكيلي وكذلك الصورة الضوئية هما شكلان من أشكال الانتصار لإنسانية الإنسان الذي يرى أن من حقه التعامل مع الأمور بكليتها من جانبها الغامض الفني لا المباشر الخالي من رغبة تحريك الخيال، وبالتالي إعمال العقل للمحاولة في فك (شيفرة) الشيء والتلذذ بالاكتشاف فالصورة/ اللوحة لاتعني الحركة المؤطرة في إطار محدد بل تعني الصورة/ الزمن بحسب برغسون.

أنَّ ولادة مشروع يعنى بالفن التشكيلي هو إعلان حالة اختلاف، ومن البدء، ولاسيما وأن المشاريع الثقافية جلها يذهب إلى الثقافي والفكري والأدبي، ليهمش التشكيلي باعتبار أن متابعي هذا الفن والمنظرين له والنقاد هم الندرة مع العلم أن الفنانين يتزايدون والحاجة تتعاظم إلى حاضنة تقوم بدورها الأخلاقي والأدبي تجد نفسها مشغولة بقطاع مهم، قطاع بشري فاعل، لابدَّ سيساهم في تنمية الذائقة وتهذيبها، وربما تأتي (أيادي) كمجلة لتعمل في أرض بكر وتمدّ يداً بيضاء إلى جميع المشتغلين في هذا الحقل إذا عرفنا أن تهميشاً كبيرًا يطوله من قبل وسائل الإعلام المختلفة، وعليه فإن هذه الولادة المباركة جاءت للأخذ بيد المبدعين بتعامل راق وطباعة أنيقة وسوية عالية دأبت عليه المجلة من انطلاقتها،ساهم هو بدوره في إغناء حركة الفن والحياة باعتبار الفن حقلا جماليا يرفد القيم ويعززها، فالحفل الذي أقيم لابد وسيكون له الأثر الكبير في نفوس الجميع وهذا بدوره سيجعل للمجلة ريادة وعمقا لن يخصَّ مساحة المملكة فحسب بل سينسحب على الوطن العربي من محيطه إلى خليجه حيث الجهد الكبير الذي تعجز عنه المؤسسات الرسمية فالتكريم والجوائز القيمة التي توهب بسخاء ومصداقية تعطي كل ذي حق حقه وتنصف الفنان والمبدع وتشجعه على أن يكون فاعلا وذو مردود عال يأتي هذا التكليل من وجود روح مقاتلة مكافحة للوصول إلى تعزيز قيم الجمال والفن، ربما تجوز الجملة إذا قلنا في معركة يباشرها رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير رجال يختارون الاختلاف والقطيعة مع السائد، تساندهم رغبة حقيقية وإيمان مطلق بالنجاح مع موفقيه من العلي الخالق، يعاونهم فريق يدرك الصعوبة والمعوقات اللتين تعترضان هكذا أهمية تروم الاشتغال في المختلف.

ولاشكَّ أن التخبط والعشوائية في إدارة التعامل مع حقل الفن التشكيلي والتصوير الضوئي من قبل الصحافة جعل المنتج في واد والمتلقي في واد آخر، مايعني أن التصدي لمقاربة هذا الفن يعني في حال من الأحوال مجلبة الكثير من التعب إلا أن الروح العالية النفسية والفنية كلاهما اجتمعتا، وكما هو واضح لرسم ملامح واضحة للعمل ومستقبله، يظهر هذا في التجديد الذي ارتأته المجلة منذ صدورها وفيما بعد، وبالتأكيد هذه خطوة مهمة لتقليص الفجوة بين المجلة وقارئها ولانتشاله من الملل الذي يصيبه من اعتياده على مجلات ومنابر ثقافية وفنية تحافظ على رتابتها بحجة الأصالة وهي لاتدرك أنها تنفِّر قارئها وتشكل قطيعة بينها وبينه.

أن مجلة (أيادي) بحق مشروع ريادي، ستصب فائدته في وعاء الجميع ابتداء من الفنان الذي لاقى غبناً واضحاً من غياب دورية تسلط الضوء على نشاطه وانتهاء بقارئ يريد تعاطياً حقيقيا مع هذا الجانب المغفل من حياته، وأننا كمتلقين لابدَّ وأن تأخذنا الحمية والفرحة والتمنيات بسيادة (أيادي) لتشكل كوة ننظر من خلالها إلى عالم أجمل وعادل فنياً، مع معرفتنا بأن هكذا نجاح سيحمل إليه محبيه الكثيرين وأعدائه أيضاً غير أنهم سيكونون أقلية، حين يعمل الجميع بروح الفريق المتفاني، الطامح، الذي لايعير للطبول الجوفاء أذنا صاغية، لأن لديه موسيقاه النبيلة التي يستمع إليها، مرحى لأيادي وهي ذي يدنا نمدها لمصافحة ظاهرها وباطنها الحب.

 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة